ليس المجلس الأعلى للقوات المسلحة فقط هو الذى حمى الثورة.. المجلس الأعلى للثقافة أيضا فعل ذلك، ممثلا فى شخص الدكتور جابر عصفور الذى عينه حسنى مبارك وزيرا للثقافة فى الأسبوع الأخير من حكمه.
الدكتور عصفور تحدث فى الجزائر بكلام غاية فى الطرافة وخفة الدم عن علاقته بالثورة، باعتباره حمى الجانب الثقافى منها، بقبوله منصب وزير الثقافة فى آخر حكومات مبارك، ثم استقالته بعد أن أدرك أن سفينة المخلوع غارقة لا محالة، معللا هذه الاستقالة فى وقتها بأسباب صحية، تحولت بأثر رجعى الآن إلى أسباب تتعلق بأنه اكتشف أنه وزير مع مجموعة من الوزراء الفاسدين، هكذا فجأة اكتشف فسادهم على الرغم من أنه ترس أصيل فى آلة الحكم على مدى العشرين عاما الأخيرة من حكم العائلة المباركية.
يروى عصفور قصة قبوله للمنصب على نحو درامى يقطع القلب فى حوارات عديدة أجراها على هامش مشاركته فى معرض الكتاب بالجزائر، وعلى طريقة رأفت الهجان، يقول إنه قبل المنصب بعد أن سأله سيادة الشفيق بصوت متهدج «مش عاوز تنقذ مصر»؟ وعندها اجتاحته موسيقى عمار الشريعى وقرر تلبية استغاثة مصر به.
غير أن الدكتور عصفور لم يقدم لنا مبررات وجيهة لتخليه عن إنقاذ مصر بهذه السرعة الغريبة، حيث قال إنه استقال بعد أن اكتشف أنه محاط بتشكيلة حكومية من الفاسدين، إلا أنه نجح قبل الاستقالة السريعة فى إنقاذ المتحف والمؤسسات الثقافية.
وإذا كان لا يحق لأحد أن يصادر حق جابر عصفور فى أن يرى فى نفسه ما يشاء من بطولة وفروسية، فإن من حقنا أن نطالبه بتقديم الدليل على أن الأديب العالمى علاء الأسوانى كان جزءا من النظام السابق، أو بتعبير عصفور «الأسوانى نجم مزيف صنعه نظام حسنى مبارك»، حسب ما أوردت بوابة الأهرام نقلا عن الدكتور جابر فى الجزائر.
والذى نعرفه عن علاء الأسوانى أنه كان كاتبا معارضا بشراسة طوال الوقت أيام النظام السابق، ولم يضبط متلبسا بجائزة من جوائز المجلس الأعلى للثقافة، أو منحة تفرغ، أو مساحة خضراء على أطراف حظيرة فاروق حسنى، فكيف استطاع هذا العميل الشرير أن يخدعنا كل الوقت ويقنعنا بأنه معارض وثورى حتى النخاع؟
إن من حق مصر التى يحبها جابر عصفور أن يكشف لها وثائق إدانة واحد من الفلول، هذا العميل الخطير الذى كان يوصل النهار بالليل مندسا وسط الثوار فى ميدان التحرير، بينما هو منقوش على جلده «فخر صناعة حسنى مبارك»، انقذ مصر يا دكتور جابر وافرج عن وثائق عمالة علاء الأسوانى لحسنى مبارك.. واحك لنا قصته مع جائزة القذافى لحقوق الإنسان!
مقالات وائل قنديل
لا لخلط الشيشة بالسياسة مصر تبحث عن دجاجة تنازلاتى فى كوبنهاجن ممارسة الديمقراطية فوق دراجة سلفية كوبنهاجن وسلفية إسكندرية الثلاثة (يشتغلون) الثورة