أكثر من عشرين ناشطا من شباب الأحزاب المصرية الجديدة يمثلون كل الأطياف السياسية من الإخوان وحتى الليبراليين مارسوا على مدى أسبوع المساس بالسيادة الوطنية الدانماركية من خلال دخول مطبخ الانتخابات البرلمانية التى أجريت أمس بدعوة من معهد الحوار المصرى الدانماركى.. وكنت معهم ضمن وفد من الصحفيين المصريين والعرب تفقدوا اللجان وراقبوا عملية التصويت وحضروا مؤتمرات فى الشارع للأحزاب المتنافسة ولم يخرج حنجورى دانماركى ليعلن الجهاد ضد هذا التدخل الأجنبى السافر ولم يبك أحد حزنا على الشرف الوطنى الرفيع صارخا «إنهم يمسون بسيادتنا ويراقبون انتخاباتنا».
ويمكنك أن تقول ما شئت عن اليمين الدانماركى المتطرف، وتعترض براحتك على سياسات معادية للعرب والمسلمين تمارسها أحزاب متطرفة، غير أنك لا تستطيع أن تمنع نفسك من الإعجاب بالتجربة الدنماركية السياسية والحزبية، حيث الشباب يفرضون وجودهم على الجميع، ويقودون قاطرة السياسة دون أن يخرج أحد العواجيز بكلام أجوف عن «العيال» الذين سيوردون البلاد التهلكة.
ويلفت نظرك فى هذه المعركة الطاحنة أن أكثر من ربع مليون مواطن من أصول عربية وإسلامية ليسوا مشتبكين مع العملية السياسية فى الدانمارك بالقدر الكافى، وتسمع من عديد من الشخصيات العربية المسلمة البارزة فى المجتمع الدانماركى الشكوى ذاتها من أن المواطنين القادمين من العربى والإسلامى منقسمون ومفتتون ومتنافرون طوال الوقت، ما يجعل أثرهم فى التركيبة السياسية هناك محدودا للغاية، فيما يبدو أقل من ستة آلاف دنماركى من اليهود وكأنهم ملايين، كونهم كتلة واحدة متداخلة ومشاركة فى التفاعلات الدنماركية على مستوى القضايا السياسية والمجتمعية.
وفيما ينشط هذا العدد الصغير من اليهود فى فرض وجوده على الأحزاب، تجد تيارات إسلامية تحرم المشاركة فى الانتخابات على اعتبار أن الديمقراطية كفر ونفاق، بل أن لافتة لحزب التحرير الإسلامى، رفعت فى كوبنهاجن تقول «الديمقراطية نفاق والمنافقون فى النار».. الأمر الذى يدفعك إلى الشعور بالأسى على ما يفعله المسلمون بأنفسهم، والذى لا يقل قسوة وفداحة عما يفعله بهم أعداؤهم.
ومن سلفية كوبنهاجن إلى سلفية مصر تجد التبرم ذاته من الديمقراطية، حين تتصفح الأخبار القادمة من مصر فتجد المهندس عبدالمنعم الشحات المتحدث باسم الدعوة السلفية يتحدث عن الديمقراطية باعتبارها الشر المطلق الذى يحدق بالبلاد والعباد، ولا يرى فيها إلا مصدرا للكوارث مثل شرب الخمر وعبادة الشيطان، وكأن المصريين قاموا بثورة أذهلت العالم قدموا خلالها ألف شهيد وآلاف الجرحى لكى يعبدوا الشيطان ويشربوا الخمر!
مقالات وائل قنديل
الثلاثة (يشتغلون) الثورة آسف يا تحرير شهادة المشير وتصحيح المسار هذا وكان فى استقبال سيادته بالقفص.. المرحلة (الانتقامية) من الثورة المصرية أنزلوا على سالم من فوق سفارة العدو