فحيح الكاتب المسرحى المتقاعد «على سالم» على صفحات «المصرى اليوم» أمس هو أحط وأقذر ما كتب عن واقعة إنزال العلم القبيح من أعلى بناية سفارة العدو الصهيونى ورفع علم مصر مكانه.
وقبل أن يتهمنى أحد بالتجنى على الكاتب المتيم بالعلاقة الحرام بين الحكومة المصرية الغابرة والكيان الصهيونى أنقل بعضا من عباراته لنرى كيف يحتقر شباب مصر ونساءها الفضليات ويعتبرهم قطيعا من الحيوانات، يقول سالم فى سيناريو افتراضى مريض لما جرى فى قصة العلم إن أحد المتنازعين على شرف إنزال العلم صرح بأنه فور نزوله بأن سيدة استوقفته فى أحد أدوار العمارة وأعطته 500 جنيه مكافأة على بطولته، وأنها حسب رواية الزميلة «الوفد» أعطته قبلة.. وبعد ذلك يطلق على سالم العنان لخياله المريض ويقول إن السيناريو لابد أن يكون قد مضى كالتالى: فى الطابق الذى يليه استوقفته سيدة أخرى وأخذته بين ذراعيها وغابت معه فى قبلة طويلة ومنحته مبلغا ثم أخذت قميصه للذكرى، وفى الطابق التالى فعلت سيدة أخرى الشىء نفسه، لكنها طلبت منه خلع بنطلونه واحتفظت به للذكرى.
ويختم سالم مشاهد السيناريو الوضيع بما يلى «ويخرج وينزل دورا، سيدة جميلة تسحبه داخل الشقة، وتعطيه 300 جنيه فقط وتعتذر، لأن ليس لديها فكة، يقول لها: ولا يهمك يا ست هانم.. ادينى بوس بالباقى».
إن أبرع كتاب السيناريو الصهاينة لو اجتهدوا لصناعة نص يبتذل عملية إنزال العلم ويسفه الغضب المصرى النبيل على ممارسات إسرائيل الإجرامية، لن يستطيع أن يتدنى فى عفونة الفكرة وقذارة الحبكة كما فعل على سالم، الذى لم ير فى شباب مصر المشتعل غضبا ووطنية إلا مجموعة من الأفاقين الباحثين عن مال وقبلات وأحضان، كما لم يجد فى نساء مصر المحترمات من ساكنات العمارة التى تقع بها سفارة العدو إلا منحرفات يهرولن للحصول على قمصان الشباب وسراويلهم وقبلاتهم وأحضانهم، لقاء بضع مئات من الجنيهات.
وأرجوك ضع نفسك مكان شاب من أولئك النبلاء الذين تاقت أنفسهم لتطهير سماء مصر من دنس علم الصهاينة، أو افترض أنك ابن أو أخ أو زوج أو أب لواحدة من ساكنات العمارة اللاتى صورهن على سالم على هذا الحالة الشبقية البوهيمية البهائمية، ممن يبحثن عن معانى البطولة فى ملابس وأحضان البطل.. ماذا ستفعل لو كنت واحدا من هؤلاء؟
أفهم أن يكون على سالم حريصا على دفء العلاقة غير المشروعة مع عدو غاصب وقاتل ومحتل، باعتباره واحدا من الرعيل الأول لمقاولى التطبيع الذين تعبت الطرق من مشاويرهم ذهابا وجيئة من عند العدو، لكن غير المفهوم بالمرة أن يعاود صديق الصهاينة الأول الظهور وبث سموم التطبيع بهذه الفجاجة فى أعقاب ثورة ناصعة أسقطت ضمن ما أسقطت الأساطير المؤسسة للعلاقة الحرام بين مصر وعدوها الأول والدائم.
وغير مفهوم أيضا أن ينشر هذا السخام فى صحيفة يومية بهذه السهولة وكأنه لم تقم فى مصر ثورة، ولم يسقط لمصر شهداء على الحدود.
أعلم أن هناك من سيتحجج بحرية التعبير، وعدم الحجر على رأى، لكن فارقا هائلا هناك بين حرية الرأى وحرية القذارة، وأمام امتهان مريع لكرامة الشعب المصرى على هذا النحو الفاضح الفاجر فإننى أضع سطور على سالم المنشورة فى «المصرى اليوم» أمام الرأى العام، وقبله النائب العام.
المزيد من المقالاتهذا الانفلات السلوكي ... إلى متى؟ لو لم اكن مصريا لوددت ان اكون تركيا شجاعة تركية بمكونات مصرية لا تبخسوا المجتمع حقه