الله يرحمه مصطفى باشا كامل صاحب مصطلح لو لم اكن مصريا لوددت ان اكون مصريا فقد كان يعيش فى زمن كان المصرى فيه يفتخر بمصريته وبحكوماته وبزعمائه، انها بلد كانت تنجب زعيما كل 3 سنوات قبل ان يصيبها العقم الذى جعل انصاف الموهوبين رؤساء لمدة ثلاثين عاما ،و قبل ان يتحول المواطن المصرى الى اجير متناثر فى دول العالم يبحث عن رزقه بكرامة واحيانا كثيرا جدا بدون كرامة بعد ان ضنت عليه بلده بالرزق وبالاحترام وبالزعامة .
ايضا وكنت اتصور ان الامور قد تغيرت بشكل كامل بعد ثورة يناير ولن تجد مصري يقول يا ريت كنت سعوديا ولا قطريا أو حتى هنديا ، لكننى وجدتنى وفى اكثر من مرة اقول لو لم اكن مصريا لوددت ان اكون تركيا .
رددت هذه المقولة عقب انسحاب رئيس الوزراء التركى رجب طيب اردوغان من منتدى دافوس اعتراضا على كلمة رئيس وزراء العدو الاسرائيلى فى مشهد مهيب اثار احترام العالم ، واعدت ترديد المقولة بعد ان سافر رئيس الوزراء التركى الى الصومال حاملا مساعدات ومعونات للشعب الصومالى الذى يعانى من الجوع والعطش بسبب الجفاف والحرب الاهلية ولم يكتف رئيس الوزراء التركى بارسال المساعدات كما فعلت الدول العربية والاسلامية بل ذهب مع زوجته ووزير خارجيته وزوجته فى بلد غير امنة ليتفقد الوضع على الطبيعة و ليساعد شعبا مسلما ،واعدت للمرة الثالثة تكرار المقولة وانا اقرأ خبر طرد السفير الاسرائيلى من تركيا وتعليق الاتفاقيات العسكرية والتعاون التجارى لان اسرائيل ابدت اسفها لمقتل تسعة اتراك اثناء القرصنة الاسرائيلية على اسطول الحرية التركى اثناء حصار غزة .
تركيا طردت السفير لان اسرائيل ابدت اسفها لكنها لم تعتذر ، وايقنت وقتها ان الدم التركى غال جدا وان حق تسعة شهداء اتراك لن يضيع هدرا حتى بعد مرور عامين اما نحن فى مصر فبعد الجليطة الاسرائيلية واستشهاد جنود وضباط على الحدود اكتفينا بقبول الاسف الاسرائيلى دون ان نتمسك باعتذار رسمى ،ودون ان نتخذ اجراءات دبلوماسية تهدد وتربك العقلية الاسرائيلية ،لم اطلب حربا لاننا يجب ان نحدد نحن وقتها لا ان ننجر لها فى اطار رد الفعل، لكننى كنت اطلب اجراءات دبلوماسية واقتصادية قوية تنم عن ان مصر قد تغيرت و تشمل سحب السفير المصرى وطرد الاسرائيلى وتجميد الاتفاقيات الاقتصادية، وهى اجراءات كفيلة ببث الرعب داخل اسرائيل لان العدو الاسرائلى مشغول با لجبهه الداخلية ومشاكله ويريد ان يأمن الجانب المصرى.
كنت اتمنى ان يتغير رد الفعل الرسمى ويرتفع الى رد الفعل الشعبى لكن على ما يبدو ان الطريق امامنا مازال طويلا ، وان الارض القاحلة التى تم تجريفها على امتداد عقود لم تنبت بعد فصيل الرجال الذى نتمناه ونحلم به يرفع قدر مصر وقدرنا معها ، او على الاقل ان هذا الفصيل موجود بالفعل لكن يتم اقصاؤه عن المشهد فى الوقت الحالى واتمنى ان نرى فى المستقبل القريب رجالا من فصيلة العظماء الذين يجعلونا نفتخر بمصريتنا كما يفتخر الاتراك بتركيتهم حاليا .
Facebook
ehabelbadawey@yahoo.comtwitter@ehabelbadawy
المزيد من المقالاتشجاعة تركية بمكونات مصرية لا تبخسوا المجتمع حقه