ثورة 25 يناير هى أهم وأفضل سفير لمصر بالخارج، هذا ما لمسته فى كوبنهاجن وأكده له حديث مع سفير مصر فى الدنمارك نبيل حبشى فى لقاء بمنزله بالعاصمة كوبنهاجن امتد لساعتين بصحبة مجموعة من الزملاء الصحفيين المصريين وممثلى المعهد الدنماركى المصرى للحوار.
السفير حبشى يتحدث بفخر عن ثورة المصريين التى حررت الدبلوماسية المصرية وأعطتها زخما تفاوضيا هائلا فى مختلف عواصم العالم وحكى لنا كيف أصبح الأداء الدبلوماسى أكثر ثباتا وثقة فى النفس بعد الزلزال الذى صنعه الشعب المصرى وأزاح به 30 عاما من الجمود والتكلس.
السفير اعتبر أيضا أن نتائج الانتخابات البرلمانية الدنماركية تحول إيجابى فى صالح القضايا العربية والإسلامية، كون التشكيلة الحكومية الجديدة أتت بشخصيات لا تحمل عداء للعرب والمسلمين، بل أنها تتخذ مواقف مؤيدة لنا فى قضية الصراع العربى الإسرائيلى، أو على أقل تقدير هى مواقف ليست ضدنا.
ولعل من أبرز ما حملته رياح التغيير فى الدنمارك الإطاحة بالنائب ذى الأصول العربية ناصر خضر من البرلمان، وهو النائب الذى تنقل بين أكثر من حزب من أحزاب اليمين الدنماركى حتى استقر به المقام مؤخرا فى حزب صغير تحت لواء حزب المحافظين الذى سقط سقوطا مدويا فى هذه الانتخابات.
وهذا السقوط للنائب خضر يحمل أكثر من إشارة وأكثر من معنى، أوضح بعضها للقارئ (المحترم) الدكتور الشافعى حسن البنا الذى علق على مقالى أمس آخذا على كاتب هذه السطور السفر إلى الدنمارك غامزا من قناة أننى وآخرين نذهب إلى «الأعداء» وهو يتساءل فى غير براءة «لماذا لا تختارون دائما الا البلاد التى بينها وبين المسلمين عداء واضح؟ هل تتصيدون الدول التى أهانت المسلمين لتؤكدوا لهم انكم لستم مثلنا؟؟هل تبررون على حسن نواياكم وتظهرون مدى التنازلات التى من الممكن أن تقدموها».
وللقارئ المحترم أقول إن محترفى التنازلات معروفون بالاسم، ولسنا منهم ولن نكون، وأوضح لمن يريد أن يفهم ويعرف أنه لو كان الدنماركيون لايزالون يساعدون من يدير ظهره لقضايا أمته ويقبل إهانة معتقدات أهله لكانوا أنجحوا النائب من أصل عربى ناصر خضر، والذى استثمر أجواء ما بعد 11 سبتمبر 2001 وقدم نفسه للمتعصبين الدنماركيين على أنه محارب ضد الأصولية الإسلامية، مزايدا على عتاة الأحزاب العنصرية فى اتخاذ مواقف أكثر تشددا من المتهوسين ضد العرب والمسلمين ومدافعا بشراسة عن الرسوم المسيئة للرسول عليه الصلاة والسلام.
لقد رأيت فى كوبنهاجن مواطنين من أصول عربية وإسلامية يتقلدون مناصب رفيعة ويمارسون حياتهم بشكل طبيعى، وقد فوجئت شخصيا بأغنية مصرية فى أحد المراكز التجارية الكبرى، وتلك الفتاة التى كانت تعمل فى أحد محلات الملابس مرتدية قميصا يحمل عبارة «أحب مصر» باللغة الانجليزية وحين اقتربنا منها أنا والزميل الشاب مصطفى النجار قالت داليا بلهجة مصرية ناصعة إنها من أصل مصرى ولدت فى كوبنهاجن وتعلمت وتخرجت واشتغلت ولم تشعر يوما بأنها مهضومة الحق، وتفخر بمصريتها وتباهى بها دون أن يعاديها أو يضطهدها أحد.
وأقولها مرة أخرى إن من المتشددين الإسلاميين من يمارس العداء ضد الإسلام ويهينه أكثر من الأعداء السافرين.. وللحديث بقية.
مقالات وائل قنديل
ممارسة الديمقراطية فوق دراجة سلفية كوبنهاجن وسلفية إسكندرية الثلاثة (يشتغلون) الثورة آسف يا تحرير شهادة المشير وتصحيح المسار هذا وكان فى استقبال سيادته بالقفص.. المرحلة (الانتقامية) من الثورة المصرية أنزلوا على سالم من فوق سفارة العدو