اجتمع العرب فى جامعة العرب لوقف حمام الدم فى الشام فماذا كانت النتيجة؟
عشرات الشهداء الجدد من الشعب السورى حصدتهم آلة قمع بشار الأسد فور انتهاء الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية فى جامعة الدول العربية، الذى انتهى إلى الإعداد لحوار عاجل بين قوى الثورة السورية وبين النظام المستبد الذى قامت ضده الثورة، مع ملاحظة أن أيا من السادة المؤتمرين العرب لم يجرؤ على التلفظ بكلمة «ثورة» أمام المندوب السورى فأسموها الاحتجاجات والتظاهرات.
إن هذا الاجتماع العربى الطارئ يحمل الكثير من أوجه الطرافة والتناقضات الحادة، فعرب الخليج الذين يعاقب معظمهم الثورة المصرية اقتصاديا على نجاحها فى إسقاط رأس النظام، ويحمون فظائع على عبدالله صالح فى اليمن ضد شعبه، والذين تداعوا لإرسال قوات لحماية الحكومة البحرينية من الاحتجاجات الشعبية العارمة، هم الذين يدعون إلى اجتماع طارئ الآن من أجل البحث فى وسائل لمعاقبة النظام السورى الذى يشن عمليات إبادة للثوار.
وأحسب أن هذه واحدة من التناقضات غير المفهومة فى المشهد الدرامى المثير الذى تابعناه فى مقر جامعة الدول العربية بالقاهرة، حيث أعطيت الفرصة لممثل النظام السورى كى يرغى ويزبد فى كلام أجوف عن مؤامرة صهيونية إمبريالية ضد نظام بشار الأسد الصامد المناضل المحارب ضد إسرائيل، إلى آخر هذه القائمة من الأوهام التى لا وجود لها إلا فى مخيلة نظام أليف وناعم ووديع للغاية يسلك على طريقة النعامة فى مواجهة الاحتلال الصهيونى للجولان، بينما يتصرف بوحشية الأسد ضد شعبه حتى قتل منه أكثر من ثلاثة آلاف مواطن خلال أشهر معدودات.
وفى مقابل هذا الاستئساد من مندوب سوريا لم يجد المؤتمرون العرب حلا إلا الدعوة لبدء حوار بين القاتل والقتيل، بين النظام والمعارضة، وكأن دما غزيرا لم يجر فى الطرقات، وهى دعوة من وجهة نظرى لا تخدم سوى بشار الأسد، وتفتح لها مخرجا من عزلة دولية وتنام مدهش فى وتيرة الثورة السورية التى اقتربت كثيرا من أن تؤتى ثمارها.
وهذه الدعوة تعيد إلى الأذهان تلك الحوارات التى كان يحاول عمر سليمان وحسام بدراوى فرضها على الثورة المصرية بحيث يتحول معها الثوار إلى مفاوضين مستأنسين، وتنتقل المسألة من كونها ثورة شعب يطالب بسقاط النظام، إلى مجرد حركة احتجاجية لطيفة ترنو إلى بعض الإصلاحات وتحلم بقليل من التحسينات فى واجهة الحكم.
وتخيل لو أن الثوار ابتلعوا الطعم وواصلوا لعبة الحوار والتفاوض سرا مع أحد أبرز رجال نظام مبارك، هل كان الميدان سيبقى ممتلئا بكل أطياف وفئات الشعب حتى خلع المستبد؟
أغلب الظن أن السيناريو لو كان قد مضى فى الطريق المرسوم له لأكل الثوار بعضهم بعضا وأضرموا فى أنفسهم اتهامات بالتفريط والخيانة وبيع الثورة على موائد الحوار، ولانتحرت الثورة من تلقاء نفسها، وتلاشت لينقض نظام مبارك فيما بعد على من تبقى من ثوار ليفتك بهم.
ومن المهم أن يعى الثوار فى سوريا دروس سابقيهم، فالثورة لا تعرف الوقوف فى منتصف الطريق، وإن فكرت فى ذلك فإنها لن تستطيع بلوغ نهاية المسير، ولن تتمكن من العودة إلى نقطة البداية، وستفترسها الضباع والثعالب فى المنتصف.
وإذا كان الشعب السورى قد حسم أمره وقرر النضال من أجل التخلص من نظام استبد به طيلة أربعين عاما فإن أية محاولات لاقتياد هذا الهدير الثورى إلى قاعات التفاوض المكيفة يعد نوعا من القتل الناعم للثورة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مقالات وائل قنديل
اعتذار الوزير فى حضرة البابا المدرعات التى تحكم مصر محمد رسول الإنسانية ماذا عن المفقودين فى مذبحة ماسبيرو؟ مينا دانيال و أحمد عادل = H2S فلول المنحل وفلول المعارضة (إيد واحدة) الرجوع إلى نصف الحق ليس نصف فضيلة