هل ينتمى أولئك الذين قذفوا مسيرة الوحدة الوطنية المتجهة إلى الأزهر الشريف بالحجارة إلى قيم الدين الإسلامى والمثل العليا للرسول صلى الله عليه وسلم؟
إن الذين يعتبرون الحزن على إخوة لنا فى الوطن ماتوا دهسا بالمدرعات نوعا من الخطيئة وخروجا على الملة لا يمثلون أخلاق الإسلام الذى أرسل الله نبيه وقال فيه «وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين».. إنهم كائنات غريبة على الدين والوطن والإنسانية التى أمرنا الله باحترامها وصونها.
و لا أظن أن هؤلاء الممتلئين غلظة وقحطا روحيا يمكن أن يكونوا يوما مكسبا للدين أو الأخلاق، فمثل هؤلاء يسيئون إلى الدين، سواء كانوا يعلمون أو لا يعلمون.. فمن غير المتصور أن يقدم شخص على مثل هذه الحماقة بينما رسوله العظيم كان أول المدافعين عن حرمة النفس البشرية، وهو الذى وقف يوما لجنازة يهودى عندما مرت أمامه، وعندما قالوا له: إنها جنازة يهودى يا رسول الله، قال: أوليست نفسا خلقها الله؟
هل سمع هؤلاء عما رُوى عن الرسول عليه الصلاة والسلام حين قال: «استوصوا بأهل مصر خيرا فإن لهم نسبا وصهرا». وفى رواية أخرى: «استوصوا بالقبط خيرا فإن لهم ذمة ورحما». والنسب من جهة هاجر والصهر من جهة إبراهيم.
إن الاعتزاز الحقيقى بالإسلام يفرض على المنتسبين إليه أن يقرأوا سيرة نبيهم العظيم، ويتوقفوا عند قصة زواجه من مارية بنت شمعون القبطية المصرية، أم إبراهيم، والتى صارت أم المؤمنين، وحين ماتت صلى عليها أمير المؤمنين عمر بن الخطاب فى جنازة احتشد لها الصحابة ودفنت بجوار أهل بيت النبى فى البقيع.
إننا بعد 15 قرنا من عمر الإسلام نبدو وكأننا فى حاجة إلى بداية جديدة لكى نتعلمه ونفهمه من نقطة الصفر، ما يفرض على كافة المؤسسات الدينية والتعليمية مسئولية إعادة الوجه النقى والإنسانى للدين العظيم، والتصدى لمهمة إزالة ما علق به من مفاهيم معوجة وقيم منحرفة، لا أصل لها فى جوهر الرسالة السمحاء.
لقد أخطأنا كثيرا فى حق هذا الدين حين تركناه فريسة للغلاة والحمقى لكى يخدشوا نصاعة وجهه وروعة مبادئه وقيمه، ويجردوه من أهم ما جاء به من معانى الرحمة واحترام الحياة، وهو الدين الذى اختار الله أن يبعث نبيه فى بيئة جرداء قاحلة، تحولت بعده إلى واحة تزرع العدل والرحمة.
إن المتطرفين والحمقى على الجانبين باتوا خطرا يهدد بحرق البلد على من فيه، ولو لم توضع استراتيجية جديدة للتعامل مع هذا الركام المخيف من مناخ التعصب فلن يسلم أحد من النار.
مقالات وائل قنديل
ماذا عن المفقودين فى مذبحة ماسبيرو؟ مينا دانيال و أحمد عادل = H2S فلول المنحل وفلول المعارضة (إيد واحدة) الرجوع إلى نصف الحق ليس نصف فضيلة ثغرة أكتوبر وثغرة يناير