هذه المغامرة تتسم بالجرأة، تبتعد عن السائد والمألوف والآمن، فإذا كانت أى قناة جديدة، تأتى مدعومة بأسماء كبيرة، من نجوم المذيعين، الفنانين، السياسيين، رجال الأعمال، فإن قناة 25 ابتعدت عن هذا كله، وراهنت على وجوه جديدة تماما، لم تظهر على الشاشة الصغيرة من قبل.. شباب فى العشرينيات، ولاد وبنات. لا تختلف ملامحهم عن ملامح شباب الثورة، يرتدون ذات الملابس البسيطة، وحتى قراء نشرات الأخبار، يقفون أمام الكاميرا بالقميص والبنطال، بدون جاكته أو رابطة عنق، الأمر غير المسبوق، والبنات يبتعدن عن التأنق والماكياج الصارخ. يحققن ألفة دافئة مع المشاهد، يعمقها جمالهن المتواضع. إنهن مصريات تماما، شكل بناتنا. ربما بعضهن لا يزال أخضر العود طريا، لكن الجدية، الطموح، الصدق، الثقة فى الذات، تكسبهن جمالا إنسانيا محببا. وتمشيا مع هذا الاتجاه، لم تلجأ القناة إلى إبهار الديكورات، المتنوعة الألوان، الكثيفة الإضاءة، الشديدة الفخامة، واكتفت فى البرامج الحوارية بعدد من الكراسى الجلدية العادية، موضوعة فوق مستوى خشبى لا يتجاوز السنتيمترات العشر، والمذيع يقف أمام ضيوفه..
أما فى نشرة الأخبار، فإن المذيعين يقفون فى صالة التحرير، ومن الممكن أن ترى عابرا خلف أو بجانب المذيع.
اعتبرت «قناة 25» أن الشوارع والأسواق والميادين، بلاتوهات مفتوحة، والأدق.. أنها تتواجد فى أماكن التجمعات البشرية، وهى فى هذا تتحرر من أسر الاستوديوهات، وبالضرورة، تحقق عدة أهداف فى آن: إتاحة فرصة الكلام والتعبير عن الرأى، للعاديين من الناس. تتلامس مع قضايا وهموم المجتمع، تجعل القناة نابضة بالحياة والحيوية.. فى يوم واحد، نزلت كاميرات 25 إلى السيدة زينب، احتفالا بمولدها، والتقت بأحد المريدين، يشرح مغزى الاحتفال وتاريخه. ولا يفوت المذيع اللطيف، النحيف ــ لا أعرف اسمه ــ أن يتحدث مع فنان الأراجوز، مبينا كيفية عمله، باعثا برسالة للرئيس المخلوع.. بعدها، تذهب الكاميرات إلى أئمة معتصمين أمام مجلس الوزراء، لأنهم، بعد اجتيازهم للاختبارات، لم يتم تعيينهم فى وزارة الأوقاف، نظرا لاعتراض أمن الدولة ــ سابقا ــ على أسمائهم.. وبينما قدمت بعض القنوات لقاءات مع أعضاء من فرق موسيقى «الميتل»، بدا فيها هؤلاء الأعضاء محلا للاتهام والإدانة، فإن 25 بشبابها، تحاور إحدى الفرق على أرضية مشتركة من التفاهم والاحترام والتقدير.. وبرغم أنى لا أزال مستمعا لموسيقانا الشرقية، ولا يشنف آذانى إلا ألحان محمد عبدالوهاب وعبدالعزيز محمود وكمال الطويل، فإنى تعرفت على مزاج أجيال جديدة، مولعة بالصخب والسرعة والإيقاعات العالية.. إنه مزاج، قد لا أتوافق معه، لكنه يتمشى مع عالمهم المتغير، المتعجل، وعشاقه، بالتأكيد ليسوا من «عبدة الشيطان» كما زعمت أجهزة الأمن فى فترة ما، وآزرها فى هذا بعض العواجيز، وأنا لست منهم.. ربما تحتاج القناة لمزيد من البرامج المدروسة، عن الشباب الصاعد، فى كل المجالات، العلمية والأدبية والفنية، وأن تذهب بكاميراتها إلى مراكز شباب المدن والقرى، وبيوت وقصور الثقافة، وأن تنعش الذاكرة بطلائع وقيادات الشباب، فى الأجيال السابقة. ولعل من أجمل ما تقدمه القناة، شهادات الشباب الصادقة، المتواضعة، البعيدة عن ادعاءات البطولة، لأيام الشجاعة والشهادة، وهى شهادات تليق بقناة تحمل عنوان «25».
مقالات عامةإجهاض الثورة بالرخام التركى بقلم: عماد الدين حسين الأزهر الشريف والسلف.. بقلم محمد موافى د محمد جمال القاضى يكتب.. سرقة (الدستور) أولا كيف نستعيد العراق إلى أحضان العروبة والإسلام؟ بقلم محمد عمارة انتصار طالبان.. درس لعرب امريكا عبد الباري عطوان