"في نفس هذا المكان في بداية مارس من العام الجاري كتبت داعيا إلى فكرة اكتتاب عام لقناة أخبار مصرية خالصة مملوكة للشعب وتعنى بأخبار مصر قبل كل خبر,يعني تكون أخبار إمبابة قبل زائير,وأخبار ميت غمر قبل الفلبين,ثم جرى ما اتفق عليه بعض الزملاء الصحفيين فوجدت أن الفرصة سانحة لإعادة بعث الحياة في فكرة المقال الذي أستأذنكم في إعادة نشره كما هو دون تعديل"
قناة أخبار المحروسة
... هيا نؤسس في اكتتاب عام قناة أخبار المحروسة ., فكل هذا الزخم والازدحام الإعلامي المصري ولا محطة إخبارية حقيقية واحدة توحد ربها..,ومصر تغيرت وعادت واعتذر وزير الإعلام السابق محدد الإقامة عن عدم تغطية ملايين المتظاهرين في ميدان التحرير بعدم وجود كاميرات كفاية .,وماسبيرو هو محتكر خدمة الأخبار المسموعة والمرئية ولا يملك كاميرا لميدان التحرير.,بينما عشرات القنوات الإخبارية صوبت فوهات كاميراتها باتجاه ميدان الشهداء –التحرير سابقا- .,والمهم أن الثورة نجحت والحمد لله و تم توثيقها بفضل الجزيرة والعربية والبي بي سي وغيرهم.
ومصر اليوم والغد غير ذلك البلد الذي ضقنا به وضاق بنا عشرات السنين الفائتة.,ولو أردنا الريادة في صناعة الخبر و سبق الجزيرة وأخواتها فالحل في قنوات إخبارية محترفة ومستقلة غير مملوكة للدولة.,أما مقولة إن نشرة الأخبار من أعمال السيادة فقد ولى زمنها ومات وشربنا على روحه قهوة سادة .,ويا أيها السادة حاملي شعار ورقة وقلم ومراية وخللو بالكو معايا انصرفوا غير مأجورين رحمنا الله منكم .,فالإعلام كما خبرناه مرآة حال البلد والمجتمع والناس و كما يعكس الأوضاع و يرصد الخبر فإنه الدليل على مدى صحة وحيوية أو حتى مرض الدولة.,فالولايات المتحدة يعكس إعلامها مدى قوتها وتقدمها فهناك عشرات النشرات الإخبارية ومئات النشرات الإذاعية تبث على مدار اليوم وكلها حرة مستقلة تعلمنا كيف هي تكنولوجيا الخبر.,
ولأن لكل ثورة مقدمات صحية ومرضية فكانت هناك ثورة غير معلنة على احتكار نشرة الأخبار .,وما برامج التوك شو منا ببعيد.,وباستثناء كاريزما وتلقائية بعض مقدمي هذه البرامج فقد نجحت هذه البرامج نجاحا ساحقا لأنها قدمت للناس أخبارهم ولو في شكل حوار ونقاش و شتيمة ويمكن ضرب كفوف يا حفيظ.,وأصبحت الجالية المصرية في مصر تبحث عن أخبار مصر وحكايتها وقصص أهلها في العاشرة مساء والقاهرة اليوم وأخواتهن وراجت الفكرة وانتشرت وصارت البرنامج الرئيس في كل المحطات .
وبقدر رواج التوك شو و نجاح مقدميه ومعديه بقدر ما كان ذلك عرضا خطيرا على فقد الريادة في مجال الأخبار بل انهيار نشرة الأخبار المصرية التي ظلت مكبلة بسنن مؤسسة الرياسة ونشاطات الريس واجتماعات مجلس الوزراء بخطابها الإعلامي التعيس و انتظار ما قد تجود به وكالات الأنباء العالمية من أخبار وفيديو أما الجزء المحلي الخاص بمصر فقد اقتصر معظم الوقت على اللهث وراء زيارات ونشاطات واجتماعات السادة الوزراء وبالطبع جمال مبارك أمين السياسات المستقيل..أما قصص الناس الحقيقية والمهمة فقد ظلت بعيدة عن مائدة رئيس تحرير النشرة.,وله العذر كاملا فيما سبق ., فتسلط مؤسسة الرياسة و مؤسسات أخرى كان سيفا مرفوعا فوق رأس الجميع بفلسفة أن ما نقوله هو فقط ما يجب أن يعرفه الناس .,فهرب الناس للتوك شو.
وكما قلت اليوم مختلف والغد متميز والدولة القادمة أيا كان شكلها يلزمها عدم احتكار نشرة الأخبار.,وعدم التنطع بجملة (أعمال السيادة) و عليها التصريح المشروط فقط بما يمليه ميثاق شرف المهنة واخلاقياتها التي أصبحت في حاجة ماسة لإعادة الصياغة.,كما أن السادة رجال الأعمال ممن لم يبرك بضم الباء على أرض ولم يهرب مالا ولم يرسل علينا جملا أو فرسا في ميدان التحرير .,عليهم المشاركة في بناء هذه الصناعة صناعة الخبر في قنوات إخبارية مستقلة تجعل من المنافسة في شكل وتحرير وتقديم نشرة الأخبار منطلقا نحو الأستاذية- فقد كرَهنا عم صفوت في كلمة الريادة-
وهناك أكثر من جهة ومؤسسة في مصر مرشحة لإطلاق قناة أخبار وفي مقدمتها مؤسستا الأهرام والأخبار وبالطبع روزليوسف خارج الموضوع بعد سجن أحمد عز.,
كما يبقى حلم إحياء قناة النيل للاخبار قائما بعد الإنشاءات التكنولوجية الحديثة وكانت قاب قوسين أو أدنى من الانطلاق
والنقطة الأبلغ في الأهمية هي فلسفة أي من القنوات الإخبارية التي أدعو لإطلاقها فليس بالضرورة البدء بالتغطية العالمية والعربية., فقط لو بدأنا بمصر بمحافظاتها وصعيدها وريفها ومدنها وناسها لصارت عندنا قصص إخبارية تغري العاملين في تلك الصناعة على الإبداع.,وتلك خطة نحو قنوات إخبارية تجذب ملايين العرب مصرية مستقلة متميزة ومحترفة وبالطبع لا تعطش الجيم.
mmowafi@gmail.com ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مقالات محمد موافى
صحفي مريض يا أيها الصحفييون التلفزيون المصري وآخرون هل تفلس مصر؟ وقَبّلْتُ يدَه الأوله في غرام الحيرة