24akhbar
| | تابع الاربعون النوويه | |
الحديث الثاني والأربعون عن أنس رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :"قال الله تعالى: يا ابن ءادم إنّك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي، يا ابن ءادم لو بلغت ذنوبك عنان السّماء ثمّ استغفرتني غفرت لك، يا ابن ءادم إنّك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثمّ لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة" رواه الترمذيّ وقال: حديث حسن صحيح.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* قوله "عنان السماء" بفتح العين قيل: هو السحاب، وقيل: ما عنّ لك منها أي ظهر إذا رفعت رأسك.
* وقوله "بقراب الأرض" بضم الكاف واتق اللهرها لغتان روي بهما والضمّ أشهر. معناه: ما يقارب ملئها. الحديث الحادي والأربعون عن أبي محمّد عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به" حديث صحيح.
الحديثُ الأربعون عن ابن عمر رضي الله عنهما قال أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنكبي فقال :"كن في الدّنيا كأنك غريب أو عابر سبيل". وكان ابن عمر رضي الله عنهما يقول: إذا أمسيت فلا تنتظر الصّباح، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء، وخذ من صحّتك لمرضك ومن حياتك لموتك" رواه البخاريّ.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* قوله صلى الله عليه وسلم "كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل": أي لا تركن إليها ولا تتخذها وطنا، ولا تحدّث نفسك بطول البقاء فيها ولا بالاعتناء بها ولا تتعلق منها بما لا يتعلق به الغريب في غير وطنه، ولا تشتغل فيها بما لا يشتغل به الغريب الذي يريد الذهاب إلى أهله.
الحديث التاسع والثلاثون عن ابن عبّاس رضي الله عنهما أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :"إنّ الله تجاوز لي عن أمّتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه" حديث حسن رواه ابن ماجه والبيهقيّ وغيرهما.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*قوله صلى الله عليه وسلم "إن الله تجاوز لي عن أمّتي الخطأ" أي ما يفعل الإنسان من المعاصي بلا إرادة كأن يتكلم بكلمة كفرية على وجه سبق اللسان أو يرمي سهما إلى صيد فيصيب السهم إنسانا، هو رأى صيدا، فصوب إليه سهما فصادف السهم شخصا مسلما أو كافرا ذمّيّا، هذا القتل الذي قتله لا يؤاخذ به لأنه خطأ بلا إرادة ولا يدخل في الحديث ما يخطىء فيه الإنسان في مفاهيمه الحقّ. الحديث الثامن والثلاثون عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"إنّ الله تعالى قال: من عادى لي وليّا فقد ءاذنته بالحرب، وما تقرّب إليّ عبدي بشىء أحبّ إليّ ممّا افترضت عليه، وما يزال عبدي يتقرّب إليّ بالنوافل حتّى أحبّه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني أعطيته، ولئن استعاذني لأعيذنّه" رواه البخاريّ.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* قوله "فقد ءاذنته بالحرب" أي أعلمته بأنه محارب لي.
*وقوله "استعاذني" ضبطوه بالنون وبالباء وكلاهما صحيح.
* وقوله " فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها" معناه أعطيه قوة غريبة في سمعه، وأعطيه قوة غريبة في بصره، وأعطيه قوة غريبة في يده ورجله، وقيل معناه أحفظ له سمعه وبصره ويده ورجله. الحديث السابع والثلاثون عن ابن عباس رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم فيما يروي عن ربّه تبارك وتعالى قال :"إنّ الله كتب الحسنات والسيّئات ثمّ بيّن ذلك، فمن همّ بحسنة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة، وإن همّ بها فعملها كتبها الله عنده عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة، وإن همّ بسيّئة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة، وإن همّ بها فعملها كتبها الله سيّئة واحدة" رواه البخاريّ ومسلم في صحيحهما بهذه الحروف.
فانظر يا أخي وفّقنا الله وإيّاك إلى عظيم لطف الله تعالى وتأمّل هذه الألفاظ. وقوله "عنده" إشارة إلى الاعتناء بها، وقوله "كاملة" للتأكيد وشدّة الاعتناء بها. وقال في السيّئة التي همّ بها ثمّ تركها "كتبها الله عنده حسنة كاملة" فأكّدها بكاملة، وإن عملها "كتبها سيئة واحدة" فأكّد تقليلها بواحدة ولم يؤكّدها بكاملة، فلله الحمد والمنّة سبحانه لا نحصي ثناء عليه، وبالله التوفيق. الحديث السادس والثلاثون عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال :"من نفّس عن مؤمن كربة من كرب الدّنيا نفّس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسّر على معسر يسّر الله عليه في الدّنيا والآخرة، ومن ستر مسلما ستره الله في الدّنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه، ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما سهّل الله له به طريقا إلى الجنّة، وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلاّ نزلت عليهم السّكينة وغشيتهم الرحمة وحفّتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده، ومن بطّأ به عمله لم يسرع به نسبه" رواه مسلم بهذا اللفظ.
الحديث الخامس والثلاثون الحديث الرابع والثلاثون عن أبي سعيد الخدريّ رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلّم يقول :"من رأى منكم منكرا فليغيّره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان" رواه مسلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* قوله صلى الله عليه وسلم "فإن لم يستطع فبقلبه" معناه: فلينكر بقلبه.
* قوله "وذلك أضعف الإيمان" أي أقلّه ثمرة
.
الحديث الثالث والثلاثون عن ابن عباس رضي الله عنهما أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال :"لو يعطى النّاس بدعواهم لادّعى رجال أموال قوم ودماءهم، لكنّ البيّنة على المدّعي واليمين على من أنكر" حديث حسن رواه البيهقيّ وغيره هكذا وبعضه في الصّحيحين. الحديث الثاني والثلاثون
عن أبي سعيد سعد بن مالك بن سنان الخدريّ رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال :"لا ضرر ولا ضرار" حديث حسن رواه ابن ماجه والدّارقطنيّ وغيرهما مسندا، ورواه مالك في الموطإ مرسلا عن عمرو بن يحيى عن أبيه عن النبيّ صلى الله عليه وسلم فأسقط أبا سعيد، وله طرق يقوّي بعضها بعضا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* قوله صلى الله عليه وسلم "لا ضرر" أي يحرم أن يضرّ الشخص غيره. النهي عن الضرر من جهة واحدة.
* "ولا ضرار" هو باتق اللهر الضاد المعجمة. النهي عن الضرر من الجانبين هذا يضره وهذا يضره. لحديث الحادي والثلاثون عن أبي العبّاس سهل بن سعد السّاعديّ رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى النبيّ صلى الله عليه وسلّم فقال: يا رسول الله دلّني على عمل إذا عملته أحبّني الله وأحبّني الناس؟ فقال :"ازهد في الدّنيا يحبّك الله وازهد فيما عند النّاس يحبّك النّاس" حديث حسن رواه ابن ماجه وغيره بأسانيد حسنة. الحديث الثلاثون أبي ثعلبة الخشنيّ جرثوم بن ناشر رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال :"إنّ الله تعالى فرض فرائض فلا تضيّعوها، وحدّ حدودا فلا تعتدوها، وحرّم أشياء فلا تنتهكوها وسكت عن أشياء رحمة لكم غير نسيان فلا تبحثوا عنها" حديث حسن رواه الدّارقطنيّ وغيره.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* قوله صلى الله عليه وسلم "فلا تنتهكوها" أي انتهاك الحومة: تناولها بما لا يحل.
* وقوله صلى الله عليه وسلم "وسكت عن أشياء" أي لم يذكرها.
الحديث التاسع و العشرون عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: قلت يا رسول الله أخبرني بعمل يدخلني الجنّة ويباعدني من النّار. قال :"لقد سألت عن عظيم وإنّه ليسير على من يسّره الله عليه، تعبد الله لا تشرك به شيئا، وتقيم الصّلاة، وتؤتي الزّكاة، وتصوم رمضان، وتحجّ البيت"، ثمّ قال :"ألا أدلّك على أبواب الخير؟ الصّوم جنّة، والصّدقة تطفىء الخطيئة كما يطفىء الماء النّار، وصلاة الرّجل من جوف الليل" ثمّ تلا :{تتجافى جنوبهم عن المضاجع} حتى بلغ {يعملون} ثمّ قال :"ألا أخبرك برأس الأمر وعموده وذروة سنامه؟" قلت: بلى يا رسول الله. قال :"رأس الأمر الإسلام، وعموده الصّلاة، وذروة سنامه الجهاد" ثم قال :"ألا أخبرك بملاك ذلك كلّه؟ قلت: بلى يا نبي الله، فأخذ بلسانه وقال :"كفّ عليك هذا" قلت: يا نبيّ الله وإنّا لمؤاخذون بما نتكلّم به؟ فقال :"ثكلتك أمّك! وهل يكبّ النّاس في النّار على وجوههم" أو قال "على مناخرهم إلاّ حصائد ألسنتهم؟" رواه الترمذيّ وقال: حديث حسن صحيح.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* قوله صلى الله عليه وسلم "ثكلتك أمك" معناه انتبه.
* قوله صلى الله عليه وسلم ذروة سنامه أي أعلاه.
*وقوله صلى الله عليه وسلم ملاك الشىء باتق اللهر الميم أي مقصوده.
* وقوله صلى الله عليه وسلم وهل يكب الناس هو بفتح الياء وضم الكاف. | |
|