و هذه خمرة الدنيا المحرمة المستولية على كل بلية قد اعدها الله تعالى لأهل الجنة منزوعة البلية موفرة اللذة فلم لا يجوز ان يكون على مثله الولد انتهى كلامه قلت النافون للولادة في الجنة لم ينفوها لزيغ قلوبهم و لكن لحديث ابي رزين غير ان لا توالد و قد حكينا من قول عطاء و غيره انهن مطهارات من الحيض و الولد و قد حكى الترمذي عن أهل العلم من السلف و الخلف في ذلك قولين وقد حكى الترمذي عن أهل العلم من السلف و الخلف في ذلك قولين و حكى قول ابي اسحق بانكاره و قال ابو امامة في حديثه غير ان لا مني و لا منية و الجنة ليست دار تناسبل بل دار بقاء و خلد لا يموت من فيها فيقوم نسله مقامه و حديث ابي سعيد الخدري هذا اجود اسانيده اسناد الترمذي و قد حكم بغرابته و انه لا يعرف الا من حديث ابي الصديق الناجي و قد اضطرب لفظه فتارة يروى عنه اذا اشتهى الولد و تارة انه ليشتهي الولد و تارة ان الرجل من أهل الجنة ليولد له فالله اعلم فان كان رسول الله قد قاله فهو الحق الذي لا شك فيه و هذه الالفاظ لا تنافي بينها و لا تناقض و حديث ابي رزين غير ان لا توالد اذ ذاك نفى للتوالد المعهود في الدنيا و لا ينفي ولادة حمل الولد فيها و وضعه و سنه و شبابه في ساعة واحدة فهذا ما انتهى اليه علمنا القاصر في هذه المسالة و قد اتينا فيها بما لعلك لا تجده في غير هذا الكتاب و الله اعلم
الباب السابع و الخمسون
في ذكر سماع الجنة و غناء الحور العين و ما فيه من الطرب و اللذة
قال تعالى و يوم تقوم الساعة يومئذ يتفرقون فاما اللذين امنوا و عملوا الصالحات فهم في روضة يحبرون قال محمد بن جرير حدثني محمد بن موسى الحرشي قال حدثنا عامر بن نساف قال سالت يحيى بن ابي كثير عن قوله عز و جل فهم في روضة يحبرون قال الحبرة اللذة و السماع حدثنا عبد الله بن محمد الفريابي حدثنا ضمرة بن ربيعة عن الاوزاعي عن يحيى بن ابي كثير في قوله يحبرون قال السماع في الجنة و لا يخالف هذا قول ابن عباس يكرمون و قال مجاهد و قتادة ينعمون فلذة الاذن بالسماع من الحبرة و النعيم و قال الترمذي حدثنا هناد و احمد بن منيع قالا حدثنا عبد الرحمن بن اسحق عن النعمان بن سعد عن علي قال قال رسول الله ان في الجنة
لمجتمعا للحور العين يرفعن باصوات لم تسمع الخلائق بمثلها يقلن نحن الخالدات فلا نبيد و نحن الناعمات فلا نبأس و نحن الراضيات فلا نسخط طوبى لمن كان لنا و كنا له و في الباب عن ابي هريرة و ابي سعيد وانس و حديث على حديث غريب قلت و في الباب عن ابن ابي اوفى و ابي امامة و عبد الله بن عمر ايضا فاما حديث ابي هريرة فقال جعفر الفريابي حدثنا سعد بن حفص حدثنا محمد بن مسلمة عن ابي عبد الرحمن عن زيد بن ابي انيسة عن المنهال بن عمرو عن ابي صالح عن ابي هريرة قال ان في الجنة نهرا طول الجنة حافتاه العذارى قيام متقابلات يغنين باصوات حتى يسمعها الخلائق ما يرون في الجنة لذة مثلها فقلنا يا ابا هريرة و ما ذاك الغناء قال ان شاء الله التسبيح و التحميد و التقديس و ثناء على الرب عز و جل هكذا رواه موقوفا و روى لابو نعيم في صفة الجنة من حديث مسلمة ابن علي عن زيد بن واقد عن رجل عن ابي هريرة قال قال رسول الله ان في الجنة شجرة جذوعها من ذهب و فروعها من زبرجد و لؤلؤ فتهب لها ريح فيصطفقن فما سمع السامعون بصوت شيء قط الذ منه و اما حديث انس فقال ابو نعيم انبانا عبد الله بن جعفر حدثنا اسماعيل بن عبد الله حدثنا عبد الرحمن بن ابراهيم حدثنا ابن ابي فديك عن ابن ابي ذئب عن عون بن الحطاب عن عبد الله بن رافع عن ابي الاسن عن انس قال قال رسول الله ان الحور العين يغنين في الجنة يقلن نحن الحور الحسان خلقن لازواج كرام و رواه ابن ابي الدنيا حدثنا ابو خيثمة حدثنا اسماعيل بن عمر حدثنا ابن ابي ذئب عن ابي عبد الله بن رافع عن بعض ولد انس فذكره و اما حديث ابن ابي اوفى فقال ابو نعيم حدثنا محمد بن جعفر من اصله حدثنا موسى بن هارون حدثنا حامد بن يحيى البلخي حدثنا يونس بن محمد المؤدب حدثنا الوليد بن ابي ثور و حدثني سعد الطائي عن عبد الرحمن بن سابط عن ابن ابي اوفى قال قال رسول الله يزوج كل واحد من أهل الجنة اربعة الاف بكر و ثمانية الاف ايم و مائة حوراء فيجتمعن في كل سبعة ايام فيقلن باصوات حسان لم تسمع الخلائق بمثلهن نحن الخالدات فلا نبيد و نحن الناعمات فلا نبأس و نحن الراضيات فلا نسخط و نحن المقيمات فلا نظعن طوبى لمن كان لنا و كنا له و اما حديث ابي امامة فقال جعفر
الفريابي حدثنا سليمان بن عبد الرحمن حدثنا خالد بن يزيد عن ابي مالك عن ابيهخ عن خالد بن معدان عن ابي امامة عن رسول الله قال ما من عبد يدخل الجنة الا و يجلس عند راسه و عند رجليه ثنتان من الحور العين يغنيانه باحسن صوت سمعه الانس و الجن و ليس بمزامير الشيطان و اما حديث ابن عمر فقال الطبراني حدثنا ابو رفاعة عمارة بن وثيمة بن موسى بن الفرات المصري حدثنا سعيد بن ابي مريم حدثنا محمد بن جعفر بن ابي كثير عن زيد ابن اسلم عن ابن عمر قال قال رسول الله ان ازواج أهل الجنة ليغنين لازواجهن باحسن اصوات ما سمعها احد قط ان مما يغنين به نحن الخيرات الحسان ازواج قوم كرام ينظرون بقرة اعين و ان مما يغنين به نحن الخالدات فلا نمتنه نحن الآمنات فلا نخفنه نحن المقيمات فلا نظعنه قال الطبراني لم يروه عن زيد بن اسلم الا محمد تفرد به بن ابي مريم و قال ابن وهب حدثني سعيد ابن ابي ايوب قال و قال رجل من قريش لابن شهاب هل في الجنة سماع فانه حبب الي السماع فقال أي و الذي نفس ابن شهاب بيده ان في الجنة لشجرا حمله اللؤلؤ و الزبرجد تحته جوار ناهدات يتغنين بالوان يقلن نحن الناعمات فلا نبأس و نحن الخالدات فلا نموت يتغنين بالوان فاذا سمع ذلك الشجر صفق بعضه بعضا فاجبن الحواري فلا ندري اصوات الحواري احسن ام اصوات الشجر قال ابن وهب و حدثنا الليث بن سعد عن خالد بن يزيد ان الحور العين يغنين ازواجهن فيقلن نحن الخيرات الحسان ازواج شباب كرام و نحن الخالدات فلا نموت ونحن الناعمات فلا نبأس ونحن الراضيات فلا نسخط ونحن المقيمات فلا نطعن في صدر احداهن مكتوب انت حبي و انا حبك انتهت نفسي عندك لم تر عيناني مثلك و قال ابن المبارك حدثنا الاوزاعي حدثنا يحيى بن ابي كثير ان الحور العين يتلقين اوزواجهن عند ابواب الجنة فيقلن طالما انتظرناكم فنحن الراضيات فلا نسخط و المقيمات فلا نظعن و الخالدات فلا نموت باحسن اصوات و تقول انت حبي و انا حبك ليس دونك مقصر و لا وراءك معد فصل و لهم سماع اعلى من هذا
قال ابن ابي الدنيا حدثني دهثم بن الفضل القرشي حدثنا
الاوزاعي قال بلغني انه ليس من خلق الله احسن صوتا من اسرافيل فيامره الله تبارك و تعالى فياخذ في السماع فما يبقى ملك في السماوات الا قطع عليه صلاته فيمكث بذلك ما شاء الله ان يمكث فيقول الله عز و جل و عزتي و جلالي لو يعلم العباد قدر عظمتي ما عبدوا غيري و حدثني داود بن عمر الضيبي حدثنا عبد الله ابن المبارك عن مالك بن انس عن محمد بن المنكدر قال اذا كان يوم القيامة نادى مناد اين الذين كانوا ينزهون اسماعهم و انفسهم عن مجالس اللهو و مزامير الشيطان اسكنوهم رياض المسك ثم يقول للملائكة اسمعوهم تمجيدي و تحميدي و قال ابن ابي الدنيا حدثني محمد بن الحسن حدثني عبد الله بن ابي بكر حدثنا جعفر بن سليمان عن مالك بن دينار في قوله عز و جل و ان له عندنا لزلفى و حسن مآب قال اذا كان يوم القيامة امر بمنبر رفيع فوضع في الجنة ثم نودي يا داود مجدني بذلك الصوت الحسن الرخيم الذي كنت تمجدني به في دار الدنيا قال فيستفرغ صوت داود نعيم أهل الجنان فذلك قوله تعالى و ان له عندنا لزلفى و حسن ماب و ذكر حماد بن سلمة عن ثابت البناني و حجاج الاسود عن شهر بن حوشب قال ان الله جل ثناؤه يقول للملائكة ان عبادي كانوا يحبون الصوت الحسن في الدنيا فيدعونه من اجلي فاسمعوا عبادي فياخذوا باصوات من تهليل و تسبيح و تكبير لم يسمعوا بمثله قط و قال عبد الله بن الامام احمد في كتاب الزهد لابيه حدثني علي بن مسلم الطوسي حدثني سيار حدثنا جعفر حدثنا مالك بن دينار في قوله عز و جل و ان له عندنا لزلفى و حسن ماب قال يقيم الله سبحانه داود عند ساق العرش فيقول يا داود مجدني اليوم بذلك الصوت الحسن الرخيم فيقول الهي كيف امجدك و قد سلبتنيه في دار الدنيا قال فيقول الله عز و جل فاني ارده عليك قال فيرده عليه فيزداد صوته قال فيستفرغ صوت داود نعيم أهل الجنة و قال ابن ابي الدنيا حدثنا مسلم بن ابراهيم الحراني حدثنا مسكين بن بكير عن الاوزاعي عن عبيدة بن ابي لبابة قال ان في الجنة شجرة ثمرها زبرجد و ياقوت و لؤلؤ فيبعث الله ريحا فتصفق فتسمع لها اصوات لم يسمع الذ منها حدثنا أبو بكر بن يزيد وابراهيم بن سعيد قالا حدثنا أبو عامر العقدي حدثنا رفعة بن صالح عن سلمة بن زهرام عن عكرمة عن ابن عباس قال في الجنة شجرة على ساق قدر ما يسير الراكب في ظلها مائة عام فيتحدثون في ظلها فيشتهي بعضهم فيذكر لهو الدنيا فيرسل الله ريحا من الجنة فتحرك تلك
الشجرة بكل لهو كان في الدنيا حدثنا ابراهيم بن سعيد حدثنا ابراهيم بن سعيد حدثنا علي بن عاصم حدثني سعيد بن سعيد الحارثي قال حدثت ان في الجنة اجاما من قصب من ذهب حملها اللؤلؤ فاذا اشتهى أهل الجنة يسمعوا صوتا حسنا بعث الله على تلك الاجام ريحا فتاتيهم بكل صوت يشتهونه فصل
و لهم سماع اعلى من هذا يضمحل دونه كل سماع و ذلك حين يسمعون كلام الرب جل جلاله و خطابه و سلامه عليهم و محاضرته لم و يقرا عليهم كلامه فاذا سمعوه منه فكانهم لم يسمعوه قبل ذلك و سيمر بك ايها السني من الاحاديث الصحاح و الحسان في ذلك ما هو من احب سماع لك في الدنيا و الذ لاذنك و اقر لعينك اذ ليس في الجنة لذة اعظم من النظر الى وجه الرب تعالى و سماع كلامه منه و لا يعطى أهل الجنة شيئا احب اليهم من ذلك و قد ذكر ابو الشيخ عن صالح بن حبان عن عبد الله بن بريدة قال ان أهل الجنة يدخلون كل يوم مرتين على الجبار جل جلاله فيقرا عليهم القران و قد جلس كل امرئ منهم مجلسه الذي هو مجلسه على منابر الدر و الياقوت و الزبرجد و الذهب و الزمرد فلم تقر اعينهم بشيء و لم يسمعوا شيئا قط اعظم و لا احسن منه ثم ينصرفون الى رحالهم ناعمين قريرة اعينهم الى مثلها من الغد
الباب الثامن و الخمسون
في ذكر مطايا أهل الجنة و خيولهم و مراكبهم
قال الترمذي حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن حدثنا عاصم بن علي حدثنا المسعودي عن علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة عن ابيه ان رجلا سال النبي فقال يا رسول الله هل في الجنة من خيل قال ان ادخلك الله الجنة فلا تشاء ان تحمل فيها على فرس من ياقوتة حمراء يطير بك في الجنة حيث شئت قال و سأله رجل فقال يا رسول الله هل في الجنة من ابل قال فلم يقل ما قال لصاحبه قال ان ادخلك الله الحنه يكن لك فيها ما اشتهت نفسك و لذت عينك حدثنا سويد بن نصر انبانا عبد الله بن المبارك عن سفيان عن علقمة بن مرثد عن عبد الرحمن بن سابط عن النبي نحوه
بمعناه و هذا اصح من حديث المسعودي حدثنا محمد بن اسماعيل بن سمرة الاحمسي حدثنا ابو معاوية عن واصل بن السائب عن ابي سورة عن ابي ايوب قال اتى النبي اعرابي فقال يا رسول الله اني احب الخيل افي في الجنة خيل قال رسول الله اذا دخلت الجنة اتيت بفرس من ياقوتة له جناحان فحملت عليه ثم طار بك حيث شئت قال الترمذي هذا حديث اسناده ليسي بالقوي و لا نعرفه من حديث ابي ايوب الا من هذا الوجه و ابو سورة هو ابن اخي ابي ايوب يضعف في الحديث ضعفه ابن معين جدا و سمعت محمد بن اسماعيل يقول ابو سورة هذا منكر الحديث يروي مناكير عن ابي ايوب لا يتابع عليه قلت اما حديث علقمة بن مرثد فقد اضطرب فيه علقمة فمرة يقول عن سليمان بن بريدة عن ابيه و مرة يقول عن عبد الرحمن بن سابط عن عهمير بن ساعدة قال كنت احب الخيل فقلت هل في الجنة خيل يا رسول الله و مرة يقول قال رجل من الانصار يقال له عمير بن ساعدة يا رسول الله و مرة يقول عن عبد الرحمن بن سابط عن النبي و الترمذي جعل هذا اصح من حديث المسعودي لان سفيان احفظ منه و اثبت و قد رواه ابو نعيم من حديث علقمة هذا فقال عن ابي صالح عن ابي هريرة ان اعرابيا قال يا رسول الله افي الجنة ابل قال يا اعرابي ان يدخلك الله الجنة رايت فيها ما تشتهي نفسك و تلذ عينك و رواه أيضا من حديث علقمة عن يحيى ابن اسحق عن عطاء بن يسار عن ابي هريرة قال قال رسول الله و ذكر الجنة فقال و الفردوس اعلاها سموا و اوسعها منه محلا و منها تفجر انهار الجنة و عليها يوضع العرش يوم القيامة فقام إليه رجل فقال يا رسول الله اني رجل حبب الي الخيل فهل في الجنة خيل قال أي و الذي نفسي بيده ان في الجنة لخيلا و ابلا هفافة تزف بين خلال ورق الجنة يتزاورون عليها حيث شاؤوا فقام اليه رجل فقال يا رسول الله اني حبب الي الابل و ذكر الحديث و اما حديث ابي سورة فلا يعرف الا من حديث واصل بن السائب عنه لم يروه عنه غيره و غير يحيى بن جابر الطائي و قد اخرج له ابو داود حديث ستفتح عليكم الامصار و تجندون اجنادا و اخرج له ابن ماجة عن ابي ايوب رايت النبي توضا فخلل لحيته و حديثا اخر في تفسير قوله تعالى حتى تستانسوا و اخرج له الترمذي حديث خيل الجنة فقط و رواه ابو نعيم من حديث جابر بن نوح عن واصل به و قال ان أهل الجنة ليتزاورون
على نجائب بيض كانها الياقوت و ليس في الجنة من البهائم الا الخيل و الابل و قال ابو الشيخ حدثنا القاسم بن زكريا حدثنا سويد بن سعيد حدثنا مروان ابن معاوية عن ابي الحكم عن ابي خالد عن الحسن البصري عن جابر بن عبد الله عن النبي قال اذا دخل أهل الجنة الجنة جائتهم خيول من ياقوت احمر لها اجنحة لا تبول و لا تروث فقعدوا عليها ثم طارت بهم في الجنة فيتجلى لهم الجبار فاذا راوه خروا سجدا فيقول لهم الجبار تعالى ارفعوا رؤوسكم فان هذا ليس يوم عمل انما هو يوم نعيم و كرامة فيرفعون رؤوسهم فيمطر الله عليهم طيبا فيمرون بكثبان المسك فيبعث الله على تلك الكثبان ريحا فتهيجها عليهم حتى انهم ليرجعوا الى أهليهم و انهم لشعث غبر و قال عبد الله بن المبارك حدثنا همام عن قتادة عن عبد الله بن عمرو و قال في الجنة عتاق الخيل و كرائم النجائب
الباب التاسع و الخمسون
في زيارة أهل الجنة بعضهم بعضا و تذاكرهم ما كان بينهم في الدنيا
قال تعالى و اقبل بعضهم على بعض يتساءلون قال قائل منهم اني كان لي قرين يقول ائنك لمن المصدقين ائذا متنا و كنا ترابا وعظاما ائنا لمدينون قال هل انتم مطلعون فاطلع فراه في سواء الجحيم قال تالله ان كدت لتردين و لولا نعمة ربي لكنت من المحضرين فاخبر الله سبحانه و تعالى ان أهل الجنة اقبل بعضهم على بعض يتحدثون و يسأل بعضهم بعضا عن احوال كانت في الدنيا فافضت بهم المحادثة و المذاكرة الى ان قال قائل منهم اني كان لي قرين في الدنيا ينكر البعث و الدار الاخرة و يقول ما حكاه الله عنه يقول ائنك لمن المصدقين بانا نبعث و نجازى باعمالنا و نحاسب بها بعد ان مزقنا البلى و كنا ترابا و عظاما ثم يقول المؤمن لاخوانه في الجنة هل انتم مطلعون في النار لننظر منزلة قريني هذا و ما صار اليه هذا اظهر الاقوال و فيها قولان اخران احدهما ان الملائكة تقول لهؤلاء المتذاكرين الذين يحدث بعضهم بعضا هل انتم مطلعون رواه عطاء عن ابن عباس و الثاني انه من قوله الله عز و جل لأهل الجنة يقول لهم هل انتم مطلعون والصحيح القول الاول و ان هذا قول المؤمن لاصحابه و محادثيه و السياق كله و الاخبار عنه و عن حال قرينه قال كعب بين الجنة و النار كوى فاذا اراد المؤمن ان ينظر الى عدو كان له في الدنيا
اطلع من بعض تلك الكوى و قوله فاطلع أي اشرف قال مقاتل لما قال لأهل الجنة هل انتم مطلعون قالوا له انت اعرف به منا فاطلع انت فاشرف فراى قرينه في سواء الجحيم و لولا ان الله عرفه اياه لما عرفه لقد تغير وجهه و لونه و غيره العذاب اشد تغيير فعندها قال الله ان كدت لتردين و لولا نعمة ربي لكنت من المحضرين أي ان كدت لتهلكني ولولا أن أنعم الله علي بنعمته لكنت من المحضرين معك في العذاب و قال تعالى و اقبل بعضهم على بعض يتساءلون قالوا انا كنا قبل في أهلنا مشفقين فمن الله علينا و وقانا عذاب السموم انا كنا من قبل ندعوه انه هو البر الرحيم و قال الطبراني حدثنا الحسن ابن اسحاق حدثنا سهل بن عثمان حدثنا المسيب بن شريك عن بشر بن نمير عن القاسم عن ابي امامة قال سئل رسول الله ايتزاور أهل الجنة قال يزور الاعلى الاسفل و لا يزور الاسفل الاعلى الا الذين يتحابون في الله يأتون منها حيث شاؤوا على النوق محتقبين الحشايا و قال الدورقي حدثنا ابو سلمة التبوذكي حدثنا سليمان بن المغيرة عن حميد بن هلال قال بلغنا ان أهل الجنة يزور الاعلى الاسفل و لا يزور الاسفل الاعلى و قد تقدم حديث علقمة بن مرثد عن يحيى بن اسحاق عن عطاء بن يسار عن ابي هريرة رضي الله عنه و قال الطبراني حدثنا محمد بن عبدوس حدثنا الحسن بن حماد حدثنا جابر بن نوح عن واصل بن السائب عن ابي سورة عن ابي ايوب يرفعه ان أهل الجنة يتزاورون على النجائب و قد تقدم فأهل الجنة يتزاورون فيها و يستزير بعضهم بعضا و بذلك تتم لذتهم و سرورهم و لهذا قال حارثة للنبي و قد ساله كيف اصبحت يا حارثة قال اصبحت مؤمنا حقا قال ان لكل حق حقيقة فما حقيقة ايمانك قال عزفت نفسي عن الدنيا فاسهرت ليلي و اظمات نهاري و كاني انظر الى عرش ربي بارزا و الى أهل الجنة يتزاورون فيها والى أهل النار يعذبون فيها فقال عبد نور الله قلبه و قال ابن ابي الدنيا حدثنا عبد الله حدثنا سلمة بن شبيب حدثنا سعيد بن دينار عن الربيع بن صبيح عن الحسن عن انس قال قال رسول الله اذا دخل أهل الجنة الجنة فيشتاق الاخوان بعضهم الى بعض قال فيسير سرير هذا الى سرير هذا وسرير هذا الى سرير هذا حتى يجتمعا جميعا فيقول احدهما لصاحبه تعلم متى غفر الله لنا فيقول صاحبه يوم كنا في موضع كذا و كذا فدعونا الله
فغفر لنا قال و حدثني حمزة بن العباس انبانا عبد الله بن عثمان انبانا ابن المبارك انبانا اسماعيل بن عياش قال حدثني ثعلبة بن مسلم عن ايوب بن بشير العجلي عن شفي بن مانع ان رسول الله قال ان من نعيم أهل الجنة انهم يتزاورون على المطايا و النجب و انهم يؤتون في الجنة بخيل مسرجة ملجمة لا تروث و لا تبول فيركبونها حتى ينتهوا حيث شاء الله عز و جل فياتيهم مثل السحابة فيها ما لا عين رات و لا اذن سمعت فيقولون امطري علينا فما يزال المطر عليهم حتى ينتهي ذلك فوق امانيهم ثم يبعث الله ريحا غير مؤذية فتنسف كثائب من مسك عن ايمانهم و عن شمائلهم فيأخذ ذلك المسك في نواصي خيولهم و في مفارقهم و في رؤوسهم و لكل رجل منهم جمة على ما اشتهت نفسه فيتعلق ذلك المسك في تلك اللجام و في الخيل و فيما سوى ذلك من الثياب ثم يقبلون حتى ينتهوا الى ما شاء الله تعالى فاذا المراة تنادي بعض اولئك يا عبد الله اما لك فينا حاجة فيقول ما انت و من انت فتقول انا زوجتك و حبك فيقول ما كنت علمت بمكانك فتقول المراة او ما علمت ان الله قال فلا تعلم نفس ما اخفي لهم من قرة اعين جزاء بما كانوا يعملون فيقول بلى و ربي فلعله يشتغل عنها بعد ذلك الموقف اربعين خريفا لا يلتفت و لا يعود ما يشغله عنها الا ما هو فيه من النعيم و الكرامة حدثني حمزة انباني عبد الله بن عثمان انبانا بن المبارك انبانا رشدين ابن سعد قال حدثني ابن انعم ان ابا هريرة قال ان أهل الجنة ليتزاورون على العيس الجون عليها رحال الميس تثير مناسمها غبار المسك خطام او زمام احدها خير من الدنيا و ما فيها و ذكر ابن ابي الدنيا من حديث ابي اليمان حدثنا اسماعيل بن عياش عن عمرو بن محمد عن زيد بن اسلم عن ابيه عن ابي هريرة عن النبي انه سال جبريل عن هذه الاية و نفخ في الصور فصعق من في السماوات و من في الارض الا من شاء الله قال هم الشهداء يبعثهم الله متقلدين اسيافهم حول عرشه فاتاهم ملائكة من المحشر بنجائب من ياقوت ازمتها الدر الابيض برحال الذهب اعناقها السندس و الاستبرق و نمارقها الين من الحرير مد خطاها مد ابصار الرجال يسيرون في الجنة على خيول يقولون عند طول النزهة انطلقوا بنا ننظر كيف يقضي الله بين خلقه يضحك الله اليهم و اذا ضحك الله الى عبد في موطن فلا حساب عليه قال ابن ابي الدنيا و حدثنا الفضل بن جعفر
ابن حسن حدثنا ابي عن الحسن بن علي عن علي قال سمعت رسول الله يقول أن في الجنة لشجرة يخرج من أعلاها حلل و من أسفلها خيل من ذهب مسرجة ملجمة من در و ياقوت لا تروث و لا تبولا لها أجنحة خطوها مد بصرها فيركبها أهل الجنة فتطير بهم حيث شاءوا فيقول الذين اسفل منهم درجة يا رب بما بلغ عبادك هذه الكرامة قال فيقال لهم كانوا يصلون في الليل و كنتم تنامون و كانوا يصومون و كنتم تأكلون و كانوا ينفقون و كنتم تبخلون و كانوا يقاتلون و كنتم تجبنون فصل
و لهم زيارة أخرى أعلى من هذه و اجل و ذلك حين يزورون ربهم تبارك و تعالى فيريهم وجهه و يسمعهم كلامه و يحل عليهم رضوانه و سيمر بك ذكر هذه الزيارة عن قرب ان شاء الله تعالى
الباب الستون في ذكر سوق الجنة و ما اعد الله تعالى فيه لأهلها قال
مسلم في صحيحه حدثنا سعيد بن عبد الجبار الصيرفي حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن انس بن مالك ان رسول الله قال ان في الجنة لسوقا يأتونها كل جمعة فتهب ريح الشمال فتحثو في وجوههم و ثيابهم فيزدادون حسنا و جمالا فيرجعون الى أهليهم و قد ازدادوا حسنا و جمالا فيقول لهم أهلوهم و الله لقد ازددتم بعدنا حسنا و جمالا فيقولون و الله و انتم لقد ازددتم بعدنا حسنا و جمالا رواه الامام احمد في مسنده عن عفان عن حماد بن سلمة و قال فيها كثبان المسك فاذا خرجوا اليها هبت الريح و قال ابن ابي عاصم في كتاب السنة حدثنا هشام بن عمار حدثنا عبد الحميد بن حبيب بن ابي العسر عن الاوزاعي عن حسان بن عطية عن سعيد بن المسيب انه لقي ابا هريرة فقال ابو هريرة اسال الله ان يجمع بيني و بينك في سوق الجنة فقال سعيد او فيها سوق قال نعم اخبرني رسول الله ان أهل الجنة اذا دخلوها نزلوها بفضل اعمالهم فيؤذن لهم في مقدار يوم الجمعة عن ايام الدنيا فيزورون الله تبارك و تعالى فيبرز لهم عرشه و يتبدى لهم في روضة من رياض الجنة فيوضع لهم منابر من نور و منابر من لؤلؤ و منابر من زبرجد و منابر من ياقوت
و منابر من ذهب و منابر من فضة و يجلس أدناهم و ما فيها دنى على كثبان المسك و الكافور ما يرون أن أصحاب الكراسي بأفضل منهم مجلسا قال أبو هريرة وهل نرى ربنا عز و جل قال نعم قال هل تمارون في رؤية الشمس و القمر ليلة البدر قلنا لا قال فكذلك لا تمارون في رؤية ربكم و لا يبقى في ذلك المجلس أحد إلا حاضره الله محاضرة حتى يقول يا فلان ابن فلان أتذكر يوم فعلت كذا و كذا فيذكره ببعض غدراته في الدنيا فيقول بلى افلم تغفر لي فيقول بلى فمغفرتي بلغت منزلتك هذه قال فبينما هم على ذلك إذ غشيتهم سحابة من فوقهم فأمطرت عليهم طيبا لم يجدوا مثل ريحه شيئا قط قال ثم يقول ربنا تبارك و تعالى قوموا إلى ما أعددت لكم من الكرامة فخذوا ما اشتهيتم قال فيأتون سوقا قد حفت بها الملائكة فيها ما لم تنظر العيون إلى مثله و لم تسمع الأذان و لم يخطر على القلوب قال فيحمل لنا ما اشتهينا ليس يباع فيه و لا يشترى و في ذلك السوق يلقى أهل الجنة بعضهم بعضا قال فيقبل ذو البزة المرتفعة فيلقى من هو دونه و ما فيهم دني فيروعه ما يرى عليه من اللباس و الهيئة فما ينقضي آخر حديثه حتى يتمثل عليه احسن منه و ذلك أنه لا ينبغي لاحد أن يحزن فيها قال ثم ننصرف إلى منازلنا فيلقانا أزواجنا فيقلن مرحبا و أهلا بحبنا لقد جئت و إن بك من الجمال و الطيب افضل مما فارقتنا عليه فتقول أنا جالسنا اليوم ربنا الجبار عز و جل و بحقنا أن ننقلب بمثل ما انقلبنا و رواه الترمذي في صفة الجنة عن محمد بن إسماعيل عن هشام بن عمار رواه ابن ماجة عن هشام بن عمار و ليس في هذا الإسناد من ينظر فيه إلا عبد الحميد بن حبيب و هو كاتب الاوزاعي فلا ننكر عليه تفرده عن الاوزاعي بما لم يروه غيره و قد قال الإمام احمد و أبو حاتم الرازي هو ثقة و أما دحيم و النسائي فضعفاه و لا نعرف أنه حدث عن غير الاوزاعي و الترمذي قال في هذا الحديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه قلت و قد رواه ابن أبي الدنيا عن الحكم بن موسى حدثنا هقل بن زياد عن الاوزاعي قال نبئت أن سعيد بن المسيب لقي أبا هريرة فذكره و قال الترمذي حدثنا أحمد بن صنيع حدثنا أبو معاوية أنبانا عبد الرحمن بن اسحق عن النعمان بن سعد عن علي بن ابي طالب قال قال رسول الله إن في الجنة لسوقا ما فيها شراء و لا بيع إلا الصور من الرجال والنساء فإذا اشتهى الرجل الصورة دخل فيها قال هذا حديث غريب و قال عبد الله بن المبارك أنبانا سليمان التيمي
عن انس بن مالك قال يقول أهل الجنة انطلقوا إلى السوق فينطلقون إلى كثبان المسك فإذا رجعوا إلى أزواجهم قالوا أنا لنجد لكن ريحا ما كانت لكن قال فيقلن لقد رجعتم بريح ما كانت لكم إذ خرجتم من عندنا قال ابن المبارك و أنبانا حميد الطويل عن انس بن مالك قال إن في الجنة سوقا كثبان مسك يخرجون إليها و يجتمعون إليها فيبعث الله ريحا فتدحلها بيوتهم فيقول لهم أهلوهم إذا رجعوا إليهم قد ازددتم حسنا بعدنا فيقولون لأهليهم قد ازددتم أيضا بعدنا حسنا و قال الحافظ محمد بن عبد الله الحضرمي المعروف بمطين حدثنا احمد بن محمد بن طريف البجلي حدثنا أبي حدثنا محمد بن كثير حدثني جابر الجعفي عن أبي جعفر عن علي بن الحسين عن جابر بن عبد الله قال خرج علينا رسول الله و نحن مجتمعون فقال يا معشر المسلمين إن في الجنة لسوقا ما يباع فيها و لا يشترى إلا الصور من احب صورة من رجل أو امرأة دخل فيها و الله أعلم
الباب الحادي و الستون
في ذكر زيارة أهل الجنة ربهم تبارك و تعالى
قال الإمام الشافعي رضي الله عنه في مسنده حدثنا إبراهيم بن محمد قال حدثني موسى بن عبيدة قال حدثني أبو الأزهر معاوية بن إسحاق بن طلحة عن عبد الله بن عبيد بن عمير أنه سمع انس بن مالك يقول أتى جبريل بمرآة بيضاء فيها وكانت إلى النبي فقال النبي ما هذه قال الجمعة فضلت بها أنت و أمتك فأناس لكم فيها تبع اليهود و النصارى و لكم فيها خير و فيها ساعة لا يوافقها مؤمن يدعو الله بخير إلا استجيب له و هو عندنا يوم المزيد قال النبي يا جبريل و ما يوم المزيد قال إن ربك اتخذ في الفردوس واديا افيح فيه كثب المسك فإذا كان يوم القيامة انزل الله تبارك و تعالى ما شاء من ملائكته و حوله منابر من نور عليها مقاعد النبيين و حف تلك المنابر بمنابر من ذهب مكللة بالياقوت و الزبرجد عليها الشهداء و الصديقون فجلسوا من ورائهم على تلك الكثب فيقول الله تبارك و تعالى أنا ربكم قد صدقتم وعدي فسلوني أعطكم فيقولون ربنا نسألك رضوانك فيقول قد رضيت عنكم و لكم علي ما تمنيتم و لدي مزيد فهم يحبون يوم الجمعة لما يعطيهم فيه ربهم من الخير و هو اليوم الذي
استوى فيه ربكم على العرش و فيه خلق آدم عليه الصلاة و السلام و فيه تقوم الساعة و لهذا الحديث طرق سنشير إليها في باب المزيد إن شاء الله تعالى و روى أبو نعيم من حديث شيبان بن خيبر بن فرقد عن الحسن عن أبي برزة الاسلمي عن النبي قال إن أهل الجنة ليغدون في حلة و يروجون في أخرى كغدو أحدكم و رواحه إلى ملك من ملوك الدنيا كذلك يغدون و يروحون إلى زيارة ربهم عز و جل و ذلك لهم بمقادير و معالم يعلمون تلك الساعة التي يأتون فيها ربهم عز و جل قال و روى جعفر بن حسن بن فرقد عن أبيه مثله و ذكر أبو نعيم أيضا من حديث أبي اسحاق عن الحارث عن علي قال إذا سكن أهل الجنة الجنة اتاهم ملك فيقول لهم ان الله تبارك و تعالى يامركم ان تزوروه فيجتمعون فيامر الله تبارك و تعالى داود عيله السلام فيرفع صوته بالتسبيح و التهليل ثم يوضع مائدة الخلد قالوا يا رسول الله و ما مائدة الخلد قال زاوية من زواياه اوسع مما بين المشرق و المغرب فيطعمون ثم يسقون ثم يكسون فيقولون لم يبق إلا النظر في وجه ربنا عز و جل فيتجلى لهم فيخرون سجدا فيقال لهم لستم في دار عمل انما انتم في دار جزاء و قال ابن أبي الدنيا حدثنا أبو موسى اسحاق بن إبراهيم الهروي حدثنا القاسم بن يزيد الموصلي قال حدثني أبو الياس قال حدثني محمد ابن علي بن الحسين قال قال رسول الله حدثني أبو نعيم حدثنا محمد ابن علي بن حنيش حدثنا إبراهيم بن شريك حدثنا احمد بن يونس حدثنا المعافى بن عمران و كان من خيار الناس قال حدثني إدريس بن سنان عن وهب بن منبه عن محمد بن علي قال إدريس ثم لقيت محمد بن علي بن الحسين بن فاطمة فحدثني قال قال رسول الله ان في الجنة شجرة يقال لها طوبى لو سخر الجواد الراكب ان يسير في ظلها لسار فيها مائة عام ورقها برود خضر و زهرها رياض صفر و اقنابها سندس و استبرق و ثمرها حلل و صمغها زنجبيل و عسل و بطحاؤها ياقوت احمر و زمرد أخضر و ترابها مسك و حشيشها زعفران منيع و إلا لنجوج يؤججان من غير وقود و يتفجر من اصلها انهار و السلسبيل و المعين و الرحيق و ظلها مجلس من مجالس أهل الجنة يألفونه و متحدث يجمعهم فبينما هم يوما يتحدثون في ظلها إذ جاءتهم الملائكة يقودون نجبن جبلت من الياقوت ثم نفخ فيها الروح مزمومة بسلاسل من ذهب كأن وجوهها المصابيح نضارة و حسنا وبرها خز أحمر و مرزعي أبيض مختلطان لم ينظر الناظرون إلى مثلها
عليها رجائل الواحها من الدر و الياقوت مفصصة باللؤلؤ والمرجان و صفافها من الذهب الأحمر ملبسة بالعبقري و الأرجوان فأناخوا إليهم تلك النجائب ثم قالوا لهم إن ربكم تبارك و تعالى يقرئكم السلام و يستزيركم لتنظروا اليه وينظر اليكم و تحيونه و يحييكم و يكلمكم وتكلمونه و يزيدكم من سعته و فضله أنه ذو رحمة واسعة و فضل عظيم فيتحول كل رجل منهم على راحلته ثم انطلقوا صفا واحدا معتدلا لا يفوق منه شيء شيئا ولا يقرب اذن الناقة اذن صاحبتها و لا تركب ناقة بركت صاحبتها و لا يمرون بشجر من اشجار الجنة إلا اتحفتهم بثمرها و رحلت لهم بمن طريقهم كراهية ان ينثلم صفهم أو يفرق بين الرجل و رفيقه فلما دفعوا إلى الجبار تبارك و تعالى اسفر لهم عن وجهه الكريم و تجلى لهم في عظمته العظيمة فقالوا ربنا أنت السلام و منك السلام و لك حق الجلال و الاكرام فقال لهم ربهم تبارك و تعالى إني السلام و مني السلام و لي حق الجلال و الإكرام مرحبا بعبادي الذين حفظوا وصيتي و راعوا عهدي و خافوني بالغيب و كانوا مني على كل حال مشفقين قالوا و عزتك و جلالك و علو مكانك ما قدرناك حق قدرك و ما ادينا اليك كل حقك فائذن لنا بالسجود لك فقال لهم ربهم تبارك و تعالى إني قد وضعت عنكم مؤنة العباد و ارحت لكم ابدانكم فلطالما ما اتعبتم لي الابدان و اعنيتم لي الوجوه فالان افضيتم إلى روحي و رحمتي و كرامتي فاسئلوني ما شئتم و تمنوا على علي اعطكم أمإنيكم فإني لن اجزيكم اليوم بقدر اعمالكم و لكن بقدر رحمتي و كرامتي و طولي و جلالي و علو مكاني و عظمة شأني فلا يزالون في الأمإني و العطايا و المواهب حتى ان المقتصر من امنيته ليتمنى مثل جميع الدنيا منذ خلقها الله عز و جل إلى يوم افناها فقال لهم ربهم عز و جل لقد قصرتم في أمإنيكم و رضيتم بدون ما يحق لكم فقد اوجبت لكم ما سألتم و تمنيتم و الحقت بكم ذريتكم و زدتكم ما قصرت عنه أمانيكم و لا يصح رفعه إلى النبي و حسبه ان يكون من كلام محمد بن علي فغلط فيه بعض هؤلاء الضعفاء فجعله من كلام النبي عليه الصلاةو السلام و إدريس بن سنان هذا هو سبط وهب بن منبه ضعفه ابنم عدي و قال الدار قطني متروك و أما أبو الياس المتابع له فلا يدري من هو و أما القاسم بن يزيد الموصلي الراوي عنه فمحمول أيضا و مثل هذا لا يصح رفعه و الله أعلم و قال الضحاك في قوله عز و جل يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا قال على النجائب عليها الرحال
الباب الثاني و الستون
في ذكر السحاب و المطر الذي يصيبهم في الجنة
قد تقدم في حديث سوق الجنة أنه يغشاهم يوم الزيارة سحابة من فوقهم فتمطر عليهم طيبا لم يجدوا مثل ريحه قط و قال بقية بن الوليد حدثنا بحير بن سعيد عن خالد بن معدان عن كثير بن مرة قال ان من المزيد ان تمر السحابة بأهل الجنة فتقول ماذا تريدون ان أمطركم فلا يتمنون شيئا إلا أمطروا و قال ابن أبي الدنيا حدثني ازهر بن مروان حدثنا عبد الله بن عبد الله الشيبإني عن عبد الرحمن بن بديل عن أبيه عن صفي اليماني قال سأله عبد العزيز بن مروان عن وفد أهل الجنة انهم يفدون إلى الله سبحانه و تعالى كل يوم خميس فتوضع لهم اسرة كل إنسان منهم اعرف بسريره منك بسريرك هذا الذي أنت عليه فإذا قعدوا عليه و اخذ القوم مجالسهم قال تعالى اطعموا عبادي و خلقي و جيراني و وفدي فيطعموا ثم يقول اسقوهم قال فيأتون إنية من الوان شتى مختمة فيشربون منها ثم يقول عبادي و خلقي و جيراني و وفدي قد طعموا و شربوا فكهوهم فتجيء ثمرات شجر تدلى فيأكلون منها ما شاؤا ثم يقول عبادي وخلقي وجيراني ووفدى قد طعموا وشربوا وفكهوا اكسوهم فتجيء ثمرات شجر اصفر و أخضر و أحمر و كل لون لم تنبت إلا الحلل فتنشر عليهم حللا و قمصا ثم يقول عبادي و خلقي و جيرإني و وفدي قد طعموا و شربوا و فكهوا و كسوا طيبوهم فيتناثرون عليهم المسك مثل رذاذا المطر ثم يقول عبادي وجيراني وخلقي ووفدى قد طعموا وشربوا وفكهوا وكسوا وطيبوا لاتجلين لهم حتى ينظروا الي فإذا تجلى لهم فنظروا إليه نضرت وجوههم ثم يقال لهم ارجعوا إلى منازلكم فتقول لهم أزواجهم خرجتم من عندنا على صورة ورجعتم على غيرها فيقولون ذلك ان الله جل ثناؤه تجلى لنا فنظرنا إليه فنضرت وجوهنا و قال عبد الله بن المبارك أنبانا اسماعيل بن عياش قال حدثني ثعلبة بن مسلم عن ايوب بن بشير العجلي عن شفي بن مانع ان رسول الله قال ان من نعيم أهل الجنة انهم يتزاورون على المطايا والنجب وانهم يؤتون في الجنة بخيل مسرجة ملجمة لا تروث و لا تبول يركبونها حتى ينتهوا حيث شاء الله فياتيهم مثل السحابة فيها ما لا عين رأت و لا اذن سمعت فيقولون أمطري علينا
فما يزال المطر عليهم حتى ينتهي ذلك فوق أمانيهم ثم يبعث الله ريحا غير مؤذية فتنسف كثبانا من مسك عن ايمانهم وعن شمائلهم فيأخذون ذلك المسك في نواصي خيولهم وفي مفارقها وفي رؤوسهم و لكل رجل منهم جمة على ما اشتهت نفسه فيتعلق ذلك المسك في تلك الجمام و في الخيل و فيما سوى ذلك من الثياب ثم يقبلون حتى ينتهوا إلى ما شاء الله من فإذا المرأة تنادي بعض أولئك يا عبد الله أما لك فينا من حاجة فيقول ما أنت ومن أنت فتقول أنا زوجتك وحبك فيقول ما كنت علمت بمكانك فتقول المراة أو ما تعلم ان الله و تعالى قال فلا تعلم نفس ما اخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون فيقول بلى و ربي فلعله يشتغل عنها بعد ذلك الموقف اربعين خريفا ما يشغله عنها إلا ما هو فيه من النعيم فصل
و قد جعل الله سبحانمه و تعالى السحاب و ما يمطره سببا للرحمة و الحياة في هذه الدار و يجعله سببا لحياة الخلق في قبورهم حيث يمطر على الأرض اربعين صباحا مطرا متداركا من تحت العرش فينبتون تحت الأرض كنبات الزرع و يبعثون يوم القيامة و السماء تطش عليهم و كأنه و الله أعلم اثر ذلك المطر العظيم كما يكون في الدنيا و يثير لهم سحابا في الجنة يمطرهم ما شاؤوا من طيب و غيره و كذلك أهل النار ينشئ لهم سحابا يمطر عليهم عذابا إلى عذابهم كما أنشأ لقوم هود وقوم شعيب سحابا أمطر عليهم عذابا أهلكهم فهو سبحانه ينشئه للرحمة و العذاب
الباب الثالث و الستون
في ذكر ملك الجنة و ان أهلها كلهم ملوك فيها
قال تعالى و إذا رايت ثم رايت نعيما و ملكا كبيرا قال ابن أبي نجيح عن مجاهد ملكا كبيرا قال عظيما و قال استئذان الملائكة عليهم لا تدخل الملائكة عليهم إلا باذن و قال كعب في قوله تعالى و إذا رأيت ثم رايت نعيما و ملكا كبيرا يرسل اليهم ربهم الملائكة فتأتي الملائكة فتستأذن عليهم الملائكة و قال بعضهم الخدم و لا يدخل عليهم الملائكة إلا باذن و قال الحكم بن أبان عن عكرمة عن ابن عباس أنه ذكر مراكب أهل الجنة ثم تلا و إذا رايت ثم رايت نعيما و ملكا كبيرا و قال ابن أبي الحواري سمعت أبا سليمان يقول في قوله عز و جل و إذا رأيت
ثم رأيت نعيما و ملكا كبيرا قال الملك الكبير ان رسول الله يأتيه بالتحفة و اللطف فلا يصل إليه حتى يستأذن له عليه فيقول للحاجب استاذن على ولى الله فإني لست اصل إليه فيعلم ذلك الحاجب حاجبا اخر و حاجبا بعد حاجب و من داره إلى دار السلام باب يدخل منه على ربه إذا شاء بلا اذن فالملك الكبير ان رسول الله رسول رب العزة لا يدخل عليه إلا باذن و هو يدخل على ربه بلا اذن و قال ابن أبي الدنيا حدثنا صالح بن مالك حدثنا صالح المري حدثنا يزيد الرقاشي عن انس بن مالك يرفعه ان اسفل اهل الجنة اجمعين درجة من يقوم على رأسه عشرة الاف خادم حدثنا محمد بن عباد بن موسى انبأنا زيد بن الحباب عن أبي هلال الراسبي انبأنا الحجاج بن عتاب العبدي عن عبد الله بن معبد الزماني عن أبي هريرة قال ان ادنى أهل الجنة منزلة و ليس فيهم دنيء من يغدو عليه كل يوم و يروح خمسة عشر ألف خادم ليس منهم خادم إلا و معه طرفة ليست مع صاحبه و حدثني محمد بن عباد حدثنا زيد بن الحباب عن أبي هلال حدثنا حميد بن هلال قال ما من رجل من أهل الجنة إلا و له ألف خازن ليس منهم خازن الاعلى عمل ليس عليه صاحبه و حدثني هارون بن سفيان انبأنا محمد بن عمر انبأنا الفضل بن فضالة عن زهرة بن معبد عن أبي عبد الرحمن الحبلى قال ان العبد أول ما يدخل الجنة يتلقاه سبعون ألف خادم كأنهم اللؤلؤ حدثني هارون بن سفيان حدثنا محمد بن عمر انبأنا محمد بن هلال عن أبيه عن أبي هريرة قال ان ادنى أهل الجنة منزلة و ما فيهم دنيء لمن يغدو عليه عشرة الاف خادم مع كل خادم طرفة ليسيت مع صاحبه و قال عبد الله بن المبارك حدثنا يحيى بن ايوب حدثني عبد الله بن رجز عن محمد بن أبي ايوب المخزومي عن أبي عبد الرحمن المغافري قال أنه ليصف للرجل من أهل الجنة سماطان لا يرى طرفاهما من غلمانه حتى إذا مر مشوا وراءه و قال أبو خيثمة حدثنا الحسن ابن موسى حدثنا ابن لهيعة حدثنا دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد قال قال رسول الله ان ادنى أهل الجنة منزلة الذي له ثمانون ألف خادم و اثنتان و سبعون زوجة و تنصب له قبة من لؤلؤ و ياقوت و زبرجد كما بين الجابية و صنعاء و قال عبد الله بن المبارك أنبأنا بقية بن الوليد حدثني ارطاة بن المنذر قال سمعت رجلا من مشيخة الجند يقال له أبو الحجاج قال جلست
إلى أبي امامة فقال ان المؤمن يكون متكئا على اريكة إذا دخل الجنة و عنده سماطان من الخدم و عند طرف السماطين باب مبوب فيقبل الملك من ملائكة الله عز و جل ليستأذن فيقوم ادنى الخدم إلى الباب فإذا هو بالملك يستأذن فيقول للذي يليه ملك يستأذن ويقول للذي يليه ملك يستأذنه حتى يبلغ المؤمن فيقول ائذنوا له فيقول اقربني إلى المؤمن ائذنوا له ويقول الذي يليه للذي يليه ائذنوا له كذلك حتى يبلغ اقصاهم الذي عند الباب فيفتح له فيدخل فيسلم ثم ينصرف و قال ابن أبي الدنيا حدثني محمد بن الحسن حدثنا قبيصة حدثنا سليمان العنبري عن الضحاك بن مزاحم قال بينا ولي الله في منزله اذ اتاه رسول من الله عز و جل فقال للاذن استأذن لرسول الله على ولي الله فيدخل الاذن فيقول له يا ولي الله هذا رسول من الله يستأذن عليك قال ائذن له فيأذن له فيدخل على ولي الله فيضع ما بين يديه تحفة فيقول يا ولي الله ان ربك يقرا عليك السلام و يأمرك ان تأكل من هذه قال فيشبهه بطعام أكله أيضا فيقول انما أكلت هذا الآن فيقول ان ربك يأمرك أن تأكل منها فيأكل منها فيجد منها طعم كل ثمرة في الجنة قال فذلك قوله تعالى و اتوا به متشابها و في صحيح مسلم من حديث المغيرة بن شعبة عن النبي قال سأل موسى عليه السلام ربه ما ادنى أهل الجنة منزلة قال هو رجل يجيء بعد ما ادخل أهل الجنة الجنة فيقال له ادخل الجنة فيقول أي رب كيف وقد نزل الناس منازلهم وأخذوا اخذاتهم فيقال له اترضى ان يكون لك مثل ملك من ملوك الدنيا فيقول رضيت ربي فيقول له لك ذلك ومثله ومثله ومثله فقال في الخامس رضيت ربي فيقول هذا لك و عشرة امثاله و لك ما اشتهت نفسك و لذت عينك فيقول رضيت ربي و ذكر الحديث وقد تقدم ذكره بتمامه وقال الباز في مسنده حدثنا محمد بن المثنى حدثنا المغيرة بن سلمة حدثنا وهيب عن الحريري عن أبي بصرة عن أبي سعيد قال خلق الله الجنة لبنة من فضة و لبنة من ذهب و غرسها بيده و قال لها تكلمي فقالت قد افلح المؤمنون فدخلتها الملائكة فقالت طوبى لك منزلة الملوك هكذا رواه وهيب عن الحريري موقوفا و رواه عدي بن الفضل عن الحريري فرفعه و قال البزار و لا نعلم أحدا رفعه إلا عدي ابن الفضل بهذا الاسناد و عدي بن الفضل ليس بالحافظ و هو شيخ بصري
قلت عدي ابن الفضل هذا انفرد به ابن ماجة و قد ضعفه يحيى بن معين و أبو حاتم و الحديث صحيح موقوف و الله أعلم وقد تقدم ذكر التيجان على رؤوسهم و انما يلبسها الملوك
الباب الرابع و الستون
في أن الجنة فوق ما يخطر بالبال أو يدور في الخيال و ان موضع سوط منها خير من الدنيا و ما فيها
قال تعالى تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا و طمعا وما رزقناهم ينفقون فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون و تامل كيف قابل ما اخفوه من قيام الليل بالجزاء الذي اخفاه لهم مما لا تعلمه نفس و كيف قابل قلقهم و خوفهم و اضطرابهم على مضاجعهم حين يقوموا الى صلاة الليل بقرة الاعين في الجنة و في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله قال الله عز و جل اعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رات و لا اذن سمعت و لا خطر على قلب بشر مصداق ذلك في كتاب الله فلا تعلم نفس ما اخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون و في لفظ اخر فيهما يقول الله عز و جل اعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رات و لا اذن سمعت و لا خطر على قلب بشر ذخرا بله ما اطلعتكم عليه ثم قرا فلا تعلم نفس وفي صحيح مسلم من حديث سعد بن سهل الساعدي قال شهدت مع النبي مجلسا وصف فيه الجنة حتى انتهى ثم قال اخر حديثه فيها ما لا عين رأت و لا اذن سمعت و لا خطر على قلب بشر ثم قرأ هذه الآية تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا و طمعا و مما رزقناهم ينفقون فلا تعلم نفس ما اخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون و في الصحيحين من حديث أبي هريرة قال قال رسول الله لقاب قوس أحدكم في الجنة خير مما طلعت عليه الشمس أو تغرب و قد تقدم حديث أبي امامة عن النبي إلا مشمر في للجنة فان الجنة لا خطر لها هي و رب الكعبة نور يتلألأ و ريحانة تهتز و قصر مشيد و نهر مطرد و ثمرة نضيجة و زوجة حسناء جميلة و حلل كثيرة و مقام في ابد في دار سليمة و فاكهة و خضرة و حبرة و نعمة و محلة عالية بهية و لو لم يكن من خطر الجنة و شرفها إلا أنه لا يسأل بوجه الله غيره
شرفا و فضلا وكما في سنن أبي داود من محمد بن سليمان بن معاذ بن المنذر عن جابر رضي الله عنه قال قال رسول الله لا يسأل بوجه الله إلا الجنة و في معجم الطبراني من حديث بقية عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله لما خلق الله جنة عدن خلق فيها ما لا عين رأت و لا اذن سمعت و لا خطر على قلب بشر ثم قال لها تكلمي فقالت قد افلح المؤمنون و في صحيح البخاري من حديث سهل ابن سعد قال سمعت رسول الله يقول موضع سوط في الجنة خير من الدنيا و ما فيها و قال الامام احمد حدثنا عبد الرزاق حدثنا معمر حدثنا همام عن أبي هريرة رضي الله قال قال رسول الله لقيد سوط أحدكم من الجنة خير مما بين السماء و الأرض و هذا الاسناد على شرط الصحيحين و قال الترمذي حدثنا سويد بن نصر حدثنا ابن المبارك انبانا ابن لهيعة عن يزيد ابن أبي حبيب عن داود بن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه عن جده عن النبي قال لو ان اقل ظفر مما في الجنة بدا لتزخرفت له ما بين خوافق السماوات و الأرض و لو ان رجلا من اهل الجنة اطلع فبدا اساوره لطمس لطمس ضوء الشمس كما تطمس الشمس ضوء الكواكب قال الترمذي هذا حديث حسن غريب لا نعرفه بهذا الاسناد إلا من حديث ابن لهيعة و قد روى يحيى بن ايوب هذا الحديث عن يزيد بن أبي حبيب و قال عن عمر بن سعد ابن أبي وقاص عن النبي قلت و قد رواه ابن وهب انبانا عمرو يعني ابن الحارث أن سليمان بن حميد حدثه ان عامر بن سعد بن أبي وقاص قال سليمان لا أعلم إلا أنه حدثني عن أبيه عن رسول الله عن رسول الله أنه قال لو ان ظفر من الجنة برز للدنيا لتزخرفت له ما بين السماء و الأرض و في الباب عن انس بن مالك و أبي سعيد الخدري و عبد الله ابن عمرو بن العاص و كيف يقدر قدر دار غرسها الله بيده و جعلها مقرا لاحبابه و ملاها من رحمته و كراماته و رضوانه و وصف نعيمها بالفوز العظيم وملكها بالملك الكبير وأودعها جميع الخير بحذافيره وطهرها من كل عيب وآفة و نقص فإن سألت عن أرضها و تربتها فهي المسك و الزعفران و ان سلالت عن سقفها فهو عرش الرحمن و ان سألت عن بلاطها فهو المسك الاذفر
و ان سألت عن حصبائها فهو اللؤلؤ و الجوهر و ان سألت عن بنائها فلبنة من فضة و لبنة من ذهب و ان سألت عن اشجارها فما فيها شجرة إلا وساقها من ذهب و فضة لا من الحطب و الخشب و ان سألت عن ثمرها فأمثال القلال ألين من الزبد واحلى من العسل
02.08.10 17:31 من طرف 24akhbar