اعتادت مصر طوال الثلاثين عاما الماضية على ان تتبع مع اسرائيل ما يسمى سياسة ضبط النفس وهو المصطلح الذى كان يطلقه النظام السابق، وما نسميه نحن سياسة الخضوع والخنوع لاستفزازات اسرائيل ، مما جعل الاخيرة تضمن دائما استفزاز مصر واحراجها امام العالم وهى تضمن ان مصر فقدت من خلال نظامها القدرة على الرد على اى عمل استفزازى او سخيف من جانب اسرائيل، بل خرجت مصر تماما من معادلة لا نريد اغضاب مصر، وبالتالى كان من المنطقى ان نسمع دائما عن استشهاد جنود مصريين على الحدود مع اسرائيل برصاص قناصة اسرائيلين تحت مسمى( خطأ غير مقصود)
كان العزاء الوحيد ان هناك اتفاقا غير معلن بين الضباط والجنود المصريين على طول الحدود بان من استشهد من الجنود المصريين يجب القصاص له ( ان امكن ) عن طريق قتل جندى اسرائيلى وبالخطأ ايضا ( وخطأ امام خطأ ) لكنه كان سلوكا فرديا من جانب المقاتلين على الحدود وليس سلوك دولة .
الان مصر الثورة فى مرحلة اختبار قوى من جانب العدو الاسرائيلى لان اسرائيل تريد ان تعرف هل تستمر سياسة (الانتخة ) التى كان يتبعها النظام السابق ام ان هناك ردود افعال مصرية قد تجبر اسرائيل على ان تعيد حساباتها وتحسب حساب غضب مصر وردود افعالها .
الاحداث فى سيناء الان هى اختبار قوى حقيقى لمصر الثورة وللمجلس العسكرى القلاقل التى تحدث الان فى سيناء والتوتر على الحدود والاستفزاز الاسرائلى بقتل الجنود هو محاولة لا ستكشاف ماذا ستفعل مصر فى ظل هذه الظروف الاستثنائية والغير طبيعية التى تمر بها.
اسرائيل تريد اعادة احتلال سيناء او على الاقل جزء منها تحت ذريعة توفير الامن الاسرائيلى وعدم قدرة مصر على ضبط الامن فى سيناء، ويساعدها الامريكان بفجاجة واضحة ، والان ماذا نفعل هل نستمر فى القتال والتطاحن حول الدستور اولا والمبادىء الدستورية وتخوين بعضنا البعض وانتظار جلسات محاكمة مبارك والعادلى واهانة المجلس العسكرى وتحويل المدنين الى محاكم عسكرية ونعطى لاسرائيل الفرصة على طبق من ذهب لاعادة احتلال سيناء فى ظل شعب مشتت متنافر متناحر ؟ ام نتوحد جميعا تحت شعار مصر اولا بدون مليونيات ويصبح همنا اعادة الامن والامان للشارع المصرى من خلالنا نحن وليس انتظار لتدخل الشرطة لفرض الامن، نستطيع بالتعاون مع الشرطة خلق دوريات امنية مساعدة من المتطوعين الشباب تجوب ارجاء مصر تفرض الامن والامان فى الطريق ، نستطيع ان نعيد بناء الجبهة الداخلية الان وبسرعة بعد ان نرمى انتمائاتنا الحزبية وتعصبنا لفصيل ضد الاخر فى هذا الظرف العصيب حتى نعطى الفرصة للجيش ليمارس مهمته تأمين حدود مصر .
الرد على استفزاز اسرائيل يأتى من الشعب المصرى اولا وليس من الجيش ، لا نريد مليونيات نريد ان تتجمع الاضداد فى مؤتمر سريع تضم كل القوى والاطياف التى بينها خلافات وصراعات وتعلن انها يد واحدة مع الجيش ضد اى اعتداء خارجى وانه تم الارتفاع فوق اى خلافات داخلية وتناسيها فى هذا الظرف الطارئ،
هذه الرسالة التى يجب ان نرسلها فورا للعدو الاسرائيلى حتى يعلم ان الجبهه الداخلية يد واحدة وان اى محاولة استفزاز لمصر او تطبيق وضع جديد على ارض سيناء سوف يواجه بما لا يحمد عقباه .
انا لا ادعو الى الحرب لاننى لا اريد ان ندخل حربا لم نحدد نحن توقيتها حتى لا تتكرر كارثة 67 بل نريد تكرار نصر اكتوبر ، لكننى اريد ارسال رسالة لاسرائيل ان مصر بعد الثورة قد اختلفت واصبح لها انياب ومخالب ولا يمكن استفزازها مرة اخرى بدون خسائر للعدو الاسرائيلى .
عموما هذه الازمة ستقوينا كما انها فرصة ذهبية لتعديل اتفاقية كامب ديفيد ووضع قوات مصرية حقيقية فى سيناء لضمان السيطرة عليها وتحقيق الامن فيها .
وفى النهاية هذه رسالة الى الاعداء فى اسرائيل: مصر بعد الثورة اختلفت كثيرا وصدقونى غضب الشعب المصرى لن تستطيعون احتماله واقول من الاخر لرئيس الوزراء الاسرائيلى ( لم نفسك )
المزيد من المقالاتلننقل ميدان التحرير إلى سيناء غلطة الشاطر. أزمة المجتمع المدنى فى مصر أسماء محفوظ أخطر من العادلى هم المشكلة وليس الحل رمضان...وإسقاط النظام