منع تلفزيون "فلسطين" الرسمي التابع للسلطة الفلسطينية حلقة المسلسل الأسبوعي الساخر "وطن على وتر"، بسبب انتقادها شخصية الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي.
وفوجئ جمهور المسلسل الذي يعرض مساء الخميس من كل أسبوع، بمنع بث الحلقة الجديدة التي أعلنها بطل المسلسل عماد فراجين عبر صفحته على فيسبوك، وقال إنها ستتناول شخصية القذافي.
وقال الفراجين للجزيرة نت إنه فوجئ -مثل الجمهور- بمنع بث الحلقة دون أن يبلغ رسميا بذلك، رغم حصوله على الموافقة لإعدادها مسبقا.
ويأتي هذا المنع، رغم بث حلقة بعنوان "ما بعد الثورات" قبل أسبوعين، وتناولت التحولات التي ستطرأ على سلوك أجهزة الأمن العربية بعد نجاح الثورات، كما تطرقت إلى تنحي الرئيس مبارك في مشهد ساخر.
وقال الفراجين إن منع الحلقة الأخيرة التي كان من المفترض أن تتناول خطاب القذافي المشهور بعبارات "بيت بيت، زنقة زنقة"، جاء على خلفية "انزعاج البعض في السلطة من الحلقة الساخرة تجاه تنحي مبارك".
وأضاف أن "حلقة الرئيس مبارك هي التي أزعجت البعض في السلطة، وبعدها شعرنا أن المسلسل سيتعرض لحصار ومضايقة"
وفيما برر تلفزيون "فلسطين" منع الحلقة بالحفاظ على سلامة اللاجئين الفلسطينيين الذين يعيشون في ليبيا من أي استهداف، قال الفراجين إن طاقم العمل يتفهم ذلك، لكنه أضاف "أن كل الفضائيات والتلفزيونات العربية والغربية تتعرض لشخصية القذافي اليوم بشكل ساخر".
وقال إن الجميع يدرك أن معمر القذافي ليس سوى "دكتاتور" انتهى، ولن يشكل عرض تلفزيوني ناقد له أي تأثير على سياسته تجاه الفلسطينيين أو غيرهم.
وحسب الفراجين، فإن الحلقة الممنوعة تناولت بشكل نقدي "بعض الممارسات الداخلية الفلسطينية"، إلى جانب التهكم على القذافي وخاصة في خطابه الثاني.
وكشف الممثل الرئيس في المسلسل أنه قرر وقف العمل مع تلفزيون "فلسطين"، رافضا الدخول في حوار مع إدارته، وأكد أن عودة المسلسل الأكثر شهرة في الأوساط الفلسطينية مرهونة ببث "حلقة القذافي".
وطالب الفراجين تلفزيون "فلسطين" بتسليمه الحلقة لبثها عبر الإنترنت، لكي يتسنى للجمهور الفلسطيني والعربي متابعتها مباشرة.
وقال الفراجين -الذي مثل في نحو 70 حلقة تلفزيونية من مسلسل "وطن على وتر"- إنه من منطلق دوره كفنان ملتزم بقضية شعبه وأمته لا يمكن له تجاهل ثورات الشعوب التي تريد أن تنهض بأوطانها
عماد فراجين في شخصية القذافي موقف رسمي مرتبك
وأثار منع حلقة مسلسل "وطن على وتر" انتقادا شديدا في الشارع الفلسطيني لسياسة التلفزيون الرسمي، وشكلت مجموعات شبابية على فيسبوك نداءات مطالبة بإغلاقه.
ورأى المحلل السياسي هاني المصري أن منع الحلقة يأتي متساوقا مع الموقف "الغامض والمرتبك والمحيّر" للسلطة الفلسطينية تجاه الثورات في البلدان العربية.
وعلل المصري ذلك بأن سقوط أنظمة عربية -وخاصة نظام الرئيس حسني مبارك- شكل في اعتقاد السلطة خسارة لحليف أساسي وفر لها الغطاء في الكثير من السياسات والقضايا العربية والدولية، رغم أنه كان يشكل ضغطاً كبيرا عليها في مسألة المصالحة الداخلية وعملية السلام.
وقال المصري للجزيرة نت إن المواقف الحذرة للسلطة، ولحركة المقاومة الإسلامية (حماس) أيضا تجاه الثورات العربية، واعتبارها شؤونا عربية داخلية لا ينبغي التدخل فيها، يعرضها لإدانة شعبية واسعة، وخاصة أن المجازر التي ارتكبها القذافي بحق الشعب الليبي لم تعد شأنا داخليا.
وحسب المصري، فإن لعنة "موقف منظمة التحرير الفلسطينية إلى جانب نظام الرئيس الراحل صدام حسين أثناء احتلال الكويت عام 1990"، وما نجم عنها من نزوح مئات آلاف الفلسطينيين من الكويت لاحقا، ما زالت حاضرة في الذهنية الرسمية الفلسطينية.
وقال إن ما حدث سابقا لا تنبغي مقارنته بما يجري حاليا، لأن النظام العراقي السابق احتل الكويت، وما يجري الآن هي ثورات شعوب تطالب بحقوقها وحريتها.