تحرك معارضون في شرق ليبيا في قافلة شاحنات صغيرة نصبت عليها مدافع مضادة للطائرات وهم يرفعون علامة النصر يوم السبت ويقتربون من معقل لمعمر القذافي في الوقت الذي حلقت فيه طائرات حربية فوقهم.
وفي بلدة بن جواد الصغيرة حيث كانت تحتشد قوات المعارضة على بعد نحو 160 كيلومترا من سرت قامت القوات باطلاق النار على طائرات حربية وطائرات هليكوبتر تابعت تقدم القافلة الى البلدة الساحلية وانقضت عليها.
وكانت معظم الطائرات تراقبهم لكن شهودا قالوا ان طائرة هليكوبتر وجهت لقوات المعارضة ضربة بالقرب من بن جواد.
وقال المعارضون انهم أسقطوا طائرة حربية قرب بلدة رأس لانوف التي أصبحت الان خلف خط جبهة قوات المعارضة بمسافة كبيرة بعد أن طردت قوات القذافي يوم الجمعة. ولم يتسن الحصول على تأكيد مستقل.
وقال بعض المعارضين وقد لاقوا تشجيعا من نجاح يوم الجمعة ان هجوم سرت بات وشيكا. لكن اخرين يشعرون بالقلق من قصور امكانات قوات المعارضة التي تتألف من جنود فروا من صفوف القذافي ومتطوعين يمتلكون حماسا أكثر من الخبرة.
وقال المقاتل في صفوف المعارضة محمد سليم لرويترز "سنهاجم سرت الان" بينما قال مقاتل اخر هو محمد فتحي "ليس لدينا تنظيم أو خطة عسكرية. اننا نذهب حيثما تكون هناك حاجة لنا." وكان الاثنان في طريقهما الى بن جواد.
وصد المعارضون الذين يسيطرون على معظم شرق ليبيا هجوما يوم الاربعاء على بلدة البريقة النفطية. ثم طردوا قوات القذافي من رأس لانوف في معركة بالاسلحة تم فيها تمشيط مواقع قوات المعارضة من الجو ومهاجمتها من الارض.
لكن الهجوم على سرت قد يثبت انه مهمة أصعب. فهي تتلقى اعانات ضخمة من القذافي الذي كان يحب استضافة المؤتمرات الدولية العربية والاخرى في هذه المدينة الساحلية منذ فترة طويلة مما قد يضمن له قدرا أكبر من الولاء. وسقطت العديد من البلدات بدون معركة.
وينظر محللون الى سرت على انها موطن القوات العسكرية التي تؤيد بقوة حكم القذافي.
ويرفض القذافي الذي يحكم ليبيا منذ 41 عاما فكرة قيام احتجاجات ضده ويلقى باللوم على اضطرابات عصابات مسلحة وتنظيم القاعدة وشباب يتعاطي القهوة سريعة التحضير الممزوجة بحبوب الهلوسة.
وحذر بعض كبار المسؤولين في المعارضة من شن هجوم متسرع على سرت قائلين ان قواتهم تحتاج الى مزيد من الوقت للتنسيق واعاد تجميع صفوفهم لكنهم قالوا انهم يواجهون تحديا من خلال كبح جماح مجندين متحمسين.
ويبدو ان قوات القذافي تقوم بتعزيز دفاعاتها في المنطقة المؤدية الى سرت. وقال مدني يؤيد قوات المعارضة ذكر انه جاء من الغرب بالسيارة لرويترز ان الطريق يعج بالدبابات.
ويوم السبت شوهدت قوات المعارضة وبحوزتها بنادق نصف الية ومدفعية ثقيلة ضد الدبابات أو الطائرات ومدافع من عيار 50 مليمترا ومدافع مضادة للطائرات ومنصات اطلاق قذائف صاروخية.
وفي نفس الوقت تتفوق قوات القذافي في الجو ولديها أسلحة ثقيلة مثل الدبابات التي قال شهود عيان انها استخدمت في هجوم ضد بلدة الزاوية الغربية قرب طرابلس.
من محمد عباس