لم يختلف حال التلفزيون الليبي عن نظيريه في تونس ومصر إبان اندلاع الثورتين فيهما، حيث لا يزال يكيل المديح والتمجيد للعقيد معمر القذافي ونظامه، ويعرض الأخبار التي تؤكد أن كل شيء هادئ في البلاد، وكأنها لا تشهد معارك حقيقية بين النظام والثوار في مختلف المدن الليبية.
ولم يستغرب الكثيرون أن تسير القناة على هذا النهج، لكن الجديد هنا التقرير الذي عرضته القناة لمجموعة من الموالين للعقيد القذافي، وهم يكيلون الشتائم للقنوات العربية، ومنها قناة "العربية"، التي تتابع ما يجري في ليبيا، وترصد آخر التطورات الميدانية والمعارك الدائرة في مدن غرب البلاد، بالقرب من العاصمة طرابلس.
وظهر شخص موجهاً رسالة لـ"الجبناء خارج ليبيا، ممن يقومون بالتحريض عليهم"، قائلاً: طز فيهم، إحنا مع معمر، وإحنا دمنا أخضر". واعتبر آخر أن "الإنترنت وفيسبوك كلام فاضي".
وفي أثناء عرض التقرير، تضع القناة شريطاً أسفل شاشتها تقول فيه: "تواصل مسيرات التلاحم بالأخ قائد الثورة في مختلف مدن الجماهيرية العظمى"، في وقت سقطت فيه جميع مدن الشرق في أيدي الثوار، وعدد من مدن الغرب القريبة من العاصمة طرابلس.
العريفي: قناة بائسة من جهة أخرى، ذكر الداعية الإسلامي محمد العريفي، أن مسؤولاً من قناة الجماهيرية الليبية، التي وصفها بالبائسة، اتصل به وطلب منه أن يخرج في مداخله هاتفية يطالب فيها الشعب الليبي بالهدوء وإطاعة ولي أمرهم، وعدم الخروج في مظاهرات، فكان رد العريفي كما يقول: "فقلت له بئساً في قولك، وتفاً في وجهك".
وفي سياق الاتصال الهاتفي، يقول العريفي أنني سألت المسؤول هل ما ينشر في القنوات الفضائية من صور ومشاهد صحيح؟، فاقسم لي أنه كذب في كذب، فقلت له هل جميع هذه القنوات اجتمعت على طاغوتكم؟، فأكد أن الصور المعروضه كلها قديمة، وأن القنوات تنقل من بعضها.
وكان الشيخ سلمان العودة، والشيخ عائض القرني، قد ذكرا قبل أيام، أنهما تلقيا إتصالاً من سيف الإسلام، والساعدي، نجلا معمر القذافي، يطلبان منهما نفس الشيء، وهو الخروج على الملأ وإدانة المظاهرات والخروج على الحاكم، لكن مطالبهما قوبلت بالرفض، كما أعلن الداعيان.