تجاوز الأردنيون في مسيراتهم دعوات الإصلاح السياسية إلى المطالبة بالتغيير مؤكدين مواصلة الاحتجاجات في الشارع حتى يحصلوا على جدول زمني للتغيير لا يتجاوز ثلاثة أشهر.
وجاء حل البرلمان المطلب الأبرز في مسيرات الجمعة التي خرجت من المسجد الحسيني وسط عمان حيث أبدى متظاهرون غضبهم من تصريحات نواب تهجموا على مسيراتهم ولا سيما تصريحات النائب محمد الكوز الذي قال أمام البرلمان الخميس إن من يشارك بالمسيرات "فاسد وحاقد ونذل وحقير".
وقال بسام الجريبيع -أحد المشاركين في المسيرة كان يرفع لافتة تدعو لـ"جمعة الكرامة لإسقاط البرلمان الجمعة المقبلة"- إن "وصف نائب للمتظاهرين بأنهم حاقدون ومطالبته لنا بالتوجه لجسر الملك حسين إهانة للشعب الأردني".
وأضاف للجزيرة نت "نحن أردنيون وأنا من أبناء عشيرة بني صخر وعضو في حركة جايين (الداعية للعودة لدستور 1952) وأتظاهر لأطالب بالتغيير ونحن نطالب بإسقاط مجلس النواب الذي لا يمثلنا".
بلطجة حكومية
واتهم الناشط النائب كروز وأمثاله -على حد تعبيره- بأنهم يريدون إشعال حرب أهلية وفتنة في البلاد، ووصف تعهدات نواب بوقف المسيرات بأنها "بلطجة ضد الشعب الأردني، فالحكومة تحمي المسيرات والنواب يتعهدون بالبلطجة ضدنا".
كما انتقد أمين عام حزب الوحدة الشعبية اليساري سعيد ذياب تهجم نواب على المسيرات الشعبية، وقال للجزيرة نت "بدلا من أن يكون النائب حارسا أمينا على حق الناس في التعبير عن رأيهم يحدث العكس"، معتبرا أن مثل هذا الحديث يؤكد على أحقية المطالب الشعبية الداعية لحل البرلمان.
وفي المسيرة التي دعت لها الحركة الإسلامية وحزب الوحدة الشعبية والنقابات المهنية رفعت لافتة ضخمة كتب عليها "الشعب يريد إصلاح النظام"، كما هتف المتظاهرون "الشعب يريد حل البرلمان" و"الشعب يريد حكومة منتخبة"، و"تسقط وادي عربة"، و"يا بخيت اسمع اسمع شعب الأردن ما راح يركع".
كما نالت بعض الهتافات من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس والزعيم الليبي معمر القذافي حيث ردد المشاركون هتافات مؤيدة للثوار الليبيين.
الإخوان المسلمون
وفي كلمة له حذر أمين سر جماعة الإخوان المسلمين من "محاولات أصحاب الأجندات الخاصة إعاقة مسيرة الإصلاح"، محذرا من أن الجماهير ما عادت تطيق الانتظار أكثر.
وكان لافتا استمرار الدعوات للملكية الدستورية في الأردن بعد يوم من اعتبار رئيس الوزراء معروف البخيت أن هذه الدعوة تشكل تعديا على الدستور.
وقال المراقب السابق لجماعة الإخوان المسلمين سالم الفلاحات "الملكية الدستورية تتبناها شخصيات أردنية كثيرة منها قيادات في الحركة الإسلامية رغم أن الحركة لا تتبنى المبادرة إلا أنها لا تخرج عن روح برنامجها الإصلاحي"
وأضاف
للجزيرة نت "نحن نطالب بإصلاح الدستور الذي جرى عليه عشرات التعديلات ليصبح بمستوى الدول المتقدمة في موضوع الملكية (..) الشعب يريد إصلاح النظام وهذا لا يعني إلا إصلاحات دستورية".
وذكر الفلاحات رئيس الوزراء البخيت بأنه تحدث في محاضرة قبل أشهر عن تبنيه لإصلاحات دستورية تحتاج ثلاثين سنة، مضيفا بقوله "الآن هناك فرق في التوقيت فلم تكن هناك ثورات تونس ولا مصر وليبيا واليمن ونحن نطالب بتعديلات دستورية أيدها البخيت".
وادي عربة
أما سفيان التل -منسق مبادرة "تغيير" التي وقعت عليها عشرات الشخصيات قبل أيام- فقد وصف من سجنوا الجندي أحمد الدقامسة الذي قتل سبع إسرائيليات عام 1997 بأنهم "أحذية في أقدام الصهيونية".
وتابع في حديثه للجزيرة نت "الشعب الأردني يريد إسقاط من وقع معاهدة وادي عربة"، واعتبر أن الشعب الأردني يحكم منذ خمسين عاما من "حزب نظام نشر الفساد والإفساد" مشيرا إلى أنه وبالأمس القريب كانت الدعوات تطالب بالإصلاح أما اليوم فقد تحولت الدعوة إلى المطالبة بالتغيير.
بالمقابل، تظاهر العشرات في مسيرة مستقلة رفعت صور الملك عبد الله الثاني وهتفت بحياته مرددة شعارات عديدة منها "الشعب يريد إسقاط الأحزاب".