طالب آلاف البحرينيين في مسيرة حاشدة الجمعة دعت إليها الجمعيات السياسية المعارضة بإسقاط الحكومة وتنحية رئيسها خليفة بن سلمان آل خليفة الذي يتولى هذا المنصب منذ أربعين عاما.
وشارك في المسيرة حركة حق -بزعامة حسن مشيمع- وتيار الوفاء بزعامة عبدالوهاب حسين اللذين خرج بعض أعضائهما من السجن الأسبوع الماضي في إطار ما وصف بتهيئة أرضية للحوار الوطني بعد اتهامهما بما عرف بالمخطط الإرهابي.
وبدأت المسيرة عند مقر الحكومة البحرينية وسط العاصمة المنامة وسارت في أحد أهم الشوارع الرئيسة باتجاه دوار اللؤلؤة -مركز المعتصمين- مرورا بمرفأ البحرين المالي بعد أن أغلقت الشوارع الواقعة في المنطقة.
إصلاحات سياسية
وردد المشاركون هتافات تطالب بإصلاحات سياسية ودستورية، على رأسها إقالة الحكومة ومحاسبة من وصفوهم بالمفسدين فيها، كما شددوا على ضرورة الحفاظ على الوحدة الوطنية بين السنة والشيعة وعدم الانجرار وراء أي فتنة طائفية بين المواطنين.
وحمل المتظاهرون لافتات غلب عليها شعارت تطالب بإسقاط الحكومة وعبارات تشدد على الوحدة الوطنية وأخرى تنتقد الإعلام المحلي وطريقة تعاطيه مع مطالبهم.
وحمل بعض المتظاهرين عبارات ووثائق قالوا إنها ترجع لبيع الحكومة أرض مرفأ البحرين المالي بمبلغ دينار بحريني أي ما يعادل 2.6 دولار.
ووصف بيان صادر للمسيرة -وقعت عليه الجمعيات التسع صاحبة الدعوة للتظاهر- الحكومة بالمستبدة والفاسدة وغير الجديرة بثقة الشعب، لأنها لم تكن أمينة على مصالحه في أي من الأوقات.
الخيار الأمني
ودعا البيان -الذي حصلت الجزيرة نت على نسخة منه-الحكومة للتعلم من دروس الأيام القليلة الماضية من خلال استقالة أحمد شفيق من رئاسة الحكومة المصرية ونظيره التونسي محمد الغنوشي من رئاسة الوزراء، وقبلهما استقالة الحكومة الأردنية، منوها إلى أن رؤساء آخرين سيسيرون على نفس الدرب "ما لم يستجيبوا لمطالب شعوبهم في العزة والكرامة والحرية والديمقراطية".
من جهة أخرى، ألقى الأمين العام لجمعية الوفاق المعارضة الشيخ علي سلمان كلمة قصيرة في المسيرة قال فيها "إن السلوك الحضاري للمشاركين في المظاهرات من أسقط الخيار الأمني وأكسب المتظاهرين تعاطف العالم أجمع"، محذرا من بقاء الطائفية ورقة يحاول البعض استخدامها من أجل إسقاط حقوق السنة والشيعة.
وأضاف سلمان أن هذا الوطن ليس للشيعة وحدهم أو للسنة وحدهم بل وطن السنة والشيعة معا على قدر المساواة في دينهم ومذاهبهم ومواطنيتهم.
مشاجرات طائفية
وكانت مشاجرات طائفية قد وقعت لأول مرة قبل يومين بين بحرينيين شيعة وآخرين سنة، وذلك بمدينة حمد جنوب العاصمة المنامة أسفرت حسب شهود عن جرح ثلاثة أشخاص، قبل أن تتدخل قوات مكافحة الشغب لتفرقة المتشاجرين.
ومن المتوقع أن تنفذ الجمعيات المعارضة الأحد القادم اعتصاما أمام مبنى الحكومة الجديد بقصر القضيبية بإحدى ضواحي العاصمة المنامة، لتكون المرة الأولى التي تصل فيها الاحتجاجات قرب هذا القصر الذي تقام فيه المراسم الرسمية لاستقبال رؤساء الدول والحكومات.