قال شهود عيان إن طائرة حربية تابعة للعقيد الليبي معمر القذافي راقبت جويا الطرق المؤدية إلى مدينة البريقة شرق البلاد، وأضاف الشهود أن هناك حشودا عسكرية في منطقة رأس لانوف على بعد 600 كيلومتر إلى الشرق من طرابلس، تمهيدا لهجوم متوقع على الثوار هناك.
وأكد الصحفي فرج المغربي -في اتصال مع الجزيرة- أن المعلومات المتوفرة لدى الثوار تشير إلى أن الكتائب الأمنية التابعة للقذافي وجنودا مرتزقة يرابطون حاليا بمنطقة رأس لانوف استعدادا لمهاجمة مدينة البريقة، في محاولة لاستعادة السيطرة عليها.
وفي وقت سابق اليوم شنت قوات القذافي غارة جوية على البريقة التي تضم منشآت نفطية، في حين قال الثوار إنهم تصدوا للهجوم، وذلك بعد يوم من استعادتهم السيطرة على المدينة إثر معارك مع القوات الموالية للقذافي يوم أمس.
وكان الثوار قد أفشلوا أمس محاولات هذه القوات للسيطرة على البريقة، حيث دارت بين الجانبين معارك كر وفر استمرت عدة ساعات وانتهت بهروب قوات القذافي التي سقط منها نحو 15 قتيلا، كما قتل نحو ستة أشخاص وأصيب 18 من أبناء المدينة.
استعداد لصد أي هجوم
وأفادت مصادر صحفية بأن طائرات موالية للقذافي قصفت بعد ظهر اليوم الخميس محيط مدينة البريقة، وتحديدا بالقرب من منطقة صناعية توجد فيها الشركة الليبية النرويجية للنفط وشركة سرت لإنتاج وتصنيع النفط والغاز.
وذكرت تقارير أن مدينة أجدابيا الواقعة على بعد سبعين كيلومترا شرق البريقة قد تعرضت هي الأخرى لقصف جوي استهدف مستودعات الأسلحة.
وقد انتشر الثوار المسلحون بدبابتين ومدافع مضادة للطائرات وصواريخ مضادة للدبابات وقاذفات صاروخية، في المنطقة الواقعة بين البريقة وأجدابيا لصد أي هجوم.
وتشهد مدن ليبية عديدة مظاهرات منذ 17 فبراير/شباط الماضي تطالب بإسقاط نظام القذافي، غير أن القوات الموالية له تصدت لها بالعنف وبأنواع مختلفة من الأسلحة، وأسقطت المئات من القتلى والجرحى.
وقد أعلن الثوار "تحرير" العديد من المدن في شرقي البلاد من سيطرة القوات الموالية للقذافي، في حين لا تزال المواجهات تتجدد في كثير من المدن الأخرى في غربي البلاد.
واتهم الثوار قوات القذافي باستخدام الرصاص الحي في مواجهة المتظاهرين، وبقصفهم بالطائرات وقذائف مضادة للطيران، كما اتهموا القذافي بالاستعانة بمرتزقة من عدة دول أفريقية لإطلاق الرصاص على المحتجين.
مجلس درنة
وفي مدينة درنة أعلن تشكيل مجلس محلي مؤقت يتألف من نخبة من الشخصيات البارزة في مختلف المجالات، بالإضافة إلى ممثلين عن ثورة الشباب الليبي في المدينة.
وقد تم اختيار هيئة استشارية لهذا المجلس المؤقت برئاسة المستشار عاشور بوراشد وعضوية الدكتور قدري الأطرش والمستشار بالمحكمة العليا عبد المنعم الطرابلسي، على أن تنبثق عن المجلس لجنة لتسيير أمور المدينة في جميع القطاعات، إلى حين عودة الاستقرار وسيادة القانون في المدينة.
كما خرج الثوار في مدينة مصراتة غربي البلاد إلى الشوارع تأييدا لمطالبهم لإسقاط نظام القذافي، وأحرقوا نسخا من الكتاب الأخضر، الذي ألفه القذافي ولخص فيه "نظريته الثورية".
وفي ما يتعلق بالأوضاع في بقية المدن "المحررة" في ليبيا، أفاد مراسلو الجزيرة بأن هذه المدن تعيش حالة هدوء نسبي، وأن الحياة تسير بشكل طبيعي إلى حد بعيد، رغم استعدادات الثوار فيها لأي حدث طارئ.
وفي مدينة الزنتان أشار الصحفي عبد المنعم الزنتاني إلى أن الثوار هناك ألقوا القبض على عدد من القوات المرتزقة التي شاركت في الهجوم على المدينة، مؤكدا وجود آلاف أخرى من هؤلاء يرابطون لتنفيذ هجمات أخرى.
وقال الصحفي عبد المنعم الزنتاني إن المعلومات المتوافرة تشير إلى أن القذافي يحشد آلافا من المرتزقة لمهاجمة المدينة ومدن "محررة" أخرى، في حين يستعين بنحو أربعة آلاف منهم لحماية منطقة العزيزية التي يتحصن بها في طرابلس.
ومن جهة أخرى، أفادت مصادر للجزيرة بأن هناك مشاورات واسعة بين "المناطق المحررة" و"غير المحررة"، مثل العاصمة طرابلس لتأسيس "ائتلاف شباب ثورة 17 فبراير".