أعلن الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، أن قرار مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر بتجميد الحوار مع الفاتيكان جاء في ضوء عدم تلقي الأزهر توضيحات حول تصريحات بابا الفاتيكان بنديكيت السادس عشر بطلب الحماية للمسيحيين في الشرق ومصر وهو ما أزعج مصر والأزهر.
أكد الطيب في تصريح عقب استقباله الرئيس اللبناني الأسبق أمين الجميل بمقر مشيخة الأزهر السبت، حرص الأزهر التام على الحوار البناء القائم على الاحترام المتبادل مع أتباع الديانات السماوية, مشددا على أنه يوجه رسالة إخاء وسلام إلى الفاتيكان وينتظر رسالة مقابلة، وفق ما نقلت عنه وكالة أنباء الشرق الأوسط.
وكان بابا الفاتيكان بنديكيت السادس عشر طالب في تصريحات الغرب بالتدخل لحماية المسيحيين في مصر في أعقاب التفجير الذي استهدف كنيسة "القديسين" بالإسكندرية مطلع العام، والذي أدى إلى مقتل 23 شخصا وإصابة أكثر من 90 آخرين، وهو ما قوبل بالتنديد من جانب الأزهر.
واعتبر الطيب أن ما ذكره بابا الفاتيكان بشأن اضطهاد المسيحيين بالشرق أزعج المسلمين جميعا والأزهر خاصة, حيث تم تفسير ذلك القول بأن المسلمين يضطهدون المسيحيين في الشرق ومصر وهذا غير صحيح.
وأشار إلى أن الأزهر لم يتلق أى توضيح من الفاتيكان أو أى ممثل عنه حول تصريحاته، لذلك جاء قرار الأزهر بتجميد الحوار.
وتجتمع لجنة الحوار بين الفاتيكان والأزهر، والتي تأسست بهدف تقريب وجهات النظر، وتكريس فكرة التسامح والحوار بين أصحاب الديانات المختلفة، مرتين سنويا لاستعراض كل ما يتعلق بالتعاون بين الجانبين.
واستعرض شيخ الأزهر محاولات قام بها شخصيا لتوضيح الصورة أمام الفاتيكان بكتابة مقالات بصحيفة إيطالية وبإصدار بيانات, غير أن الفاتيكان لم يوضح حقيقة موقفه, وقال إن الأزهر انتظر القيه خطوة إيجابية من الفاتيكان "لكننا فوجئنا بمواقف أكثر تشددا".
وفي أعقاب قرار الأزهر بتجميد الحوار، قال الكاردينال بيتر توركسون رئيس المجلس المسكوني للعدالة والسلام، إنه "لا أحد يمنع البابا من التعبير عن رأيه"، وأضاف في تصريح لوكالة الأنباء الإيطالية (انسا) أن "الحوار مع الإسلام لن يتوقف"، مشددا على أنه "غير محصور بمصر" لافتا خصوصا إلى إيران.
وكانت مصر أعلنت قبل أيام استدعاء سفيرها لدى الفاتيكان للتشاور، غداة تصريحات لبابا الفاتيكان أدان فيها الهجمات على الكنائس في مصر والعراق ونيجيريا وقال إنها بينت الحاجة لتبني إجراءات فعالة لحماية الأقليات الدينية.
وأعلن المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية المصرية السفير حسام زكي، أن القاهرة كلّفت السفيرة المصرية لدى الفاتيكان بالحضور إلى مصر للتشاور، وأوضح أن هذا الاستدعاء يأتي على خلفية تصريحات جديدة صادرة من الفاتيكان تمس الشأن المصرى وتعتبرها مصر تدخلا غير مقبول فى شئونها الداخلية، على الرغم من حرص القاهرة على التواصل مع الفاتيكان بعد تصريحاته في أعقاب الحادث الإرهابي في الإسكندرية مطلع الشهر الحالي.