طالبت 25 منظمة قبطية فى المهجر بتشكيل لجنة دولية لمتابعة التحقيقات الجارية فى كل ما يتعرض له الأقباط فى مصر، وآخرها حادث كنيسة القديسين بالإسكندرية، ومشكلة كنيسة العمرانية وحادث قطار سمالوط؛ لضمان سرعة وحيادية التحقيقات.
واعتبرت هذه المنظمات الموجودة بالولايات المتحدة ووكندا وأوروبا وأستراليا، في بيان لها، أن "ما تقوم به الحكومة لا يعتبر تفريطًا فى السيادة أو تدخلاً فى شؤونها وإنما أسوة بما قامت به الحكومة المصرية من إرسال لجنة قانونية برئاسة السيد نقيب المحامين إلى ألمانيا إثر حادث مقتل مروة الشربينى، والمعاملة بالمثل؛ حيث لم تعترض ألمانيا على ذلك باعتباره (تدخلاً خارجياً) كما تدعي الحكومة المصرية عندما توجه لها انتقادات فى أي مشكلة" طبقًا لما أوردته صحيفة "المصري اليوم".
وادعت هذه المنظمات أن حادث الإسكندرية لم يكن حادثاً وقتياً، «ولكنه حادث تراكمي نتيجة سياسة التفرقة والتمييز الذى زرعه النظام الحاكم منذ توليه كرسي الحكم فى العصر الجمهوري، واتخاذ الأقباط دائما ورقة سياسية يتم التلاعب بها والمزايدة عليها فى جميع الأحداث السياسية التى تمر بها مصر، وهو ما شجع على كراهية الأقباط نتيجة لحزمة من السياسات انتهجتها الدولة وهو ما رسخ التوتر الطائفى بشكل دائم، ولقد انتهجت الدولة مجموعة من السياسات حيث عملت الدولة على تفريغ المسيحيين من أجهزة الأمن.. وحرمان المسيحيين من الترقى للعديد من المراكز القيادية»، بحسب مزاعم البيان.
ملف الأقباط بأيدي رئاسة الجمهورية:وطالب أقباط المهجر في بيانهم الرئيس المصري حسني مبارك بالتدخل لنقل الملف القبطى وما يخص الأقباط من يد الأمن حتى يكون فى مكتب رئاسة الجمهورية أو مكتب رئاسة الوزراء.
واتهمت المنظمات الدولة المصرية بالتضييق على المسيحيين فى بناء أو ترميم دور العبادة الخاصة بهم؛ مما أدى الى استمرار حالة الغضب العام بين الأقباط، مشيرة إلى أنه «على مدى ثلاثين عاماَ أحجمت الدولة عن إصدار القوانين التى تخص المسيحيين سواءً تلك التى تتعلق ببناء دور العبادة أو الأحوال الشخصية للمسيحيين، مع الاعتداء على المقدسات المسيحية ومحاولة إلزام الكنيسة بتنفيذ حكم يتعارض مع أحكام الكتاب المقدس» على حد كذبها.
وطالبت المنظمات بسرعة إصلاح هذه الأوضاع وتفعيل مبادئ الدستور، وخاصة المادة الأولى من الدستور التى تنص على المواطنة، وكذلك مواد الحريات التى نص عليها الدستور فى مواده من 40 – 46 بحيث تكون هناك مساواة فعلية بين جميع المواطنين، بغض النظر عن الدين أو الجنس أو العرق أو اللغة كما هو منصوص عليه فى المواثيق والمعاهدات الدولية الخاصة بحقوق الإنسان والتى وقعت عليها الحكومة المصرية وهو ما يعنى التزامها بتنفيذها.
مطالب بـ"دولة مستقلة":وفي وقت سابق هذا الشهر، دعت قيادات من أقباط المهجر إلى قيام دولة مستقلة للأقباط في مصر، تزامنًا مع إجراء استفتاء تقرير مصير جنوب السودان، معلنين تشكيل هيئة تأسيسية من مائة قبطى من داخل وخارج مصر للدعوة التي يطالبون بها على غرار دولة الفاتيكان على أن تكون مستقلة عن الحكومة المصرية.
وذكرت صحيفة "المصريون" الإلكترونية، أن المتبنين لتأسيس ما تسمى بـ "الدولة القبطية" قيادات قبطية معروفة بمواقفها المناصرة لإسرائيل ودعواتهم الدائمة لها من أجل التدخل لحماية الأقباط في مصر، ومن بينهم موريس صادق رئيس "الجمعية الوطنية القبطية" ومنظمة "كميل الدولية من أجل يسوع"، وقناة "الحقيقة" المسيحية ومنظمة "ستاند آب أمريكا"، وقناة "الطريق" المسيحية بولاية نورث كارولينا.
وجاء الإعلان عن ذلك خلال مسيرة نظمها أقباط المهجر يوم الأحد (9 يناير 2011) تأييدًا لمطالبة بابا الفاتيكان بنديكيت السادس عشر بالتدخل الدولي لحماية المسيحيين في مصر، احتجاجًا على ما وصُف بـ "المجازر الإسلامية" في مصر، وهو ما من شأنه أن يعزز من الاتهامات التي تتحدث عن دور محتمل لأقباط المهجر في تفجير كنيسة القديسين بالإسكندرية بغرض إحداث فتنة طائفية في مصر واستغلاله في الضغط على نظام الحكم في مصر من أجل للاستجابة لمطالب فئوية للأقباط.
وقال المتبنون لفكرة "الدولة القبطية" في بيان :"إن دولتهم ستشمل حكما ذاتيا للأقباط في مصر وسيعمل "عملاء الدولة" فى الداخل والخارج في غضون الأيام المقبلة على حشد التأييد لفكرة الدولة الجديدة بين أقباط مصر والتي وصفها البيان بأنها ستكون على شاكلة "دولة أكراد العراق". وأشاروا إلى أن أقباط مصر سيعيشون في ذات المناطق على امتداد حدود مصر، وسيكون لهم تنظيم سياسي مستقل عن الحكومة المركزية فى صورة حكم ذاتي وسيكون لهم محاكم خاصة وقضاة مسيحيون يحكمون وفقا لأحكام "الكتاب المقدس"، ومحاكم مدنية تطبق القانون الفرنسي، ومحاكم جنائية تطبق القانون الدولي، ومحاكم أخرى مختلفة تنظر النزاعات بين المسلمين والأقباط، وسيكون لهم وزارات مقابلة للوزارات الحكومية وكذلك جامعات ومدارس قبطية، على أن يكون للجامعات القبطية والمدارس القبطية حق تربية أجيال لتعليمهم اللغة القبطية وإبعاد ما وصفه بـ "لغة المحتل العربي" عن هذا التعليم.
وستقوم "الدولة القبطية" - وفق الداعين لها - بتعيين سفراء أقباط لها في كل الدول أسوة بدولة الفاتيكان، وهي تبدي ترحيبا بالحصول على التمويل الخارجي دون رقابة من الحكومة المركزية التي يقتصر دورها على إدارة شئون رعاياها المسلمين، على أن تشترك هذه الدولة مع الحكومة المركزية في إدارة جيش البلاد ويمثل فيه الأقباط بكل الرتب العسكرية لحماية أمن مصر، حسب قولهم.
وأوضحوا أنهم سيلتقون بعدد من أعضاء الكونجرس وأعضاء لجنة الحريات الدينية خلال الأيام المقبلة لبحث إمكانية دعم الولايات المتحدة والدول الأوروبية للدولة القبطية الجديدة خلال الأسبوع الحالي. فيما توجه البيان بالشكر خصوصا لبابا الفاتيكان والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزى لمساندتهما الأقباط.
"عزيز" يهدد مبارك بمصير السادات:وكان كاهن بالكنيسة المصرية قد هدد الرئيس حسني مبارك بأن يلقى مصير سلفه الرئيس أنور السادات الذي اغتيل في عام 1981 أثناء حضوره استعرض عسكري في الذكرى التاسعة لانتصارات حرب أكتوبر 1973.
وورد التهديد صراحة على لسان القمص مرقص عزيز، كاهن الكنيسة المعلقة، بينما كان يتحدث في تظاهرة بالولايات المتحدة، حينما أشار إلى المصير الذي لاقاه الرئيس المصري الراحل بعد أن أصدر أمرًا بعزل البابا شنودة بطريرك الكرازة المرقسية آنذاك، وإسناد البطريركية للبابا "متى المسكين".
وهذا القس معروف بآرائه المتطرفة، وتنسب إليه تقارير صحفية إساءات إلى الإسلام والمسلمين في كتابات متداولة على الإنترنت باسم "الأب يوتا"، لكن محاميه ينفي ذلك ويقول إنه ليس هذه الشخصية الوهمية.
وخلال تظاهرة نظمها أقباط المهجر، فتح عزيز- المقيم بالولايات المتحدة- النار على نظام الحكم في مصر بدعوى اضطهاد الأقباط، إلى حد أنه شبه عصر الرئيس مبارك بأنه مثل عصر نيرون، الأمبراطور الروماني (27 ق.م. - 68 م)، والذي قام أثناء توليه الحكم بحرق روما.
وتوعد عزيز الرئيس المصري بأن يلقى مصير الإمبراطور الروماني الذي أنهى حياته بالانتحار بعد أن ثار عليه شعبه، ومثل سلفه الرئيس السادات الذي اغتيل على يد معارضين إسلاميين، متوجهًا إليه بالقول "عصرك مثل عصر نيرون ومصيرك كمصيره .. وكالسادات اللي وقف ضد الأقباط وضد البابا واعتقل قساوسة وعزل البابا وكانت النتيجه أنه اتقتل في يوم فرحه يوم نصره".
وفي تهديد صريح بالاغتيال، قال القس عزيز متوعدًا الرئيس المصري، :"يبدو أن مبارك ما استفادش من درس السادات، بنقوله أنت حتروح لنفس المصير.. بتحط ايدك في إيد الإخوان لتورث ابنك ويستفردوا بالأقباط، وإللي ما تعرفوش أن إله الأقباط قال "أبواب الجحيم لا تقوى عليّ"، بحسب قوله.
وقال عزيز "إحنا بنتكلم أمام البعثة المصرية .. علشان يبلغوا الكلام دا للحكومة.. يا تتلم وتختشي .. يا ترحل .. أنت خايف حد يمسك الحكم وحد يحاكمك على جرايمك وعاوز تمسك الحكم لابنك علشان ما حدش يحاسبك.. يا ويل إللي يقف أمام ربنا وأمام الكنيسة"، كما ورد في المقطع المصور.