خبير أمنى:المتسببون فى تفجيرات الإسكندرية ثلاثة وأحدهم لايزال حياً
رجح خبير أمني مصري استخدام عبوتين ناسفتين في حادث التفجير الإجرامي الذي وقع عشية الاحتفال بالعام الميلادي الجديد أمام كنيسة القديسين بالإسكندرية ، مستبعدا أن يكون الحادث قد تم ارتكابه بواسطة سيارة مفخخة.
وقال اللواء
رفعت عبد الحميد المدير الأسبق لإدارة الأدلة الجنائية بمديرية أمن الإسكندرية وخبير علوم مسرح الجريمة ، لصحيفة الشرق الأوسط اللندنية اليوم الخميس ، إن "مرتكبي حادث تفجير الإسكندرية عددهم ثلاثة على الأقل، وإنهم استخدموا عبوتين ناسفتين لا عبوة واحدة".
وأضاف أن تصوره للحادث يشير إلى أن اثنين من الانتحاريين لقيا مصرعهما في الانفجار في حين أن الثالث هو الذي أدار عملية التنفيذ ولا بد أنه ما زال على قيد الحياة ويرجح أنه كان على مقربة من موقع الحادث وقت وقوعه لمراقبة التنفيذ وإعطاء التعليمات بواسطة الجوال.
وأوضح
عبد الحميد ، الذي سبق أن وضع سيناريو تفصيليا لجريمة مقتل سوزان تميم وأثبتت التحقيقات بعدها صحته ودقته ، وحادث الإسكندرية يحمل بصمات واضحة لا تخطئها عين أي متخصص في العلوم الجنائية ومسرح الجريمة لتنظيم القاعدة حيث إن لكل تنظيم طرقا معينة يشتهر بها في تنفيذ الهجمات الإرهابية.
وأضاف أن عدد التنظيمات الإرهابية في العالم بلغ طبقا لإحصاءات العلوم الجنائية الدولية 2186 منظمة، يعد تنظيم القاعدة أشرسها على الإطلاق.
وأوضح أن الانتحاريين القائمين على تنفيذ الهجمات الإرهابية في العالم ينقسمون إلى نوعين وفقا لتقسيمات العلوم الجنائية، الأول يقوم بالمهمة الانتحارية لإيمانه واعتقاده بفكر معين يصور له أنه سيكون شهيدا في حال ارتكابه للجريمة والثاني يتم تجنيده بواسطة التنظيمات الإرهابية لاستغلال شعوره باليأس من الحياة وكذلك ثقافة الموت التي تكون قد تملكت منه بالفعل.
ورجح
الخبير الأمني أن يكون منفذو العملية الأخيرة من النوع الثاني نظرا لعدم وجود كوادر للقاعدة في مصر وصعوبة دخول عناصر استشهادية إلى البلاد وذلك لمعرفة أجهزة الأمن لهم غالبا.
كما أبدى اعتقاده أن تكون العبوات الناسفة قد تم تصنيعها في مكان قريب جدا من مسرح الحادث ، مرجحا أن يكون ذلك في إحدى الشقق المفروشة بمنطقة سيدي بشر، نظرا لصعوبة تنقلهم حاملين العبوات الناسفة من مكان بعيد، خصوصا مع انتشار الكمائن الأمنية في الطرق والميادين والشوارع في مصر بشكل عام.
واستبعد
عبد الحميد أن يكون الحادث قد تم ارتكابه بواسطة سيارة مفخخة نظرا لأن التفجيرات من هذا النوع لا بد وأن تحدث حفرة في الأرض تحت مكان وقوف السيارة، وهو ما لم يتم العثور عليه في مكان الحادث.
ورجح أن يكون التفجير تم بعبوتين ناسفتين، لا عبوة واحدة، نظرا لأن الآثار التدميرية التي خلفها الحادث أظهرت تمركز تطاير الشظايا في اتجاهين معاكسين لبعضهما بعضا.. مما يرجح معه أن يكون أحد الجناة كان مواجها للكنيسة بينما كان الآخر مواجها للطريق.