الخطب المكتوبه حادثة الإسراء والمعراج
ملخص المادة العلمية
1- شرح الأحاديث والآيات الواردة في ذلك. 2- بيان الحكمة من هذه الآية العظيمة.
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : ((لقد رأيتني في الحجر وقريش تسألني عن مسراي، فسألتني عن أشياء من بيت المقدس لم أثبتها، فكربت كربة ما كربت مثله قط، فرفعه الله لي أنظر إليه، ما يسألوني عن شيء إلا نبأتهم، وقد رأيتني في جماعة من الأنبياء، فإذا موسى قائم يصلي. فإذا رجل ضرب جعد كأنه من رجال شنوءة، وإذا عيسى بن مريم عليه السلام قائم يصلي. أقرب الناس به شبها عروة بن مسعود الثقفي، وإذا إبراهيم عليه السلام قائم يصلي. أشبه الناس به صاحبكم (يعني نفسه) فحانت الصلاة فأممتهم، فلما فرغت من الصلاة قال قائل: يا محمد! هذا مالك صاحب النار فسلّم عليه، فالتفت إليه بعد فبدأني بالسلام )).
في هذا الحديث مفردات غريبة لابد من شرحها:
فالحجر: حجر إسماعيل ببيت الله الحرام بمكة المكرمة، وهو هناك معروف، وكان في أصله من البيت، فلما جدّدت قريش البيت وقل المال اقتصرت في البناء فبقى الحجر خارج البناء.
وقوله : ((لم أثبتها)) أي لم أحفظها، لانشغالي بما هو أهم منها، لأن النبي حين أسرى به إلى المسجد الأقصى ما أريد بهذا الإسراء أن يتفقد أحواله وبنيانه ومداخله ومخارجه حتى يسأل عنها، ولذلك لم يهتم بحفظ أوصاف بيت المقدس.
وقوله : ((فكربت كربة ما كربت مثله قط)) الضمير عائد على المعنى وهو الكرب والهم والغم، وليس عائدا على الكربة، لأن الضمير لو عاد على الكربة لقال: مثلها، ولكنه قال: ((مثله)).
وقوله في وصف موسى عليه السلام: ((فإذا رجل ضَربٌ)) يعني بين السمين والنحيف وقوله: ((جعد)) الجعد ضد السبط، والسبط الشعر المسترسل، وقوله: ((كأنه من رجال شنوءة)) شنوءة قبيلة معروفة بالطول.
وهكذا شبه النبي لأصحابه موسى وعيسى وإبراهيم بمن يعرفونهم حتى كأنهم ينظرون إليهم.
أما الإسراء فالمراد به تلك الرحلة العجيبة التي كانت من المسجد الحرام بمكة المكرمة إلى بيت المقدس بفلسطين، قال تعالى: سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير [الإسراء:1].
وهكذا مجّد الله نفسه ونزه ذاته عما لا يليق بجلاله سبحانه وتعالى من النقائص والمعايب، ومدح نفسه على قدرته على ما لا يقدر عليه غيره، فقال: سبحان الذي أسرى .
والإسراء هو السير ليلا، وإنما كان الإسراء ليلا لأن الليل هو وقت السر والنجوى، ووقت التجلي الأسمى، ولذلك كانت أكثر عبادته بالليل استجابة لأمر ربه، حيث قال له: يا أيها المزمل قم الليل إلا قليلا نصفه أو انقص منه قليلا أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلا إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا إن ناشئة الليل هي أشد وطئا وأقوم قليلا [المزمل:1-6].
سبحان الذي أسرى بعبده والعبد يطلق على الإنسان عموما، والمملوك خصوصا، والمراد بالعبد المذكور خاتم الأنبياء وسيد المرسلين محمد وفي إضافة العبد إلى ضمير الرب ما فيه من التكريم والتشريف، والتنبيه والتنويه، على جلالة قدره واختصاص ربه عز وجل به، وانقياده لأوامر ربه سبحانه وتعالى.
والعبودية لله عز وجل شرف عظيم، ومرتبة عالية، وأكمل الخلق أكملهم عبودية، وأشرفهم قدرا أكثرهم اجتهادا في تعبيد نفسه لله عز وجل، ولذلك كان النبي أكمل الخلق وأشرفهم وأفضلهم، وأرفعهم عند الله منزلة، وأقربهم إليه وسيلة، وأعظمهم عنده جاها، لأنه بلغ القمة العليا في العبودية لله رب العالمين.
ولقد وصفه الله تعالى بها في مقامات التشريف كلها:
فقال سبحان الله في مقام التنزيل: الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب [الكهف:1].
وقال في مقام الدعوة: وأنه لما قام عبد الله يدعوه [الجن:19].
وقال في مقام التحدي: وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا [البقرة:23].
وقال في مقام الإسراء: سبحان الذي أسرى بعبده [الإسراء:1].
ومع ذلك فقد كان سيد المتواضعين، وكان ينهى عن إطرائه ويحذر من الغلو فيه، خوفا من أن يخرجوه من مرتبة العبودية إلى مرتبة الربوبية التي لا تنبغي إلا لله عز وجل، فكان يقول: ((لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، إنما أنا عبد، فقولوا: عبد الله ورسوله)).
سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام والمراد مسجد مكة، بيت الله الحرام، سمى الله تعالى المسجد حراما باسم البلد الحرام، لأنه لا يجوز أن تنتهك حرمته لا بقتال، ولا بصيد صيد، ولا بقطع شجر، ولا كلأ: من المسجد الحرام بمكة: إلى المسجد الأقصى ببيت المقدس.
والأقصى هو الأبعد، سمي مسجد بيت المقدس بالأقصى لبعده عن مسجد مكة: الذي باركنا حوله فجوانبه كلها مباركة، وكل ما حوله مبارك، وكل أرض وصفت بالبركة في القرآن الكريم فالمراد بها الأرض المذكورة.
هنا في قوله تعالى: الذي باركنا حوله .
قال تعالى: ولسليمان الريح عاصفة تجري بأمره إلى الأرض التي باركنا فيها [الأنبياء:81].
وقال تعالى: ونجيناه ولوطا إلى الأرض التي باركنا فيه [الأنبياء:71].
وقال تعالى: وجعلنا بينهم وبين القرى التي باركنا فيها [سبأ:18].
ثم ذكرت الآية الكريمة الحكمة من الإسراء، فقال سبحانه: لنريه من آياتنا الحسية بعد ما رأى من آياتنا العقلية، وهذه سنة الله في الأنبياء، قال تعالى في حق إبراهيم عليه السلام: وكذلك نري إبراهيم ملكوت السموات والأرض [الأنعام:75].
وقال سبحانه في حق موسى عليه السلام: لنريك من آياتنا الكبرى [طه:23].
وقد ذكر الله تعالى الحكمة من هذه السنة في قوله في حق إبراهيم عليه السلام: وليكون من الموقنين [الأنعام:75].
وذلك أن الأنبياء عليهم السلام عندما يرون من آيات الله ما يطلعهم الله عليه يحصل لهم من عين اليقين ما يجعلهم يصبرون على كل ما يلاقون في سبيل الله عز وجل، ويتحملون بسبب ما رأوا ما لا يستطيع غيرهم أن يتحمله من المشاق والصعاب، وإذا دال عليهم أعداءهم بالمحن والعذاب لم يعبؤا بهم ولم يهتموا، فهم لما رأوا من آيات الله الكبرى عندهم من اليقين العظيم ما يجعلهم يرون قوة الدنيا بأجمعها كأنها جناح بعوضة.
ولقد رأى النبي من آيات ربه في هذه الرحلة ما رأى: لقد عُرض عليه إناء من خمر وإناء من لبن، فاختار اللبن، فقال جبريل عليه السلام: اخترت الفطرة. أما إنك لو أخذت الخمر لغوت أمتك.
ولقد رأى عليه الصلاة والسلام الجنة والنار، ورأى مالكا خازن النار ورأى الذي يغتابون الناس ويقعون في أعراضهم لهم أظافر من نحاس يخمشون بها وجوههم وصدورهم.
ورأى أكلة الربا لهم بطون كبيرة، لا يستطيعون التحول عن أماكنهم من ثقلها وكبرها، وآل فرعون يمرون عليهم كلما عرضوا على النار صباح مساء فيطأونهم بأقدامهم.
ورأى الزناة بين أيديهم لحم سمين طيب، وإلى جواره لحم خبيث منتن، فيتركون السمين الطيب ويأكلون من الخبيث المنتن.
ورأى جزاء أعمال الصالحين وجزاء أعمال الفاسقين.
(إنه) سبحانه (هو السميع) لأقوال عباده، لا يخفى عليه شيء من الأصوات وقت الاجتماعات، على اختلاف اللغات واللهجات.
(البصير) بأحوالهم: وما تكون في شأن وما تتلو منه من قرآن ولا تعملون من عمل إلا كنا عليكم شهودا إذ تفيضون فيه وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتاب مبين [يونس:61].
وبعد: فهذا هو حديث القرآن عن الإسراء: من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى وقد تلت هذه الرحلة رحلة أخرى إلى السماء وهي المعروفة بالمعراج، وقد تحدث عنها القرآن الكريم أيضا في قول الله عز وجل: ولقد رآه نزلة أخرى عند سدرة المنتهى عندها جنة المأوى [النجم:13-15].
يعني: ولقد رأى النبي جبريل على أصل خلقته الملائكية مرة أخرى بعد المرة الأولى التي كانت في مكة قبل أجياد، وذلك أن النبي اشتاق إلى رؤية جبريل على أصل خلقته الملائكية، فبدا له في الأفق بمكة قبل أجياد له ستمائة جناح قد سد بها الأفق، وإلى هذه المرة الأولى أشار ربنا سبحانه بقوله: ولقد رآه بالأفق المبين [التكوير:23].
فكانت هذه هي المرة الأولى: ولقد رآه نزلة أخرى عند سدرة المنتهى في السماء السابعة: عندها جنة المأوى فهي إذن صريحة في العروج به إلى السماء.
ولقد تواترت الأحاديث عن مجموعة من الصحابة وهم ينقلون عن النبي خبر الإسراء والمعراج، ومن هذه الأحاديث حديث أنس قال: قال النبي: ((أتيت بالبراق (وهو دابة أبيض طويل فوق الحمار ودون البغل، يضع حافره عند منتهى طرفه) فركبته حتى أتيت بيت المقدس. فربطته بالحلقة التي يربط بها الأنبياء، ثم دخلت المسجد فصليت فيه ركعتين، ثم خرجت، فجاءني جبريل عليه السلام بإناء من خمر وإناء من لبن، فاخترت اللبن، فقال جبريل عليه السلام: اخترت الفطرة، ثم عرج بنا إلى السماء، فاستفتح جبريل فقيل: من أنت؟ قال: جبريل، قيل: ومن معك؟ قال: محمد، قيل: وقد بعث إليه؟ قال: قد بعث إليه، ففتح لنا، فإذا أنا بابني الخالة عيسى بن مريم ويحيى بن زكريا صلوات الله عليهما، فرحبا ودعوا لي بخير، ثم عرج بي إلى السماء الثالثة، فاستفتح جبريل، فقيل: من أنت؟ قال: جبريل، قيل: ومن معك؟ قال: محمد ، قيل: وقد بعث إليه؟ قال: قد بعث إليه، ففتح لنا، فإذا أنا بيوسف ، وإذا هو قد أعطي شطر الحسن، فرحب بي ودعا لي بخير، ثم عرج بنا إلى السماء الرابعة، فاستفتح جبريل عليه السلام، فقيل: من هذا؟ قال: جبريل، قيل: ومن معك؟ قال: محمد، قيل: وقد بعث إليه؟ قال: قد بعث إليه، ففتح لنا، فإذا أنا بإدريس، فرحب بي ودعا لي بخير، قال الله عز وجل: ورفعناه مكانا عليا . ثم عرج بنا إلى السماء الخامسة، فاستفتح جبريل، قيل: من هذا؟ قال: جبريل، قيل: ومن معك؟ قال: محمد، قيل: وقد بعث إليه؟ قال: قد بعث إليه. ففتح لنا، فإذا أنا بهارون فرحب بي ودعا لي بخير، ثم عرج بي إلى السماء السادسة، فاستفتح جبريل، فقيل: من هذا؟ قال: جبريل، قيل: ومن معك؟ قال: محمد، قيل: وقد بعث إليه؟ قال: قد بعث إليه، ففتح لنا، فإذا أنا بموسى فرحب بي ودعا لي بخير، ثم عرج بي إلى السماء السابعة، فاستفتح جبريل، فقيل: من هذا؟ قال: جبريل، قيل: ومن معك؟ قال: محمد ، قيل: وقد بعث إليه. قال: قال: قد بعث إليه، ففتح لنا، فإذا أنا بإبراهيم مسندا ظهره إلى البيت المعمور، وإذا هو يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون إليه، ثم ذهب بي إلى سدرة المنتهى، وإذا ورقها كآذان الفيلة، وإذا ثمرها كالقلال، قال: لما غشيها من أمر الله ما غشى تغيرت، فما أحد من خلق الله يستطيع أن ينعتها من حسناها، فأوحى الله إلي ما أوحى.
ففرض علي خمسين صلاة في كل يوم وليلة، فنزلت إلى موسى ، فقال: ما فرض ربك على أمتك، قلت: خمسين صلاة، قال: ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف، فإن أمتك لا يطيقون ذلك. فإني قد بلوت بني إسرائيل وخبرتهم. قال: فرجعت إلى ربي فقلت: يا رب! خفف على أمتي، فحط عني خمسا، فرجعت إلى موسى فقلت: حط عني خمسا، قال: إن أمتك لا يطيقون ذلك. فارجع إلى ربك فاسأله التخفيف، قال: فلم أزل أرجع بين ربي تبارك وتعالى وبين موسى عليه السلام حتى قال: يا محمد! إنهن خمس صلوات كل يوم وليلة، لكل صلاة عشر، فذلك خمسون صلاة. ومن هم بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة، فإن عملها كتبت له عشرا، ومن هم بسيئة فلم يعملها لم تكتب شيئا. فإن عملها كتبت سيئة واحدة، قال: فنزلت حتى انتهيت إلى موسى فأخبرته فقال: ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف، فقال رسول الله . فقلت: قد رجعت إلى ربي حتى استحييت منه)).
وبعد: فقد أصبح النبي بين أهل مكة، فجلس كما كان يجلس في الحجر، فمر عليه أبو جهل فقال: ما عندك يا محمد؟ فقال : ((لقد أسري بي الليلة إلى المسجد الأقصى، قال: وأصبحت بيننا؟! قال: نعم، قال: لو دعوت لك قريشا تخبرهم بما أخبرتني به؟ قال: نعم، فنادى أبو جهل في الناس فاجتمعوا، فقال : لقد أسرى بي الليلة إلى المسجد الأقصى، قالوا: وأصبحت بيننا؟ قال: نعم، فارتد أناس، وأخذوا يضربون على رؤوسهم تعجبا. ثم قالوا: يا محمد! لقد جئنا بيت المقدس وخبرناه، فهل تستطيع إذا سألناك عنه أن تجيبنا؟ قال: نعم، فجعلوا يسألونه فيجيبهم، فسألوه عن أشياء لم يثبتها، فكرب كربة شديدة، ما كرب مثلها قط، وإذا برب العزة سبحانه الذي يقول للشيء كن فيكون، يرفع المسجد الأقصى، ويجعل النبي ينظر إليه، فجعل ينظر إلى المسجد الأقصى بعينيه، ويسألونه فيجيبهم، فقالوا: أما الوصف فقد صدقك، وأما الخبر فقد كذّب: وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر وكذّبوا واتبعوا أهواءهم وكل أمر مستقر ولقد جاءهم من الأنبياء ما فيه مزدجر حكمة بالغة فما تغن النذر [القمر:2-5]))
نعوذ بالله من الخذلان.
وبعد:
فلقد كان في الإسراء والمعراج حكم وأسرار: فمنها: أن الإسراء بالنبي من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى قبل المعراج فيه إشارة إلى أن النبي سيرث قيادة الأمة، وسترث أمته هذه البلاد، ذلك أن المسجد الأقصى كان بيد بني إسرائيل قبل أن يبعث النبي ، حتى إذا حرّفوا وغيّروا وبدّلوا لم يعودوا يصلحون للقيادة فأسري بالنبي إلى المسجد الأقصى تبشيرا له بأن قيادة هذا البيت ستنتقل إليه، وأن هذه الأرض سترثها أمته.
ومنها: أن النبي عرج به إلى السماوات العلى، فرفعه الله تعالى مكانا عليا فوق جميع البشر، وكأن الله تبارك وتعالى يريد أن يقول: يا نبينا انظر كيف رفعتك فوقهم، فوعزتي وجلالي لأرفعن كلمتك فوق كلمتهم ولأظهرن دينك فوق دينهم.
ومنها: أن النبي رأى في الجنة نهرين ظاهرين، ونهرين باطنين، فسأل عنهما، فقيل: أما الظاهران فالنيل والفرات، ومعنى ذلك أن أصل النيل والفرات من الجنة، وفي هذه الرؤية تبشير له بأن أمته سترث أرض هذان النهرين أرض النيل وأرض الفرات. وفيها أيضا بشارة لأهل هذه النهرين أنهم سيكونون حملة الدعوة وحملة الدين، والمجاهدين في سبيل الله عز وجل.
ومنها: أن في صلاته بالأنبياء جميعا إشارة إلى أنهم وهم في عالم البرزخ قد اقتدوا به، وائتموا به، فلو كانوا أحياء في الدنيا لاتبعوه، وذلك أن الله تعالى قد أخذ من النبيين جميعا العهد والميثاق لئن جاء محمد وهم أحياء ليؤمنن به وليتبعنه، فأعطوا الله عز وجل على ذلك عهودهم ومواثيقهم، وكأن الأنبياء عليهم السلام بصلاتهم خلف النبي يريدون أن يقولوا لمن لم يتبعه من اليهود والنصارى وغيرهم: لو كنا أحياء لاتبعناه، فما بالكم لا تتبعونه وهو بين أظهركم، والجواب معروف: فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين بئسما اشتروا به أنفسهم أن يكفروا بما أنزل الله بغيا أن ينزّل الله من فضله على من يشاء من عباده فباءوا بغضب على غضب وللكافرين عذاب مهين [البقرة:89-90].