هذا أوان المصالحة (الفلول يمتنعون طبعا) والمصالحة هنا تعنى وصل ما انقطع ــ أو كاد ــ بين المجلس العسكرى من جانب وقطاع من شباب الثورة من جانب آخر..
وبين القوى السياسية والتيارات الدينية بشأن أمور ينبغى أن تتراجع فى هذه اللحظة الحرجة، تاركة المجال لقضية أهم وأخطر.. والأهم من كل ذلك مصالحة سيناء التى ظلت على مدى عقود تلعب دور البنت اليتيمة مهيضة الجناح ومهضومة الحقوق.
إن حريقا يشتعل فى مدخل الدار، فلا مكان إذن لمعارك طاحنة فى الغرف الداخلية، فعندما توشك ألسنة اللهب أن تمسك فى ثياب الجميع يصبح عارا أن يواصلوا التصارع على الكعكات، والتسابق على المساحات.
ولننتبه جميعا إلى أن العدو واحد لا يتغير، كيان صهيونى راضع من ثدى الوضاعة والانحطاط الحضارى، وسواء كان حجم ما يجرى على الحدود حقيقيا أو مبالغا فيه، ومنفوخا فيه إعلاميا، فإنه يبقى خطرا محدقا بالبلاد والعباد، وعليه يصبح واجبا أن نغسل وجوهنا جميعا من أتربة الخناقات والمعارك على جلد نمر لم يتم صيده بعد، ونوليها شطر سيناء ونسترجع ذلك اللحن الخالد وننشد معا «صباح الخير يا سينا» ونحتشد متراصين أمام نذر الخطر واحتمالاته.
وأكرر هذا أوان التصالح (وللتذكرة الفلول يمتنعون) وقد بدأت خطوات إيجابية ولفتات موحية بالفعل منها قرار التنازل عن البلاغ المقدم من المجلس العسكرى ضد كل من (أسماء الثورة محفوظ ولؤى الثورة نجاتى) ونرجو أن تصدر رسالة عاجلة من القوات المسلحة إلى العدو بإسقاط الأحكام الصادرة ضد شباب مصر المخلصين الذين قبض عليهم فى أحداث التظاهر عند سفارة الصهاينة.. وبعد أن يندحر الخطر ويتوارى الغدر خوفا ورعبا من اصطفافنا التحريرى الرائع نستأنف المطالبة المشروعة بوقف إحالة الثوار الغاضبين إلى القضاء العسكرى، ونطلب من المجلس العسكرى الرد على سؤال يفلق رأس مصر كلها بشأن 12 ألف مواطن ــ حسب تقديرات جهات ــ عدة ــ أحيلوا للنيابة والقضاء العسكريين بعد الثورة.
إننا بحاجة لأن ننقل ميدان التحرير إلى أرض سيناء الآن، ونسترجع بهاءنا وألقنا خلال الثمانية عشر يوما التى أبهرت العالم وجعلته يقف على صابعه مشدوها من عبقرية هذا الشعب.. تريد منا مصر أن نزيل منصات الكلام ونتوحد خلف منصة واحدة للكفاح ضد ما يتربص بنا من خطر ومن خسة ليست غريبة على عدونا التاريخى.
وأزعم اننا بصدد أول اختبار على الصعيد الخارجى فى مادة التغيير المقررة حسب منهج ثورة 25 يناير، وأتمنى أن نجيب من المنهج الجديد وليس من محفوظات النظام الساقط، وعليه ننتظر أداء سياسيا مختلفا وجادا يحفظ لمصر كرامتها ومقامها الرفيع، ولا يخضع لاعتبارات «الطرمخة» و«الصهينة» بحجة الحفاظ على الاستقرار والتنمية وحقن الدماء، إلى آخر هذه السلسلة من المبررات الكاذبة، ودليل كذبها أن الذين خضعوا للصهاينة بزعم الحرص على حياة المواطنين سفكوا دماء نحو ألف شهيد مصرى كى يبقوا فى الحكم.
والمؤكد أن مليونية واحدة من مليونيات التحرير فى سيناء كفيلة ببث الرعب فى قلب «إسرائيل»، خصوصا وهى مدركة كل الإدراك أن كنزها الاستراتيجى بات شيئا من الماضى وأن مصر لن تكون حبلى فى «كنوز استراتيجية «أخرى بعد أن تطهرت بالثورة وتخضبت بدماء الشهداء وارتوت بعرق الثوار.
وبعد أن سالت دماء وسقط شهداء على الحدود لا مناص من أن نشهر سلاحنا الفتاك «إيد واحدة» هل تذكرونه؟
المزيد من المقالاتغلطة الشاطر. أزمة المجتمع المدنى فى مصر أسماء محفوظ أخطر من العادلى هم المشكلة وليس الحل رمضان...وإسقاط النظام