تظاهر المئات بتونس احتجاجاً على بث قناة "نسمة" التلفزيونية الخاصة فيلمًا جسد الذات الإلهية في أحد مشاهده، كما رأوا فيه إساءة للمقدسات الإسلامية.
وقالت قناة "الجزيرة": إن السلطات اعتقلت عشرات الشباب عندما حاولوا اقتحام القناة وسط العاصمة التونسية ، كما فرضت طوقا أمنيا وأطلقت قنابل الغاز المدمع لتفريق المحتجين.
وحسب شهود عيان، فإن نحو 300 محتج يحملون الهري حاولوا إضرام النار في مبنى القناة، لكن عددا كبيرا من رجال الشرطة حالوا دون ذلك.
من جانبه ندد مسئول في حزب النهضة الإسلامي بالعنف، وقال إنه يعارض الإساءة لمشاعر الناس ودينهم، لكن هذا لا يمنع الحزب من معارضة العنف بشكل قاطع أيا كان مصدره. وأضاف المسؤول، أن الحزب مع الاحتجاجات السلمية للمطالبة بالحقوق، ويدين العنف من حيث المبدأ.
من جهته وصف المدير العام لقناة "نسمة" نبيل القروي ما تعرضت له القناة بأنه "نوع جديد من الدكتاتورية في حق حرية الإعلام"، وقال إن الذين شاركوا في هذا العمل هم عصابات ومتخلفون ولا يحترمون حرية التعبير، وتعهد بتقديم دعوى قضائية ضد من وصفهم بالمعتدين.
وكان ناشطون ينتمون إلى تيارات إسلامية قد دعوا في مواقع التواصل الاجتماعي -ومنها فيسبوك- إلى تجمع احتجاجي اليوم الأحد أمام مقر القناة بعد بثها فيلما كرتونيا إيرانيا مدبلجا بالعامية التونسية مساء الجمعة.
واعتبر الناشطون أن بث الفيلم في هذه الفترة يهدف إلى إذكاء التفرقة واستفزاز مشاعر التونسيين وتخويفهم من الحركات الإسلامية في البلاد، وهو ما نفاه القروي وقال إن ذلك "هراء".
ويروي الفيلم وهو سيرة ذاتية بعنوان "بلاد فارس" للمؤلفة والمخرجة الإيرانية مارجان ساترابي، قصة فتاة إيرانية من أسرة متحررة تعيش أجواء الانقلاب الذي قامت به الثورة الإسلامية فى إيران بقيادة الخوميني عام 1979 على نظام الشاه السابق محمد رضا بهلوي، وشعورها بالقمع في ظل الحكم الإسلامي، وما تلاه من خيبة أمل قبل أن يرسلها والداها إلى النمسا خوفاً عليها من الأجهزة الأمنية لتكمل دراستها هناك.
وكان موقع "العربية نت" قد نقل عن بعض الصحف والمواقع التونسية أن بث قناة "نسمة تي في" لهذا الفيلم الكرتوني في هذا الظرف السياسي الحساس الذي تمر به البلاد التونسية قبل أسابيع على موعد الاستحقاق الانتخابي يهدف إلى إثارة النعرات الدينية والطائفية واستفزاز التيارات الإسلامية في البلاد.
يذكر أحدث جولة من الاضطرابات اندلعت يوم السبت عندما حاول بعض التونسيين اقتحام جامعة في سوسة احتجاجا على رفض إدارة الجامعة التحاق منقبة بها تنفيذا لقرار حكومي.
مواد متعلقة
مظاهرات فى جامعة تونسية لرفض تسجيل طالبة "منتقبة" فى إحدى الجامعات