تواصلت موجة الاستقالات من حزب "المصريين الأحرار"، اعتراضًا على أسلوب رجل الأعمال نجيب ساويرس وطريقته في تسيير شئون الحزب، متهمين إياه بـ "الديكتاتورية والتسلط"، بما يتناقض مع شعار الليبرالية الذي يرفعه، قائلين إنه لا يختلف كثيرًا عن قيادات الحزب "الوطني" المنحل في الانفراد بالسلطة، وتهميش آراء الأعضاء وعدم الاستماع لوجهات النظر المعارضة.
وأبدى خالد بدر أحد الأعضاء المستقيلين ندمه على انضمامه للحزب، قائلاً إنه خدع في الشعارات التي يرفعها، وأضاف: "المصريون": "غلطة عمري أني انضممت لحزب يدعى الليبرالية وفى باطنه الديكتاتورية وتصلب الرأي، فالحزب لا يديره سوى ساويرس وجميع الأعضاء مهمشون وليس لهم دور سوى السمع والطاعة".
وأكد أنه إلى جانب ذلك ساءه كثيرًا تطاول ساويرس على الإسلام والسخرية من المرأة المسلمة، بعد نشره رسمًا كاريكاتيريًا لرجل ملتح وسيدة منتقبة على هيئة "ميكي ماوس"، موضحًا أنه ليس إسلاميًا لكنه يحترم دينه ويرفض السخرية من الأديان أيًا كان الدين، ما جعله يبادر بالاستقالة.
واعتبر بدر أن انضمامه لحزب ساويرس خطأ وقع فيه بدون قصد، بسبب "الكلام المعسول الذي سمعه من ساويرس ورفاقه عن الليبرالية وهي الضالة التي كنت أبحث عنها منذ زمن"، لكنة قال إنه فوجئ بأن الكلام الذي سمعه كان عكس الحقيقة، حيث الفردية وعدم النظام.
وقال سامح الجيزاوي، وهو أحد الأعضاء المستقيلين، إن عدد الأعضاء الذين تقدموا باستقالاتهم فعليًا من الحزب بلغ حتى الآن على مستوى الجمهورية أكثر من 600 عضو، وهو عدد كبير بالنسبة لحزب وليد.
وأضاف: "عندما انضممت لـ "المصريين الأحرار" كان عن طريق أصدقاء لي كانوا مرابضين معي بميدان التحرير وتناقشنا في هذا، مع قناعتنا بضرورة أن يكون للأحزاب الليبرالية تواجد على الساحة"، وذكر أن "غالبية الأعضاء المنضمين للحزب يحملون أفكارًا جديدة".
وتابع: لكن "للأسف اكتشفنا بعد ذلك أننا انضممنا لحزب لا يعترف بالليبرالية أو التعددية الفكرية ولا يؤمن بالآخر كما يدعي، فكل ما يشغل ساويرس أنه يريد أن يعتلى منصة السياسة بعد الثورة"، مستنكرًا أن تكون البداية بالسخرية من الإسلام، بعد أن أبدى عدم تقدير للإسلام وأظهر عن الفردية في آرائه وأفكاره.
في حين رأت جيهان أنور، العضو المستقيل من الحزب، أن أفكار ساويرس لا تختلف كثيرًا عن أفكار صفوت الشريف الأمين العام للحزب الوطني" المنحل، أو احمد عز أمين التنظيم، من حيث كونها "أفكار سلطوية وآرائه"، فضلاً عن قيامه بتنصيب أصدقائه في المراكز المتقدمة بالحزب.
وقالت إن التجربة القصيرة التي خاضتها مع حزب ساويرس جعلها تؤمن بأن الأحزاب المصرية عبارة عن "هياكل كرتونية"، وأشارت إلى أن "هذا أقل وصف للأحزاب، التي مازالت تحت حكم وإدارة الفرد الواحد".
لكن ساويرس لا يبدي اكتراثًا بتلك الاستقالات كما قال عضو بحزب "المصريين الأحرار" طلب عدم نشر اسمه، إذ أن قابل الاستقالات الجماعية بلهجة ساخرة، معتبرا أن الأعضاء المستقيلين هم الخاسرون وليس الحزب.
ونسب هذا العضو إلى ساويرس قوله في إحدى الاجتماعات "إللي مش عاجبه حزبنا وسياستنا ميلزمناش ويروحوا لإخونا إياهم يربوا دقن ويليبسوا جلابية أحسن لهم"، مع ذلك خصص ساويرس اجتماع الهيئة العليا للحزب غدًا لمناقشة موجة الاستقالات الأخيرة بالحزب في محاولة لوضع حد لها.
المزيد من الموضوعات
اليوم الحكومة الجديدة تؤدى اليمين أمام المشير طنطاوي المجلس العسكرى: الانتخابات فى موعدها.. ونسعى لتسليم السلطة فى أقرب وقت حازم عبد العظيم المرشح المحتمل لوزارة الإتصالات ينفى تعاونه مع شركة إسرائيلية بعد إساءته للإسلام: دعوة لفصل ساويرس من "المصريين الأحرار"