سأنقل بالنص الخبر المنشور عصر يوم 13 يوليو في أحد المواقع الإخبارية ، وهو ذاته منشور في ذات الوقت على موقع الوفد " أكد محمد عادل المتحدث بإسم حركة شباب 6 أبريل، إن الحركة ستقدم قائمة بأسماء الوزراء المطلوب إقالتهم في التشكيل الحكومي الجديد للدكتور عصام شرف مساء اليوم الأربعاء (!!!)، مضيفًا إلى أن اللقاء الذي تم عقده بين شباب الحركة وبين عصام شرف رئيس الوزراء، تضمن الإتفاق حول وضع ترشيحات للوزراء المطلوب تعيينهم في الحكومة الجديدة من الخبراء والمتخصصين في كافة المجالات.
وأشار عادل إلي أن الوزارات التي سينالها التغيير، هي وزارة الصحة و التعليم العالي و الزراعة والمالية والإتصالات والكهرباء والبيئة والخارجية والتعاون الدولي والعدل والإدارة المحلية والبترول والإنتاج الحربي والقوي العاملة والأوقاف والطيران المدني، إضافه إلي المجلس القومي للشباب وهيئة الإستثمار، ورفض عادل الإفصاح عن الأسماء التي ترشحها الحركة لشغل هذه المناصب، مؤكدا إن هناك إسمين علي الأقل لكل وزارة سيتم ترشيحهم، مؤكدا إن كل هذه الترشيحات ستتم في إطار السرية الكاملة (!!!) .
وفي نفس السياق طلب أحمد ماهر المنسق العام للحركة، من كل المجموعات الشبابية بالمحافظات، تجهيز قائمة بأسماء المحافظين المطلوب الإطاحة بهم، وترشيح أكثر من إسم من شخصيات مشهود لها بالكفاءه من داخل المحافظة، وإعداد قائمة تضم كل المحافظين، للإستعداد لتقديمها لمجلس الوزاراء، حين يأتي موعد تغييرات المحافظين (!!!) إنتهى الخبر.
من هذا الخبر يتضح ما يلي:
1- الأخ محمد عادل هو الذي يحدد لعصام شرف من هم الوزراء الذين يجب إخراجهم من الحكومة (!!!).
2- وكلاهما، الأخ محمد عادل والدكتور عصام شرف لا يرون من الأهمية بمكان أن يبلغوا الشعب أسباب خروج كل وزير من هؤلاء الوزراء، وما هو الفشل الذي مني به خلال تلك الشهور ليخرج من الوزارة.
3- الأخ محمد عادل وحركته في لقاءات خاصة مع شرف حددوا الأسماء المرشحة في سرية تامة (أي سرية تامة عن الشعب الخرسيس الذي لا يحق له معرفة ما يدور) فالأخ محمد عادل كما أملى على شرف من يخرج يملي عليه أيضًا من يدخل.
4- الأخ أحمد ماهر (ده غير الأخ محمد عادل، الأول منسق الحركة والثاني المتحدث بإسمها، وهو بالمناسبة غير الفنان أحمد ماهر وغير أحمد ماهر لاعب الأهلي والترسانة السابق)، المهم، طلب من المجموعات الشبابية (لحركته طبعًا) في المحافظات إعداد قوائم بالمحافظين المطلوب تغييرهم (!!!)، هكذا، دون أن يبلغ الشعب أو يستأمر، يعني إللي شايف المحافظ بتاعه طويل شوية يطلب تغييره، وإللي شايف إن المحافظ بتاعة قصير شوية يطلب تغييره.
هذا الخبر هو نتاج لإلتقاء الجاهل بالضعيف، وهذه الخلوات غير الشرعية بين حركة 6 إبريل وعصام شرف هو نتاج هذا الإلتقاء، الجاهل الذي لم يعرف حدوده وظن أنه لكونه أحد الدعاة للمظاهرات يوم 25 يناير قد أصبح الوصي على مصر وشعبها، ولحسن حظه وسوء حظ مصر جاءه على قدر رئيس وزراء هو الأضعف في تاريخ مصر السياسي، فإذا بالخبر كما ينشر في الوفد بعنوان (وزارة 6 إبريل) !!.
ولا بأس أبدًا من وزارة (6 إبريل) أو وزارة (5 برمهات) لو أن هؤلاء خاضوا الإنتخابات وحصلوا على تفويض شعبي لتشكيل الوزارة، وساعتها كان لابد لشرف أن ينزل ويصعد الأخ عادل أو ماهر أو باهر ليصبح هو رئيس الوزراء العلني، أما أن تختطف حركة ما رئيس الوزراء تحت ضغط مئات أو آلاف يقطعون الطريق أو يغلقون ميدان، ثم تعلن أنها أبلغته من يبقى ومن يرحل !!، فهذه دكتاتورية أسوأ بآلاف المرات من دكتاتورية مبارك، على الأقل مبارك كان رئيسًا شرعيًا للبلاد، أما هؤلاء، فمن أنتم لتفرضوا من يرحل ومن يأت دون إبلاغ الشعب عمن رحل لم يرحل، وعمن يأتي لم هؤلاء بالتحديد !!، وماذا عن القوى الشعبية الأخرى، وماذا عن الثمانين مليون مصري، ألا يحق لهم المعرفة، ناهيك عن المشاركة.
العيب الأكبر ليس في الأخ محمد عادل الذي لم يعرف حجمه فتعملق، العيب على أضعف سياسي أنجبته مصر، الذي لم يحاول الدفاع عن أداء وزارته ووزرائه، إن كان حقًا هناك 12 وزير فاشل في ثلاثة أشهر فقط ففيم بقاء رئيسهم الذي يقود مسيرتهم ويوجه أداءهم ؟!!، وكيف يقبل رئيس وزراء مصر أن يملي عليه أحد غير منتخب من يخرج ومن يأتي !!، وي !! ، ماذا بقي له إذًا ؟!، إن كان محمد عادل هو الذي يقرر من يمشي ومن يأتي فلم لا يتقلد رئاسة الوزارة وقد قام بأهم وأخص ما يقوم به رئيس الوزراء، ويكتفي شرف بأن يكون مدير مكتبه – وهو لا يستحق حقًا أكثر من ذلك - ولو كنت مكان شرف لكان أهون علي أن تنشق الأرض وتبتلعني ولا أرضخ لهذه الإبتزاز الرخيص.
إن ما يحدث جريمة سياسية توضح كيف إستخدمت دماء الشهداء لأغراض سياسية غير شرعية، ما علاقة دماء الشهداء بخروج 12 وزيرًا معظمهم لم يثبت فشله ؟!، ما علاقة أهداف الثورة ودماء الشهداء بأسماء سرية تعرض على رئيس الوزراء لا يعلم عنها الشعب شيئًا ؟!، أرأيتم كيف إستخدمت دعاوى دماء الشهداء والإعتصام من أجل مطالب الثورة، أرأيتم كيف يريد مجموعة من الذين لا يعرفون حجمهم الحقيقي الإرتقاء على سدة الحكم على رقاب العباد، ودون الرجوع إليهم.
yehia_h_omar@yahoo.com المزيد من المقالاتأنا الوزير فى ملف عبـَّارة الموت استقيلوا يرحمكم الله الثورة والاغتسال من الحدث الأكبر حكومة «اعتصام» شرف