يقظنى صديق مبكرا صباح أمس ليزف لى بشرى ترشيحى وزيرا، قلت «استغفر الله العظيم فال الله ولا فالك».. وواصلت نومى حيث كنت بحاجة شديدة له بعد سهرة امتدت للثالثة فجرا فى التحرير شرفت فيها بمصافحة نبيلات ونبلاء مصر المضربين عن الطعام حتى تحقيق مطالب الثورة.
غير أن صديقا آخر كرر الاتصال والتهنئة، فنهرته على هذا المزاح السخيف، إلا أنه أصر على إيقاظى لقراءة موقعى «الشروق» و«المصرى اليوم» وفيهما ترشيحات للحكومة الجديدة.
وبالفعل قرأت اسمى منشورا كمرشح لوزارة الاتصالات، واعتبرتها نكتة الموسم، ذلك أن علاقة العبد الفقير إلى الله بالاتصالات قوية ومتينة، ذلك أنى امتلك خط موبايل، ولم أستطع حتى هذه اللحظة إدخال خط تليفون أرضى إلى منزلى، لأن سعة «البوكس» لا تسمح كما أخبرنى المسئولون فى سنترال القطامية، كما أن أولاد الحلال استطاعوا القرصنة على حسابى على موقع «فيس بوك» وتلاعبوا بالصفحة دون أن أتمكن من فعل شىء.
المهم أعدت قراءة تفاصيل الخبر المنشور فوجدته يبدأ بعبارة «أعلنت الجبهة الحرة للتغيير السلمى نتيجة الاستبيان الميدانى الذى أجرته بالتعاون مع عدد من القوى السياسية وشباب الثورة ومع اللجان الشعبية فى ميدان التحرير حول التوافق على تسمية أعضاء الحكومة الانتقالية».
والمؤكد أن هناك شيئا ما خطأ فى الخبر، وأغلب الظن أن سهوا وقع فى كتابة الاسم فصار «وائل قنديل» بدلا من «وائل غنيم» كمرشح وزيرا للاتصالات، فكاتب هذه السطور درس الفلسفة فى كلية الآداب، ولا يصلح لشىء فى هذه الدنيا إلا كصحفى وكاتب، ولم أفكر ولن أفكر يوما فى مسألة الاستوزار هذه، لاعتبارات كثيرة فى مقدمتها عدم الصلاحية لهذا النوع من الوظائف، والمؤكد أيضا أن أحدا من أهل الحل والعقد فى هذا البلد لا يمكن أن يفكر فى ذلك، وإلا نكون أمام نوع من الكوميديا السياسية الفاقعة.. والأهم من كل ذلك أننى أزعم أنى من هذا النوع المحصن ضد إغواء المنصب وغواية الاقتراب من السلطة، كما يفعل بعض هؤلاء «البهاليل» الذين ما إن يومئ لهم مسئول بطرف إصبعه حتى يهرولوا زاحفين فى حبور وسرور.
إن دقائق معدودة فى ميدان التحرير أو القائد إبراهيم أو سعد زغلول وسط هؤلاء النبلاء الأنقياء المعتصمين دفاعا عن ثورتهم هى أحب إلى من الدنيا وما فيها، والانحناء لمصافحة شاب أو شابة من المضربين عن الطعام بين الحياة والموت فى خيمة أطباء التحرير أجدى وأروع ملايين المرات من الوقوف أمام الرئيس أو المشير لمصافحة وشكر سيادته على ثقته الغالية، مع خالص الاحترام لمقام المنصب.
ولقطعة عسلية أو شربة ماء
من أصغر متظاهر فى الميدان أجمل وأعظم وألذ من وجبة عامرة على مائدة السيد الزعيم «حتى لو كانت عزومة على فطير مشلتت يا جابر».
لقد قلتها يوم 25 يناير «رباط حذاء أصغر متظاهر خرج يهتف لمصر التى يريدها ويحبها أشرف من كل متقعر متكبر يختبئ خلف غابات مفرداته العقيمة وتنظيراته السقيمة» واليوم أكررها وغدا أيضا!
المزيد من المقالاتفى ملف عبـَّارة الموت استقيلوا يرحمكم الله الثورة والاغتسال من الحدث الأكبر حكومة «اعتصام» شرف