لا أتمنى اطلاقا ان يقدم رئيس الوزراء د.عصام شرف استقالته،.. واختلف تماما مع من يدفع بالأمور في هذا الاتجاه، وبرغم الاختلاف الكامل مع سياسات الرجل في معالجة بعض القضايا، الا انه يظل احد القلائل الذين يوثق في عدم فسادهم، ويوثق في طهارة يدهم، ورغبتهم الجادة في الاصلاح.
ولكن يبدو ان الوزارة التي يرأسها د.شرف لم تعد «متجانسة» أو «متفاهمة»، والاسوأ من ذلك ان بعض وزرائها لا يشعرون انهم في «حكومة ثورة» ينبغي ان تتحرك وتتخذ قراراتها وتنفذها بنفس سرعة وحركة الثورة، لم يفهم هؤلاء الوزراء انهم في عصر جديد، تحكمه معايير لم نعتد عليها كالشفافية والمكاشفة ومصارحة الناس، لا الضحك عليهم، والاعلان عن اهداف واضحة ووضع خطة زمنية ملزمة لتنفيذها تكون ايضا معلومة للجميع، بلا غموض ولا التفاتات، ولا مراوغات، وهو ما يحاول البعض الولوغ فيه.
المطالب واضحة وعادلة وغير «معجزة» للحكومة على الاطلاق: تعديل وزاري سريع يشبه الجراحة الموضعية الدقيقة يعيد للحكومة الايقاع المطلوب، الاسراع بتعديل حركة المحافظين بوجوه مقبولة، ولا خلاف عليها، وقبل كل ذلك التطهير الفوري لوزارة الداخلية بـ«ايقاف» الضباط المتورطين في قتل الشهداء عن العمل، وليس فصلهم، مع التسريع بمحاكمة رموز الفساد في النظام السابق، وتفعيل دور الجهاز الذي تم تشكيله للتعامل مع اسر الشهداء والمصابين.
هل هذه الطلبات المشروعة.. «تعجيزية»؟ - ابدا لا اعتقد، بل كان ينبغي ان تتحقق قبل 5 شهور وفور تشكيل الحكومة الحالية دون ابطاء أو تأخير.
وفي المقابل ادعو رئيس الوزراء د.عصام شرف الى مكاشفة الناس بالضغوط التي يتعرض لها، وممن تأتي، وعدم التعاون من بعض وزرائه ومَنْ هم، حتى لا يتحمل وزر ما يحدث لمصر الآن وحده، وبعد «بيان المكاشفة» هذا، نبدأ صفحة جديدة «مختلفة» لتحقيق الاهداف الحقيقية التي قامت الثورة من اجلها، وسالت دماء الشهداء والجرحى لانجازها، ساعتها يمكنه ان يطلب من المعتصمين فك اعتصاماتهم، وساعتها يزول عن حكومته لقب «حكومة اعتصام شرف» الذي اطلقه عليها رجل الشارع، وعندما يستشعر الناس ان هناك انجازا حقيقيا يحدث على ارض الواقع سيعودون الى تدوير دولاب العمل، وادارة عجلة الانتاج قبل ان يعود الامر الى نقطة الصفر، ويقطع المحتجون الطرق، ويغلق «السوايسة» قناة السويس، ويحتل المتظاهرون مجمع التحرير، ويقتحم اهالي المظلومين قاعات المحاكم.. ويخرج علينا وزير الداخلية صارخا بأنه لن ينفذ طلبات رئيس الوزراء!.. وتدخل البلاد في فوضى شاملة وشلل تام.
حفظ الله مصر وشعبها من كل مكروه.
حسام فتحي
hossam@alwatan.com.kwtwitter@hossamfathy66
هل شاهدت أحزان المدينه
الناس تصرخ من كهوف الظلم
والأيام موحشة حزينه
ومواكب الكهان تنهب في بلاطك
والخراب يدق أرجاء السفينه
والموت يرسم بالسواد زمانك الموبوء
والاحلام جاحدة.. ضنينه
في كل بيت صرخة
وعلى وجوه الراحلين تطل انات دفينه
والجوع وحش كاسر
كالنار يلتهم الصغار.. ويستبيح الناس
يعصف بالقلوب المستكينه
وقصورك السوداء يسكنها الفساد..
وصرخة الشرفاء..
بين يديك عاجزة سجينه
فاروق جويدة – الأرض قد عادت لنا
المزيد من المقالاتهل يدير مبارك السياسة الخارجية لمصر؟ المشير والفريق والشفيق ثوار أم لصوص موتوسيكلات؟ القضية السورية قضية شعب ووطن وتاريخ.. لا يملك احد حق التصرف بها تحية إلى الإخوان