شرعت في قراءة ردود القراء علي مقالي السابق وكلي أمل أن أجد فيها من الاعتذار ما يكفي لتجاوز البعض منهم حين تجرأ علي رجل مثلي تجاوز الستين من عمره ووصفه بأنه حمار أو حيوان ..ولكن كانت صدمتي أكبر من أن يحتملها شيخ مثلي .خاصة وأنها جاءت من أشخاص في عمر أبنائه الذين ساءهم أن يقرأوا مثل هذه الشتائم والمسبات لأب ظلوا طوال عمرهم يرون له صورة محترمة وجليلة في نظر كل من يعرفه عن قرب . مقدرين له جهاده في سبيل الحق والعدل بثمن باهظ دفعه بنفس راضية عن طيب خاطر . سجنا واعتقالا واضطهادا .. فإذا بهم يرونه في نهاية عمره وهو سفيه وعميل ومأجور وليس له من اسمه نصيب ..إلي أخر تلك الأوصاف التي رماني بها البعض من القراء ردا علي سطر واحد كتبته عن "بعض" – أقول بعض – ممن أساء الأدب معي علي غير ما أمرهم به الرسول من فضائل "ليس منا من لم يوقر كبيرنا" .. فإذا كان الرسول قد أخرج هؤلاء من زمرة المسلمين لافتقادهم صفة التوقير التي يستحقها كبيرهم في نظر الرسول . فقد كان الأمل يحدوني أن أراهم يسارعون في العودة إلي زمرة المسلمين حقا .. بالاعتذار عما بدر منهم من إساءة . فإذا بهم يزيدون عليها . ومعهم الكثيرون غيرهم . لمجرد إنني قلت "إنني لو كنت حمارا لسارعت بالانضمام إلي جماعة يرأسها طبيب بيطري لأضمن لنفسي علاجا مجانيا من هذه الصفة الذميمة" وكأني قد ارتكبت واحدة من الكبائر حين ذكرت بأن جماعة الإخوان يرأسها طبيب بيطري . أو كأني خالفت الحقيقة في ذلك . أليس الطبيب متخصصا في علاج الحيونات ؟ أم تراه متخصصا في علاج الملائكة دون أن أدري ؟.. أم تري قد عز عليكم أن تصفوني بالحيوان أو الحمار فأقبل ذلك راضيا دون أدني محاولة مني لطلب العلاج لدي طبيب متخصص في هذا النوع من الأمراض ؟
لقد دارت معظم الردود التي تلقيتها علي مقالي السابق حول هذه الحقيقة التي ذكرتها . وكأنها شتيمة جاءت ردا علي شتيمة أو إساءة جاءت ردا علي إساءة . ولكنها في الواقع – لو تعلمون – كانت الحقيقة ردا علي افتراء وسوء أدب .
هل هي شتيمة أن يكون الإنسان طبيبا بيطريا إذا اعتبرها البعض منكم كذلك ، فلست أنا علي أية حال من جعله كذلك . وما كان لكم أن تسبوني علي ذنب لم أقترفه ؟!
أما حكاية الأسماء وعدم حصولي علي نصيب من اسمي ..فهذا دليل أخر على سوء الخلق ونقص التوقير ، فضلا عن أن هؤلاء لم يجدوا ما ينتقدوني عليه فذهبوا إلى توافه الأمور . فإذا لم أكن حكيما كما يشير اسمي .. فإن عصام العريان يجب أن يتجرد من ملابسه ليكون له من اسمه نصيب، وماذا لو كان للعوا من اسمه نصيب، وماذا لو ابن العاص كان له من اسمه نصيب .. هل كان سيصبح صحابيا جليلا ؟!
أرأيتم إذن أنكم تلقون الكلام علي عواهنه دون تفكير أو إدراك "وهل يكب الناس في النار علي وجوههم إلا حصائد ألسنتهم" .. فكروا قبل أن تلقوا بكلمات يحاسبكم بها الله .. أما عن نفسي فأطلب لكم من الله ما ضننتم به علي شيخ عجوز مثلي .. العفو والعافية .. سامحكم الله .. وليسامحنا جميعا.
المزيد من المقالاتمفاجأة: خبران ساران بقلم: فهمي هويدي ليس هكذا تتم المظاهرات بقلم: عماد الدين حسين أهلاً بـ (التحرير) بقلم عمرو خفاجى قراءة سياسية في خطاب الرئيس السوري بقلم المحامي محمد أحمد بكور