حذرت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية من تفضيل المجلس العسكري -الذي تولى الحكم في مصر بعد الإطاحة بالرئيس مبارك- لجماعة الإخوان المسلمين لأنه يثير مخاوف الكثيرين من القوى السياسية الأخرى وينشر بذور الفرقة في البلاد ويهدد الانتقال للديمقراطية.
وقالت الصحيفة إن المصريين بعد الإطاحة بمبارك حداهم الأمل بأن تشهد بلادهم تحولا نحو الديمقراطية، إلا أن السياسة التي يتبعها المجلس العسكري في الفترة الأخيرة من تفضيل لجماعة الإخوان المسلمين وتجاهل أغلب القوى السياسية الأخرى يثير القلق بأن البلاد لن تنتقل للديمقراطية أبدا وسوف تظل على خطى مبارك.
وتابعت أن المصريين يخشون من أن الجيش وجماعة الإخوان المسلمين يستخدمان بعضهما البعض أملا في أن يسيطر أحدهما على البلاد في نهاية المطاف، واستشهدت الصحيفة بما حدث في أعقاب ثورة عام 1952 عندما أيدت الجماعة العسكر، الذين انقلبوا عليهم بعد فترة وسيطروا على مقاليد الأمور والسلطة في البلاد.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، بدأ الجيش المصري حوارا مع الإصلاحيين الشباب بعد احتجاجات ضخمة تطالب الجيش بصياغة الدستور قبل الانتخابات البرلمانية والرئاسية، ودعت منظمات شبابية وأكثر من 100 ائتلافات سياسي للتوحد لصياغة الدستور قبل الانتخابات، إلا أن الإخوان تصر على إجراء الانتخابات ثم السماح للفائزين بصياغة الدستور طبقا لنتائج الاستفتاء الذي تم في مارس الماضي على التعديلات الدستورية.
ولمواجهة هذه الضغوط -بحسب الصحيفة- توصل الإخوان والجيش لحل وسط، وهو أن الجماعة دعت جميع الأحزاب السياسية لتشكيل ائتلاف واسع قبل الانتخابات حتى يطمئن الجميع لعدم سيطرة حزب بعينه على الحياة السياسية في البلاد، وفي الأسبوع الماضي تحالفت الجماعة مع حزب الوفد الليبرالي العلماني، ليكون جزءا من التحالف، ويجب أن يتفق الطرفان مسبقا على عدد من المقاعد البرلمانية التي سوف يترشحون لها، وإذا نجحت الصفقة فإنه سيتم إزالة الخوف من هيمنة الحزب الواحد - جماعة الإخوان- على البرلمان المقبل.
واختتمت الصحيفة تقريرها بالقول إن نجاح العسكر في قيادة البلاد خلال هذه المرحلة الانتقالية يعتمد على قدرتها على تلبية مطالب كافة الجماعات السياسية، ولإجراء انتخابات حرة ونزيهة يجب على الجيش السماح لجميع القوى السياسية فرصة لتنظيم أنفسهم والمنافسة بشكل أكبر، أما إذا لجأ الجيش لغير ذلك وتفضيل جماعة على أخرى، فإنه سوف يزرع بذلك بذور الشقاق في البلاد.
المزيد من الموضوعات
الجيش يطلق النار على "عمال قناة السويس" لتفريقهم الإفراج عن "حسين سالم" مقابل 27 مليون يورو د محمد سليم العوا يحدد موقفه غداً من الترشح "لرئاسة الجمهورية"