إنتخابات مصر2010_ الإخوان والوفد ينسحبان من الانتخابات
قررت كل من جماعة
الإخوان المسلمين وحزب
الوفد اليوم الأربعاء الانسحاب من جولة الإعادة في الانتخابات التشريعية المصرية احتجاجا على ما شابها مما اعتبروه تزويرا وعنفا ضد أنصارهما.
وقال مصدر بجماعة الإخوان إن الجولة الأولي من الانتخابات "زورت" لمصلحة
الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم الذي يرأسه الرئيس حسني مبارك.
وذكر حزب
الوفد أن حالة من التذمر والاستياء والغضب سادت بين أعضائه "احتجاجا علي أعمال العنف والبلطجة والتزوير التي شابت انتخابات مجلس الشعب".
وكانت جماعة
الإخوان المسلمين في مصر ألمحت إلى احتمال انسحابها من جولة الإعادة في الانتخابات البرلمانية، التي تشير نتائجها الأولى إلى أن الحزب الوطني الحاكم سيحقق فيها فوزا كبيرا، وسط أجواء التشكيك في نتائج هذه الانتخابات ومصداقيتها.
في تصريح سابق لقناة الجزيرة قال المستشار الإعلامي لجماعة
الإخوان المسلمين جمال نصار إن الجماعة تدرس قرار عدم المشاركة في جولة الإعادة في الانتخابات البرلمانية، وإن مجلس الشورى في الجماعة يعكف حاليا على دراسة حيثيات وتفاصيل قرار المشاركة أو عدم المشاركة، مرجحا ألا يتم الإعلان رسميا عن موقف الجماعة النهائي قبل يوم الأحد المقبل.
وشدد نصار في تصريحه على أن الجماعة ليست نادمة على المشاركة في الانتخابات التي قاطعها عدد من قوى المعارضة، مشيرا إلى أن التجاوزات لم تكن مستغربة وإنما فاقت كل حدود التوقعات.
التجاوزات
وعدد نصار عددا من الأمثلة على ذلك بقوله إن الانتخابات شهدت "تصرفات فجة، مثل التزوير الفاضح لمرشحي
الحزب الوطني الحاكم، فضلا عن ممارسة أعمال البلطجة على مرشحي المعارضة المشاركين في الانتخابات، واعتداءات الأمن التي طالت أحد القضاة".
أنصار المعارضة يحتجون على التجاوزات الانتخابية (الفرنسية)
وكانت وكالة رويترز للأنباء قد نقلت الثلاثاء عن رئيس القسم السياسي في جماعة
الإخوان المسلمين المصرية قوله إن مناقشة احتمال الانسحاب من الجولة الثانية يعود إلى أن مجلس الشعب الجديد (البرلمان) لن يكون معبرا عن الإخوان، ولأن عدد النواب الذي قد يمثل الجماعة في البرلمان لن يكون قادرا على حمل رسالة الجماعة.
يشار إلى أن الجماعة كانت قد أعلنت في وقت سابق أن 26 من مرشحيها تأهلوا لخوض الجولة الثانية من الانتخابات البرلمانية التي ستجري يوم الأحد المقبل، مع الإشارة إلى أن الجماعة تدفع مرشحيها للانتخابات بصفتهم مستقلين بسبب الحظر المفروض على نشاطها السياسي.
النتائج
ويأتي قرار الجماعة بدراسة عدم مشاركتها في جولة الإعادة بينما تواصل اللجنة العليا للانتخابات إعلان النتائج تباعا، التي تشير إلى أن مرشحي الحزب الوطني -وفقا للنتائج التي أعلنت حتى أمس الثلاثاء- حققوا الفوز بـ209 مقاعد من أصل 508 في الجولة الأولى، بينما لم تستطع المعارضة الفوز سوى بخمسة مقاعد، وسبعة للمستقلين.
وأعلنت جماعة
الإخوان المسلمين -التي كانت تهمين على 88 مقعدا في البرلمان المنتهية ولايته- عدم فوز أي من مرشحيها في الجولة الأولى، في حين قالت متحدثة باسم حزب
الوفد إن الحزب فاز بثلاثة مقاعد وليس ستة كما أعلن في وقت سابق، وإن تسعة مرشحين عن الحزب سيخوضون انتخابات الإعادة التي ستتم المنافسة فيها على 287 مقعدا.
جانب من عمليات فرز أصوات الجولة الأولى (الأوروبية)تشكيك
وشكك العديد من المنظمات الحقوقية المحلية والدولية وأحزاب المعارضة في نزاهة الانتخابات بسبب التجاوزات الخطيرة التي وصلت حد التلاعب ببطاقات الاقتراع وفرض مرشحي الحزب الحاكم بالقوة.
كما شككت جماعات حقوق الإنسان في نسبة المشاركة الشعبية التي قالت اللجنة العليا للانتخابات إنها بلغت 35%، مشيرة إلى أن النسبة الحقيقية لم تتعد نصف هذه النسبة المعلنة في معظم أنحاء البلاد.
يذكر أن الحزب الوطني قدم أكثر من 800 مرشح في الانتخابات البرلمانية مقابل 130 مرشحا من الإخوان، بعد إبطال ترشيح العشرات من مرشحي الجماعة الآخرين لأسباب متعددة، واعتقال العديد من أنصار الجماعة خلال الأيام القليلة التي سبقت انطلاق الانتخابات.