قال المرصد السوري لحقوق الانسان ان ما لا يقل عن 34 شخصا قتلوا في مدينة حماه السورية يوم الجمعة عندما فتحت قوات الامن النار على مظاهرة تطالب بالاطاحة بالرئيس بشار الاسد.
وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد لرويترز "أتوقع ارتفاع عدد القتلى نظرا لان عددا كبيرا من الناس اصاباتهم خطيرة." وأضاف "الارقام لا تشمل كل المستشفيات."
وفي حدث يتكرر كل يوم جمعة منذ منتصف مارس اذار خرج المحتجون من المساجد بعد صلاة الجمعة لتقابلهم قوات الامن التي عقدت العزم على اخماد الانتفاضة ضد الاسد الذي يحكم سوريا منذ 11 عاما.
وقال ثلاثة من سكان المدينة ان أفراد الامن والقناصة فتحوا نيران أسلحتهم الالية على الاف المتظاهرين في وسط المدينة في واحدة من أكبر الاحتجاجات حتى الان في حماه وجرى نقل عشرات الجرحى الى مستشفى قريب.
وقال شاهد اسمه عمر لرويترز من مدينة حماه "بدأ اطلاق النار من فوق أسطح المنازل على المتظاهرين. رأيت عشرات الاشخاص يسقطون في ساحة العاصي والشوارع والازقة المتفرعة منها. الدماء في كل مكان."
واضاف "يبدو لي وكأنه قد أصيب مئات الاشخاص لكنني كنت في حالة من الذعر واردت البحث عن ساتر. بدأت جنازات الشهداء بالفعل."
والاحتجاجات في حماه لها صدى خاص منذ هاجمت قوات الرئيس الراحل حافظ الاسد المدينة عام 1982 لسحق انتفاضة اسلامية مسلحة مما أسفر عن مقتل ما يصل الى 30 ألف شخص وسويت أجزاء من المدينة بالارض.
وقال عبد الرحمن "خرج عشرات الالاف في حماه وادلب في أكبر مظاهرات منذ بدء الانتفاضة. هذا رد فعل طبيعي لزيادة عمليات القتل وعدم جدية النظام ازاء أي مصالحة وطنية."
وفتحت القوات السورية النار على مظاهرات في مدينة دير الزور شرق البلاد وفي منطقة برزة بدمشق.
وقال نشطاء وسكان ان الالاف خرجوا في مسيرات بمحافظة ادلب بشمال غرب سوريا وبالشمال الشرقي الذي يغلب على سكانه الاكراد وفي عدة ضواح بدمشق ومدينتي حمص وحماه وبلدتي مضايا والزبداني في الغرب.
وقال اثنان من سكان مدينة درعا بجنوب البلاد والتي شهدت الشرارة الاولى للاحتجاجات قبل 11 أسبوعا لرويترز ان المئات تحدوا حظر التجول الذي فرضه الجيش ونظموا احتجاجات. وتفرق الاحتجاج فيما بعد.
ويقول محللون ان الاحتجاجات مستمرة في الانتشار على الرغم من الحملة العسكرية لكن لا توجد مؤشرات على وصولها الى النطاق الذي يتيح اسقاط الاسد.
وتقول جماعات حقوقية ان قوات الامن السورية قتلت اكثر من الف مدني في الاحتجاجات مما أثار موجة غضب دولي ودفع وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون الى قول ان شرعية الاسد "نفدت تقريبا."
وتنحي السلطات السورية باللائمة في أعمال العنف على عصابات مسلحة يدعمها اسلاميون وقوى خارجية وتقول ان هذه العصابات تطلق النار على المدنيين وقوات الامن على حد سواء. وتحظر السلطات نشاط معظم وسائل الاعلام الدولية مما يجعل من المستحيل التحقق من الروايات المتعلقة بأعمال العنف.
وقال احد النشطاء الذي رفض الكشف عن اسمه انه قبل اطلاق النار احرق المتظاهرون مكتب حزب البعث في حماه وقال انه لم يتضح كيف بدأ اطلاق النار.
ويقول نشطاء انه كان هناك بعض الحالات التي حاول فيها المواطنون مقاومة قوات الامن باستخدام الاسلحة الشخصية وحالات اطلقت فيها قوات الشرطة النار على جنود من الجيش رفضوا اطلاق النار على المتظاهرين.
ورد الاسد على اكبر تحد شعبي لحكمه بارسال الدبابات لسحق المظاهرات في مناطق مضطربة معينة فضلا عن بعض اللفتات الاصلاحية مثل اصدار عفو عام عن السجناء السياسيين واطلاق حوار وطني.
لكن محتجين وشخصيات من المعارضة رفضوا هذه الاجراءات. وشهدت مدن درعا وتلكلخ وبانياس وبلدة الرستن حملات عسكرية مكثفة.
وصعد المجتمع الدولي من تنديده بالاسد اذ لا توجد مؤشرات على هدوء الاضطرابات وفي الوقت نفسه تتزايد أعداد القتلى.
وفرضت الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي واستراليا عقوبات على سوريا ولكن ربما بسبب عدم الرغبة في دخول مواجهة أخرى مثلما حدث في ليبيا والحذر من اثارة المزيد من القلاقل بالمنطقة في خضم "الربيع العربي" لا تزال ردودها أقل قوة.
ولكن تزايد الغضب بسبب مقتل حمزة الخطيب وهو فتى في الثالثة عشرة من عمره قال نشطاء انه تم تعذيبه والتمثيل بجثته قبل تسليمه لاسرته. وتنفي سوريا تعذيبه.
وأصبح الخطيب رمزا للمحتجين. وفي بلدة داعل قرب درعا رفع نحو خمسة الاف محتج صوره وهم يهتفون من أجل الحرية واسقاط النظام.
وعبر اثنان من مستشاري الامم المتحدة عن انزعاجهما ازاء "الهجمات المنتظمة والمتعمدة" التي ترتكبها السلطات السورية ضد المدنيين واضافا أنها تستهدف على ما يبدو الاحياء السكنية في عملياتها.
ودعت شخصيات معارضة في اجتماع بتركيا الاسد الى الاستقالة فورا وتسليم السلطة الى نائب الرئيس لحين تشكيل مجلس انتقالي
المزيد من الموضوعات
الإعلام اليمنى: الرئيس يتمتع بصحة جيدة مع وجود إصابات طفيفة ثوار ليبيا يتعهدون لنتنياهو بالحفاظ على امن اسرائيل واقامة علاقات معها مسؤول إسرائيلى.. أتوقع سقوط نظام بشار الأسد خلال شهور بعد أن أعلنت المعارضة مقتله.. السلطات اليمنية تنفى مقتل الرئيس على عبد الله صالح سوريا: مقتل 41 مدنيا في محاولة لسحق احتجاجات مطالبة بالديمقراطية سوريا: الأسد يصدر عفواً يشمل كل اعضاء الحركات السياسية القوات الموالية للقذافى تجند "مجرمين" للقضاء على المعارضة في زليتن