نجحت مظاهرة 'جمعة الغضب الثانية' في جذب عدد كبير من المتظاهرين الذين طالبوا باستكمال مطالب الثورة، منتقدين انفراد المجلس العسكري باتخاذ القرارات، ومؤكدين احترام المؤسسة العسكرية باعتبارها حامية الثورة، في ظل غياب الإخوان المسلمين والسلفيين.
وكانت جماعة الإخوان المسلمين قد أعلنت مقاطعتها لمظاهرة امس واعتبرتها محاولة للوقيعة بين الجيش والشعب، بينما حرص منظمو المظاهرة على التأكيد على عدم الاصطدام بالجيش، وهتفوا 'الجيش والشعب إيد واحدة'، مؤكدين أن انتقادهم لقرارات المجلس العسكري لا يعني الاصطدام بالجيش.
وكان على رأس المطالب التي رفعها المتظاهرون: إعداد دستور جديد قبل إجراء الانتخابات ووقف محاكمة المدنيين أمام المحاكم العسكرية وتأجيل الانتخابات.
وتحولت قبلة المتظاهرين من المنصة الرئيسية التي كان عادة ما يسيطر عليها الإخوان المسلمون، الذين غابوا عن مظاهرة الجمعة، إلى منصة إئتلاف أحزاب المصري الديمقراطي الاجتماعي والمصري الحر والجبهة الديمقراطية ومصر الحرية، حيث تجمع العدد الأكبر ممن كانوا في الميدان حول المنصة التي نصبت في الاتجاه الآخر من المنصة الرئيسية التي تجمع حولها عدد أقل.
وطالب المتظاهرون برحيل مجموعة من الشخصيات وعلى رأسهم: يحيى الجمل ونائب رئيس الوزراء والمستشار عبد المجيد محمود النائب العام والمستشار جودت الملط رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات وعدد من الصحافيين والاعلاميين المحسوبين على النظام السابق.
ورددوا هتافات منها، 'الجيش المصري بتاعنا والمجلس مش تبعنا' و'يا طنطاوي قول لعنان لسه الثورة في الميدان' و'الشعب يريد دستور جديد' و'ساكت ساكت ساكت ليه، خذت حقك ولا إيه'.
ووقف على منصة الأحزاب الأربعة أحد الشيوخ وأحد القساوسة وهتف المتظاهرون 'الإخوان فين التحرير أهو'.
وقال الدكتور إيهاب الخراط عضو الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي 'ما نريده هو تهيئة المناخ لإجراء انتخابات حقيقية من يظن أننا نخاف من الديمقراطية فهو مخطئ .. فاللاعبون جاهزون، لكن الملعب لم يجهز بعد، كيف يمكن إجراء انتخابات قبل أن نستقر على الدستور؟ كيف نخوض مباراة قبل أن نعرف ما هي قواعد اللعبة؟'.
وقال خالد السيد عضو ائتلاف شباب الثورة: 'اليوم وضعنا في اختبار جديد واليوم أثبتنا لهم أننا نحن من نحمي ثورتنا'.
وطالب خالد ومن ورائه ردد الحاضرون بمحاكمة مبارك محاكمة علنية وهتفوا 'المحاكمة علنية لمبارك والحرامية' وكرروا 'دي ثورة مش انقلاب ثورة بدأها شباب'. ورفع أحد الشباب لافتة كتب عليها 'الشعب مازال يريد إسقاط النظام'.
وقال الدكتور أسامة الغزالي حرب رئيس حزب الجبهة الديمقراطية 'الثورة لازالت مستمرة إلى أن تتحقق مطالبها، ناس كتير راهنوا أن الشعب لن ينزل وهذا الجمع هو أبلغ رد عليهم'.
وكرر حرب التأكيد على رفض أي محاولات للوقيعة بين الجيش والشعب، مشددا على أن هناك فارقا بين الجيش والمجلس العسكري الذي يدير البلاد سياسيا ونرفض أن ينفرد بالقرارات.
وطالب حرب بتأجيل الانتخابات البرلمانية حتى تتمكن جميع القوى السياسية من الاستعداد حتى تكون المنافسة عادلة.
من جانبها، اكتفت الفنانة تيسير فهمي بالهتاف ضد من دعا لإلغاء المليونية اليوم قائلة 'خوفونا بس إحنا ما بنخافش'، وردد المتظاهرون في الميدان كلماتها وخصوصا شعار: 'دستورـ حرية ـ دولة مدنية'.
وقالت الناشطة السياسية الشابة إسراء عبد الفتاح ممثلة حزب الجبهة الديمقراطية، إن مطالب المتظاهرين تتلخص في إجراء محاكمات علنية في الميدان لرموز الفساد الذين ضيعوا حقوق مصر وثرواتها، مطالبة بإعمال مبدأي الشفافية والمصداقية.
وأكدت في كلمتها على المنصة أن مظاهرات الغضب كل يوم جمعة لا تؤثر على الانتاج، مطالبة بإخلاء الميدان في السادسة مساء.. واتهمت من يدعو للوجود في الميدان بعد ذلك أو المحرضين على الاعتصام بأنهم عملاء للثورة المضادة التي تسعى للإساءة إلى شباب مصر وثوارها.
وقال محمد عيد ممثل حزب المصريين الأحرار إن ميدان التحرير هو رمز الوحدة للمصريين، فمهما اختلفت الأحزاب والقوى السياسية لابد أن تتجمع في ميدان التحرير لتجتمع على مطالب واحدة مرة أخرى.
وفي كلمته، حاول المستشار أشرف البارودي توجيه إساءات للجيش، إلا أن المتظاهرين أمام المنصة هتفوا جميعا:' الجيش والشعب إيد واحدة'، وسرعان ما تحولت الكلمة إلى هتاف عام في الميدان. واضطر البارودي إلى قطع كلمته بعد أن رفض المتظاهرون استمراره على المنصة.
أما المستشار زكريا عبد العزيز، فأكد أن آلة الإعلام تحاول منذ 3 أيام تخويفنا من البلطجية، وتعهد أمام الحاضرين بالتصدي للبلطجية. واستكمل حديثه قائلا: 'ثورتكم مباركة ومستمرة .. واطالب بتفرغ القضاة لقضايا قتل المتظاهرين'.
وختم بقوله إنه لن يكون هناك استقرار في البلد إلا بأمرين: أولهما، التصدي للانفلات الأمني ومواجهة الفوضى، والثاني: العمل لزيادة عجلة الانتاج، قائلا: 'لازم نشتغل عشان مصر تأخذ مكانها'.
المزيد من الموضوعات
اليمن: معسكرات الحرس الجمهوري تنهار سريعا أمام زحف قوات القبائل عليها سقوط 7 قتلى على يد قوات الأمن السورية والضغط الدولي يتزايد سفير ليبيا إلى الاتحاد الاوروبي ينشق على القذافي