انهارت العديد من معسكرات وألوية الحرس الجمهوري الموالية للرئيس اليمني علي عبد الله صالح والتي يقودها نجله الأكبر العميد أحمد علي، أمام زحف القبائل عليها في العديد من المناطق القبلية المحيطة بالعاصمة صنعاء خلال الأيام الماضية، منذ اندلاع المواجهات بين أتباع الزعيم القبلي الشيخ صادق الأحمر، شيخ مشايخ حاشد، والقوات الحكومية الموالية للرئيس صالح.
وذكرت المصادر أن اللواء 26 التابع لقوات الحرس الجمهوري الواقع في منطقة نِهم (50 كيلو متر شرق صنعاء)، سقط بالكامل الجمعة واستسلمت كافة قواته من ضباط وجنود وعتاد أمام زحف رجال القبائل المسلحين على هذا اللواء الذي يضم عدة معسكرات وهي معسكرات الفرضة وثومة وبني شكوان.
وعلمت 'القدس العربي' من مصدر قبلي أن هذا اللواء استسلم على الفور لرجال القبائل المسلحين بعد مقتل قائد المعسكر، على الرغم أن قوات الحرس الجمهوري الموالية لصالح استعانت بمروحيات عسكرية لقصف رجال القبائل، غير أن رجال القبائل أجبروا 3 مروحيات عسكرية على الهبوط الاضطراري في نفس المنطقة القبلية ودمروا إحداها رفضت الهبوط.
وذكرت مصادر أخرى أن طيارين اثنين رفضا أوامر عسكرية بقصف المنطقة القبلية وهبطا بطائرتيهما المروحية في قبيلة نهم، بينما تم إسقاط المروحية الثالثة التي رفضت الاستسلام لرجال القبائل، بعد معركة شرسة سقط فيها 17 قتيلا من رجال القبائل والعشرات من الجرحى ولم يتم الكشف عن عدد ضحايا الجانب العسكري.
وأكدت المصادر الموثوقة أن الهدنة التي شهدتها معارك العاصمة صنعاء بين القوات الحكومية الموالية للرئيس صالح وبين أتباع قبيلة حاشد المناصرة للشيخ صادق الأحمر، التي بدأت الخميس إثر وساطة بينهما للتهدئة، جاءت بعد سقوط ثلاثة ألوية والعديد من معسكرات الحرس الجمهوري خلال الأيام الماضية، في أيدي رجال القبائل في قبيلة أرحب ونهم وغيرها من المناطق المحيطة بالعاصمة صنعاء.
وذكر مصدر عسكري مناهض للرئيس صالح لـ'القدس العربي' أن 'صالح شعر بخطورة الوضع العسكري إثر تساقط معسكراته التابعة للحرس الجمهوري كتساقط أوراق الشجر، وهي القوات النموذجية في الجيش اليمني، تسليحا وتدريبا وولاء للرئيس صالح، وبالتالي اضطر إلى الهروب للهدنة في حربه ضد قبيلة حاشد التي ينتمي إليها أيضا'.
وكشف أن 'كافة القبائل المحيطة بالعاصمة صنعاء وغيرها انضمت لتأييد الشيخ صادق الأحمر، في معركته ضد قوات صالح، وأعلنت انضمامها لثورة الشباب المطالبة بإسقاط صالح من السلطة، فيما تعاطفت العديد من قيادات الحرس الجمهوري أيضا مع الأحمر، نظرا لانتمائهم القبلي إلى حاشد التي يتزعمها، حيث يكون الولاء للقبيلة مقدما على الولاء العسكري في مثل هذه الظروف وهي ما تجاهلها صالح'.
وشهدت معارك العاصمة صنعاء هدوءا حذرا منذ الخميس، إثر بدء الهدنة التي عقدت بين الطرفين المتقاتلين، بعد قيام الوساطة غير المعلنة بممارسة مهامها، والتي طالبت الطرفين بالوقف الفوري للمواجهات المسلحة حقنا للدماء التي تسقط من الجانبين ومن السكان الواقعين في نطاق عمليات الاقتتال.
إلى ذلك ألغى الرئيس صالح أمس التجمع الجماهيري المعتاد، المؤيد له كل جمعة في ميدان السبعين بالقرب من قصره الرئاسي، بعد أن كانت وسائل الاعلام الحكومية قد دعت إليه تحت مسمى 'جمعة النظام والقانون'، وذلك للعجز الشديد في حشد الجماهير تأييدا له، وتفاديا لوقوع مفاجآت في هذا التجمع الذي اعتادت السلطة على حشده لإظهار التأييد لنظام صالح.
وذكرت المصادر أن الكثير من جماهير النظام الذين كانوا يحضرون مهرجاناته كل جمعة في منطقة السبعين بصنعاء، تحوّلوا أمس لحضور جمعة ثورة الشباب في شارع الستين، التي سمّيت أمس بجمعة 'سلمية الثورة'، في حين شهدت المدن اليمنية حضورا كثيفا للمتظاهرين المناصرين لثورة الشباب والمطالبين بإسقاط النظام والتنحي الفوري للرئيس صالح.
في غضون ذلك ذكرت مصادر دبلوماسية أن دول مجلس التعاون الخليجي قررت أمس أخذ الملف اليمني كاملاَ الى مجلس الأمن الدولي لاتخاذ قرار حاسم بإزاحة الرئيس اليمني علي عبد الله صالح فورا عن السلطة بعد أن بذلت دول المجلس الخليجي جهودا مضنية لإقناعه بذلك خلال الفترة الماضية.
وأشارت إلى أن العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز أبلغ الرئيس اليمني علي عبد الله صالح في اتصال هاتفي معه امس بـ'وجوب تخليه' عن السلطة بعد المواجهات الدموية مع آل الأحمر في صنعاء خلال الأيام الماضية، في إشارة واضحة إلى تخلي النظام السعودي نهائياً عن دعم نظام صالح، خاصة وأن معركته تحوّلت إلى معركة ضد عائلة الأحمر التي تربطها بالعائلة المالكة في السعودية علاقات عريقة، منها علاقات مصاهرة.
المزيد من الموضوعات
سقوط 7 قتلى على يد قوات الأمن السورية والضغط الدولي يتزايد سفير ليبيا إلى الاتحاد الاوروبي ينشق على القذافي