الفرق بين تغيير النظم وبين إصلاحها واضح ولا يحتاج الي شرح او تفسير ... فالإصلاح هو نوع من الاجراءات التي تستهدف تلافي بعض أوجه الخلل .... اما التغيير فهو لا يعني الا التغيير ... وفي النظم السياسيه يكون التغيير علي نظرية "دمر حمامك القديم"فحينما تكون فلسفه النظام القديم هو التحكم في النيابة العامة وربطها بوزير العدل حتي يتمكن النظام من تقديم المواطن "فلان" الي المشنقه أوالإعفاء عن السفاح"فلان" لأسباب خاصه فإنه يجب أن تكون فلسفه النظام الجديد هو تحرير النيابه من كل سلطان ومن كل تبعيه ذلك ان النيابة لا تمثل إلا الشعب ولا تنفذ إلا القانون ... أما القضاء فإن لم يصبح مستقلا بنسبة مائه في المائه فنحن مازلنا نبلبط في حمامنا القديم الذي تهالكت مواسيرة من كثره الفساد والعيوب ... وهذا التغيير لم يحدث حتي الآن وحينما تكون فلسفه النظام القديم الإعتماد علي أهل الثقة حتي لو كانوا من المتهمين بالتعذيب ومن اللذين يحملون بقع الدم علي أجسادهم ... ولم ينفع معها أي مسحوق غسيل ... فلابد وأن تكون فلسفة النظام الجديد هي الإعتماد علي الكفاءات والإبتعاد عن أهل القربي والصداقه و المحسوبيه وحينما تكون فلسفه النظام القديم هي إمتصاص غضب الناس عن طريق الحوارات الوهميه و"المَكلمات" التي تستهلك الوقت والمال والجهد مع أشخاص يتم انتقاؤهم من أجل الظهور بمظهر المتحاورين لإمتصاص الغضب.. فإن فلسفه النظام الجديد لابد وأن تقوم علي الحوار الجدّي بين أهل العلم والتخصص حول أفضل الوسائل للنهوض بالأمه وأفضل النظم السياسيه المناسبه للشعب المصري دون أن تستهدف أغراضا خاصه نخفيها عن أعين الناظرين وهذا التغيير لم يحدث بعد.... أما الذي يحدث فهو تطبيق سياسه التخدير ... عن طريق إستخدام الأخبار البراقة قبل أي مظاهره مليونية ... وهذا الأسلوب التخديري قد يأتي بثمار مؤقته.. لاسيما وأن الكثير من الثوار يعتبرون أن محاكمة الرئيس مبارك وأولاده هي عنوان الجدّيه... لكنهم سرعان ماسيشعرون أن هذه الهدايا هي مثل هدايا "بابا نويل" تأتي مره كل عام ... فبابا نويل هو الذي يعطي الهديه وهو الذي يمنح وهو الذي يمنع ... وهو الذي يحيل الي المحاكمه في الوقت الذي يراه ويقرر الإفراج عن المتهم في الوقت الذي يراه أيضا وهذه السياسه نفسها هي سياسه الرئيس السابق حين كان الرئيس هو "البابا نويل" ...إن تغيير النظام يعني ان يكون هناك نظاما يحكم الامور ... فليس واجباً علينا أن ننتظر الي أن تخرب مصر وتحطمها الفتنه الطائفيه ثم ننصح الإدارة ولكن واجبا علينا ان نقول لمن يديرون الامور إن لم تنجحوا في تطبيق النظام القانوني فاتركوها لمن يستطيع ... فلسنا مطالبين كشعب أن نعيش دائما بين فئات تكون فوق القانون لا لشئ إلا لأن لكل نظام سياسي فئه يعتمد عليها في التحكم في الأمور .. إن تغيير النظام يعني ألا يعتمد النظام السياسي إلا علي القانون وهو مايسمي "بدوله القانون" كما أن تغيير النظام يعني استقلال الآله الإعلاميه وليس إسبتدال الزمار والطبال الإعلامي بزمار آخر وطبال آخر... يغني للإداره الجديده ويغني علي الشعب القديم.
إن إحاله صفوت الشريف أو حتى الرئيس السابق لا تعني التغيير بقدر ما تشير الي التخدير... ونصيحتي للإدارة الحالية لمصر أن تعلم ان الشعب يعلم ... كما ان الشعب يعلم أن الإدارة تعلم أنه يعلم ... فلنتصارح ودعونا نتفق علي الحل الصحيح الذي يبدأ باستقلال القضاء وفصل النيابه عن السلطه وعن وزير العدل وينتهي الي تطبيق قواعد القانون بلا مجامله .. ودون تدخل من احد أو إلتفاف حول الحلول... وبهذه المناسبه فيروى أن رجلا كان اللص يسرق بيته في كل ليلة من شباك الحديقه الخلفي... فلما علم الرجل المسروق ان اللص يصعد إلي الشباك يوميا بأن يضع حجرا لكي يصل إلي الشباك قام الرجل المسروق... بإخفاء الحجر..
وعجبي
www.mokhtarnouh.commokhtar_nouh@yahoo.com المزيد من المقالات
الثورات العربية مؤامرة؟ بقلم ناصر السهليمقالات عامة