في قصة " جليفر الشهيرة"..التي تحكي عن شاب سقط في البحر وكان اسمه " جليفر" وظل يسبح حتي استقر في جزيرة الأقزام..فظهر أمامهم عملاقاً ..رغم أن طوله كان عادياً .. إلا أنه وبعد هروبه من تلك الجزيرة استقر في جزيرة العمالقة .. فكان من شدة ما ظهر به من صغر الحجم كان يداس بالأقدام دون أن يشعر به أحد من العمالقة..و هذه هي أمريكا الذي هي عنها يتحدثون..فهي تظهر كالعملاق أمام النظم العربية..سواء المخلوعة أو الأنظمة التي لم تخلع بعد.. أو حتي التي في طور " اللخلخة" ..ذلك أن الحكام العرب..كانوا أقزاماً .. فظهرت هي امامهم بمظهر العملاق..و لكن " بن لادن" و بالرغم من الإختلاف معه – رحمه الله- إلا أنه عاش حياته عملاقاً بحق..لا يملك من يختلف معه إلا أن يقدر فيه إيمانه بما يعتقد..و إستهانته بالحياة .. و أمريكا هي التي علمت العالم كله كيف تكون الحروب القذرة..و كيف يكون قتل المدنيين..بل إنها تقتل النفس الإنسانية بيد..بينما ترفع غصن الزيتون باليد الأخري..و بينما هي تقتل شعب فلسطين الأعزل بيد فهي ترفع يد إتفاقيات السلام في اليد الأخري..و إذا كانت تحمي الكيان العنصري الصهيوني بيد..و تقتل آلاف الأبرياء في العراق فإنها باليد الأخري تعلن أنها دولة تقدر الإنسان..إلا أن الحقيقة التي يجب أن نؤمن بها أن أمريكا قد أفلست و هي في طريقها إلي الزوال..بل أنها سوف تصل إلي الإنهيار قريباً و في أقل من عشر سنوات...فلن تجد بلداً في العالم كسب ما كسبته أمريكا من كراهية...و لم تفلح معنا خطة أوباما المسرحية..و تلك العبارات التي رددها علي أرض مصر..بعد أن رتب له الرئيس المصري المخلوع زيارة إلي المساجد بهدف الضحك علي "الذقون" .و نحن نعلم أن أوباما حاكماً عنصرياً و ليس له علاقة بالإسلام.و لا بالسلام..و لكنه يتجمل و يحقق نفس أهداف بوش...و لكن بوجه آخر ..ولأن أمريكا لم تشهد إنتصاراً واحداً منذ أكثر من ثلاثين عاماً...فقد صور أوباما واقعة قتل المدنيين وخيانة المخابرات الباكستانية علي أنها من الإنتصارات النادرة....و أذاع الخبر بنفسه حتي يصنع دعاية شعبية لنفسه..مع أن "بن لادن" لم يكن يقاتل..بل كان في حالة مرض في أغلب أوقاته..وربما تكون أمريكا أطلقت عليه الرصاص بعد أن مات فعلاً بقدر الله ..و بعد أن طلب أصحابه تصريحاً بالدفن من الحكومة الباكستانية...فأراد أوباما أن يصطنع هذه القصة الوهمية و قام بتدمير مسكن بن لادن لقتل من معه و حتي تختفي الحقيقة ...
ولكننا نستطيع أن نقول أن أمريكا لن تنعم بسنوات من الهدوء بعد الآن..فالعنف الذي لجأت إليه المقاومة في أفغانستان كان سببه العنف الذي لاقاه الشعب الأفغاني من أمريكا..و أعتقد أن واقعة قتل بن لادن أو الإدعاء بقتله سوف تمس كرامة تنظيم القاعدة الذي يعتبر نفسه تنظيماً مسلحاً منتصراً .. و علي أمريكا أن تستعد لدفع الثمن و أن تعتبر أن ما تم ما هو إلا الفصل الأول في الرواية و أن أوباما قد فتح باباً أظنه لن ينتهي .......
و اسمحوا لي فلن أختتم هذا المقال بإبتسامه كالعادة..فأنا اليوم حزين علي إستشهاد رجل كشف لنا و لأنه من العمالقة صورة الحجم الحقيقي للقزم الأمريكي ...
و عجبي
مختار نوحwww.mokhtarnouh.commokhtar_nouh@yahoo.com المزيد من المقالاتسورية: القمع لا يصنع هيبة كاميليا شحاتة من جماعة الإخوان المسلمين هل يجوز للمحامى أن يدافع عن أعداء الشعب؟