امتنع الدكتور عبد الله الحسيني وزير الأوقاف عن تسليم الشيخ حافظ سلامية رئيس جمعية "الهداية الإسلامية"، ملحقات مسجد "النور" بالعباسية يوم الاثنين الماضي كما كان مقررًا بموجب اتفاق تم التوصل إليه، برعاية اللواء حسين الرويني، قائد المنطقة المركزية العسكرية، عضو المجلس الأعلى للقوات المسلحة، والذي ينص أيضًا على أن تحديد الأئمة يكون عبر التناوب بين الوزارة والجمعية.
ففي اليوم المحدد للتسليم، انتظر الشيخ حافظ سلامة طويلاً، وأجرى العديد من الاتصالات مع مسئولي الأوقاف، لكنه فوجئ بـ "المماطلات" عليه في الرد وإرجاء التسليم من ساعة لأخرى، إلى أن قيل له في النهاية صراحة، إن الوزير يريد تأجير هذه الملحقات من جمعية "الهداية الإسلامية" بدلاً من التسليم لتنفيذ حكم المحكمة الإدارية العليا.
لكن الشيخ أكد في تصريحات لـ "المصريون"، أنه قابل العرض بالرفض القاطع، لأن الجمعية هي "جمعية خيرية ذات نفع عام تضحى بالثمين الغالي لخدمة أبناء شعب مصر، فقيل لي إن الوزير مستعد أن يجلس معك للتفاوض على شراء هذه الملحقات بدلاً من التأجير، فتعجبت لهذا المنطق من وزير مسئول -ويا للأسف- عن شئون المساجد فى جمهورية مصر العربية".
وأضاف إن الملحقات التي ترغب الأوقاف بشرائها هي مستشفى تخصصية مكونة من أربع طوابق لخدمة المواطنين ومعطلة مدرستين للمرحلة الأولي بنين وبنات، كذلك حضانة للأطفال ومستوصف خيري للخدمات العاجلة بجوار ست قاعات للمناسبات بخلاف قاعات لتحفيظ القرآن الكريم.
واكد الشيخ حافظ سلامة- الذي حصل على حكم من المحكمة الإدارية العليا رقم 2941 لسنة 40ق عليا الصادر بتاريخ 3/2/2001 بتسليم جميع ملحقات مسجد النور، إنه يرفض أي عروض لشراء بعض الخدمات التى أنشئت لخدمت شعب مصر، أو الاتجار بها وتحويلها على غير الغرض الذى أنشأته جمعية "الهداية الإسلامية" لها.
وفي الوقت يبدي فيه تهكمه من هذا "العرض السخي" لوزير الأوقاف، قال الشيخ إنه سيحدد جلسة المزاد العلني بمسجد النور عقب خطبة الجمعة القادمة التى سيلقيها، داعيًا وسائل الإعلام للحضور لتغطية "المزاد"، وحتى يعلنوا على العالم سر "المؤامرة ومن ورائها من أصحاب الدولارات بالجلسة السرية بين سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية وفضيلة وزير أوقافنا ويا للعار".
وحث الشعب المصري على أن يحضر "الجلسة التاريخية المشئومة والتي يحضرها شهود العيان على سيادة الوزير مع القيادات العسكرية التى نعتز بها".
وذكّر وزير الأوقاف، أنه عندما عجزت جميع أجهزت الدولة عن إعادة بناء 47 مسجدًا في أواخر السبعينات بعد أن تم تدميرها جراء الزحف الإسرائيلي على مدينة السويس عُهد إلى جمعية "الهداية الإسلامية" إلى إعادة إنشائها وإدارتها بالجهود الذاتية.
واطلعت "المصريون" على نسخة من الطلب الموجه إلى الشيخ من محافظ السويس في عام 1978، لأن الميزانية لم تكن تسمح آنذاك بعملية التعمير للمساجد التي تعرضت للتدمير خلال سنوات الحرب مع إسرائيل، فى الوقت الذى كانت وزارة الأوقاف ليس لديها بالمحافظة إلا تسعة مساجد فقط.
وأضاف الشيخ حافظ سلامة ردًا على وزير الأوقاف: "ما كان للجمعية أن تنشأ مؤسسات وتقوم بالاتجار بها يا سيادة الوزير".
يذكر أن جمعية "الهدية الإسلامية" أسست مسجد "النور" في عام 1972، قبل أن يصدر قرار بعد سنوات بضمه لوزارة الأوقاف التي فرضت هيمنتها كاملة على كافة شئونه، وأبعدت مؤسس المسجد عن أي تدخل في أمور إدارته من قريب أو بعيد، ولم تسم له سوى بغرفة صغيرة ملحقة بالمسجد.
لكن الشيخ حافظ سلامة مؤسس المسجد حصل على حكم قضائي في عام 2001 بتسليم جميع ملحقات المسجد إلا أنه لم يتمكن من ذلك طيلة السنوات الماضية، وبعد ثورة 25 يناير سعى إلى تنفيذ الحكم القضائي لكنه واجه اتهامات في وسائل الإعلام بالسعي للاستيلاء على المسجد.
أخبار إخرى
شيخ الأزهر يبرئ السلفيين من أحداث إمبابة د سعاد صالح: أنا على إستعداد لمناظرة أى سلفى الدعوة السلفية بالأسكندرية ترفض أحداث "إمبابة" د أحمد الطيب شيخ الأزهر سيتدخل لحل أزمة "النور" الشيخ قبانى مفتي لبنان يشيد بجهود مصر في تحقيق المصالحة شيخ الأزهر: الثورة أعادت لنا الثقة فى الشباب المصرى الأزهر يوافق على إنشاء كلية "للإعلام والتربية الرياضية"