قالت سوريا يوم الخميس ان وحدات من الجيش بدأت مغادرة درعا مهد الانتفاضة ضد الرئيس بشار الاسد لكن بعض السكان وصفوا المدينة بأنها مازالت تحت الحصار.
وداهم جنود منازل في انحاء البلاد فيما يواجه الرئيس بشار الاسد أخطر تحد لحكمه الشمولي المستمر منذ 11 عاما.
وأمر الاسد قبل عشرة أيام الجيش بدخول درعا حيث بدأت المظاهرات التي طالبت بمزيد من الحريات وفي وقت لاحق دعت الى الاطاحة بالاسد.
وقال نشطون وسكان ان جنودا تدعمهم الدبابات قصفوا الحي القديم في المدينة وأطلقوا نيران الاسلحة الالية واعتقلوا اشخاصا في حملة حاشدة.
ونقلت الوكالة العربية السورية للانباء (سانا) عن مصدر عسكري رسمي قوله ان الجيش أكمل مهمته واعتقل عناصر جماعات "ارهابية" واستعاد الامن والسلام والاستقرار.
وأبلغ شاهدان غادرا المدينة رويترز بأن نحو 30 دبابة وناقلات جند مدرعة غادرت المدينة متجهة شمالا. واضافا ان وحدات الجيش السوري التي تدعمها المدرعات انتشرت عند عدة مداخل مؤدية الى المدينة.
وقال سكان من درعا انه تم نشر ست دبابات على الاقل قرب المنشات الحكومية والميادين العامة ووقف قناصة فوق أسطح المباني قرب ساحة تشرين.
وقالوا ايضا ان قوات الامن سمحت للناس بالتنقل بحرية حتى الساعة الثانية بعد الظهر (1100 بتوقيت جرينتش) عندما فرض حظر التجول.
وقال ساكن ذكر ان اسمه أبو جاسم "توجد حواجز أمنية كل 100 متر. قوات الامن لم تغادر حتى الان. مازالوا منتشرين في كل مكان في بلد."
وقال أحد السكان ان صور الرئيس بشار البالغ من العمر 45 عاما عادت الى الظهور في الشركات ونوافذ عرض المتاجر. وقام محتجون أغضبتهم الحملة في درعا بانزال تمثال للرئيس السابق حافظ الاسد والد بشار يوم 24 مارس اذار.
وتقول منظمات حقوقية ان 560 مدنيا على الاقل قتلوا منذ اندلاع الاحتجاجات في درعا يوم 18 مارس اذار قبل ان تمتد الى مراكز اخرى. ويقدم المسؤولون الذين يلقون باللوم على جماعات مسلحة في اعمال العنف تقديرات أقل بكثير للقتلى قائلين ان نصف الذين قتلوا كانوا من قوات الامن.
وفي اماكن اخرى قال سكان ان الجنود قاموا باعتقالات في ضاحية سقبا وشددوا الحصار على مركزين حضريين قبل صلاة الجمعة غدا.
وصلاة الظهر هي الموعد الوحيد الذي تسمح فيه السلطات السورية بالتجمع بصفة مشروعة وبالتالي تنظم فيه أكبر التظاهرات وغالبا ما تقع أكثر المواجهات دموية.
وقالت احدى سكان ضاحية بدمشق يوم الخميس ان المئات من الجنود السوريين في زي القتال اقتحموا منازل وألقوا القبض على عشرات ليل الاربعاء في ضاحية سقبا بالعاصمة السورية التي شهدت مظاهرات حاشدة ضد الرئيس بشار الاسد في الاسبوع الماضي.
وأضافت "قطعوا الاتصالات قبل وصولهم. ليس هناك مقاومة. المظاهرات في سقبا كانت سلمية. ألقي القبض على العشرات."
وقال وسام طريف المدير التنفيذي لمنظمة انسان الحقوقية ان 260 شخصا على الاقل اعتقلوا في سقبا. وكان أبلغ رويترز في وقت سابق ان أكثر من 800 شخص اعتقلوا في درعا منذ دخول الجيش.
وفي علامة على ان الاسد يتوسع في استخدام الجيش لسحق المظاهرات تم نشر دبابات وعربات مدرعة حول مدينة الرستن واقامت وحدات الجيش نقاط تفتيش في مناطق سنية في بانياس.
وقالت المنظمة السورية لحقوق الانسان (سواسية) ان هناك قوات مسلحة منتشرة في ضاحية عربين بدمشق وفي بلدة التل الى الشمال من العاصمة حيث ألقت قوات الامن القبض على 80 رجلا وامرأة وطفلا على الاقل.
وقال نشطا من الطلبة ان قوات الامن فرقت مظاهرة في جامعة حلب يوم الخميس.
وقبل ان تقتحم فرقة الجيش التي يقودها ماهر شقيق بشار الاسد درعا كان الاسد يعتمد بصفة اساسية على قوات الامن الاخرى والشرطة السرية لمواجهة المظاهرات.
وقال مسؤول حكومة عربية يراقب الموقف في سوريا "قرار الاسد باستخدام الجيش يمثل أكبر تصعيد لاستخدام القوة يمكنه حشده وهو علامة واضحة على انه لا يهتم بأي مصالحة."
ويقول نشطون ان لفتات الاسد بشأن الاصلاحات وأهمها رفع حالة الطواريء السارية منذ عشرات السنين كانت جوفاء حيث كثفت قوات الامن الهجمات ضد المحتجين الذين يطالبون بنفس النوع من التغيير الذي شوهد في تونس ومصر حيث اطيح بالرئيسين في انتفاضات شعبية.
ووصفت الولايات المتحدة التي تحسنت علاقاتها مع الاسد خلال العامين الماضيين الهجوم على درعا بأنه "وحشي".
وقال وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني اليوم الخميس ان واشنطن وروما بحثتا فرض عقوبات على الحكومة السورية لقمعها الانتفاضة تشمل تعليق محادثات التعاون مع الاتحاد الاوروبي
المزيد من الأخبــــار السورية
سوريا: المئات من الجنود يقتحمون ضاحية "سبقا" فى دمشق وزير الدفاع الاسرائيلي يتوقع قرب نهاية "حكم الاسد" في سوريا موجة اعتقالات في مدينة درعا السورية سوريا: سقوط 6 شهداء فى إقتحام "للمسجد العمرى" وحملة إعتقالات بينهم 11 من النساء سوريا: اطلاق كثيف للنيران ودبابات حربية تقتحم مدينة "درعا" إخر أحداث سوريا: إستشهاد 62 شخصا وامريكا تشدد العقوبات سوريا: يوم دامى وإرتفاع عدد قتلى المظاهرات الى 48 قتيلا