أكد رئيس الوزراء د.عصام شرف أن محاكمة الرئيس السابق حسني مبارك ونجليه لا تعني التشفي.
وقال شرف لصحيفة "عكاظ" السعودية في عددها الصادر الاحد، إن "شباب الثورة ضد الانتقام ومحاكمة مبارك ونجليه (علاء وجمال) لا تعني التشفي"، مؤكدا أن "مصر بعد ثورة 25 يناير، تسير في الاتجاه الأفضل، ولقد عاهدنا أنفسنا كمصريين أن نجعل عهد الثورة، بداية الانطلاقة الكبرى نحو مستقبل تنعم فيه مصر بالحرية والديمقراطية. والعدالة الاجتماعية".
وتابع بالقول :"ولهذا أعتقد أن مصر، وإن كانت تمر بمرحلة حرجة، إلا أننا نتوقع مستقبلا باهرا جدا، من خلال تعاوننا مع العالم أجمع،وخاصة مع دول مجلس التعاون الخليجي، التي نتمتع معها بعلاقات خاصة وحميمية جدا".
واعترف شرف بأن التركة ثقيلة قائلا :"أنا لا أنكر، بل أعترف أن التركة ثقيلة، وهذا ما دفعنا في الحقيقة إلى العمل بأسرع ما يمكن، وبفاعلية أكبر لمواجهة كثير من المشكلات والملفات، التي طفت على السطح بعد الثورة، كمشكلات الفساد، والانفلات الأمني، والمطالب الفئوية التي ظهرت بكثرة، كنتيجة لسياسات استمرت عقودا وتسببت في كثير من المشكلات".
وأشار شرف الى أن نجاح الحكومة في مهمتها مرهون بمساندة الشعب لها، وهو ما أثق في تحققه، والمهم أن تمنح الحكومة الوقت الكافي لتعمل وتنجز ما وعدت به.
وأكد على أن العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز الشقيق الأكبر لمصر كما نتطلع لدعم المملكة ، وقال "نحن نتطلع بكل اهتمام للقاء خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي نعتبره الأخ الأكبر لمصر، وللعرب جميعا،وسنحرص خلال لقائنا مع الملك عبدالله، للتأكيد على المناخ الجميل والإيجابي من التعاون والمصالح المشتركة وتعزيز العلاقة بين البلدين في جميع الميادين، والتأكيد أيضا على أننا نتطلع إلى دعم المملكة في هذه المرحلة التي نمر بها".
وأضاف :"سنطمئن السعوديين على مناخ الاستثمار في مصر، والذي سيتجه نحو الأفضل بكثير، وإن شاء الله ستستمر العلاقات التجارية والاستثمارية إلى مزيد من التعاون. ونؤكد على أن العلاقات ستكون أفضل من المرحلة الماضية".
وعن الزيارة التي سيقوم بها الى السعودية أجاب شرف بالقول إن "زيارة أي مسئول مصري للرياض، هو أمر طبيعي على ضوء ما يربط بين مصر والسعودية من علاقات أخوة، وشراكة وتعاون. فالبلدان يعرف كل منهما قدر الآخر، وهناك حرص دائم من البلدين على التنسيق فيما بينهما فيما يخص الكثير من القضايا ذات الاهتمام المشترك".
وقال :"وفي الحقيقة إن زيارتي للمملكة، لا تنفصل عن الرغبة في تأكيد التعاون واستمرار التنسيق المصري السعودي، من خلال التواصل مع القيادة السعودية، والتي نقدر لها حرصها الدائم على أمن واستقرار المنطقة".
وعن العلاقة المصرية الخليجية، على ضوء التوترات التي تشهدها مع إيران أوضح شرف :"ما من شك في أن العلاقات المصرية الخليجية هي علاقات تتسم بدرجة عالية من التميز والاستمرارية، فهي تقوم على أسس راسخة قوامها قناعة مصر بأن أمن الخليج خط أحمر، خاصة أن منطقة الخليج العربي تمثل عمقا استراتيجيا أساسيا للأمن القومي المصري".
وتابع :"ويعد الحفاظ على استقرار الخليج التزاما قوميا وضرورة لتحقيق استقرار المنطقة، وكثيرا ما ساندت مصر أشقاءها الخليجيين في عملية البناء، وفي مواجهة كثير من الأزمات. كما أن هناك تقديرا مصريا لدول الخليج ودورها الريادي".
وأعرب شرف عن اعتقاده أن تجاوز حالة عدم الاستقرار الحالية التي تمر بها المنطقة لن يتم إلا بتعاون مصر والسعودية، فهما الأقدر على حشد الدول العربية في اتجاه تحقيق طموحات شعوبهما، كما أنهما بما لهما من تأثير على الصعيد الدولي الأكثر قدرة على نقل وجهة النظر العربية فيما يخص العديد من القضايا القومية المصيرية، وهو ما ينطبق على القضية الفلسطينية التي لم نتوان يوما عن تقديم التأييد والمساندة لها، من أجل تحقيق طموح الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف".
وعن إمكانية الاعفاء عن مبارك لو طرح الموضوع خلال الزيارة ، أجاب شرف :"هذا الموضوع يحدده القانون، ولست أنا من يحدد ذلك، ولا نستطيع الحديث بالنيابة عن القانون أو أي إجراءات قانونية".
ونفى شرف أن تكون ثورة الشباب تقود البلاد بعقلية الانتقام ، وقال "هو قول لا يعكس الحقيقة، ولايعني تقديم الرئيس السابق ونجليه إلى المحاكمة من قبيل التشفي والانتقام، ففترة حكم مبارك التي امتدت إلى ثلاثة عقود، كانت تشوبها الكثير من المخالفات والانتهاكات، وصور الفساد على مختلف الأصعدة السياسية، والاقتصادية، والحقوقية، ومن حق الشعب بعد الثورة أن يحاسب رموز النظام السابق، ويسائلهم عن هذه المخالفات والانتهاكات باعتبار أن رأس الدولة هو المسئول الأول أمام الشعب".
وفيما يتعلق بتوجه مصري بالاقتراب أكثر تجاه إيران أجاب شرف بالقول :"دعونا نتفق أن العلاقات المصرية الإيرانية، شهدت الكثير من المشكلات خلال العقود الثلاثة الماضية، ومصر بعد الثورة ترغب في تحسين علاقاتها مع جميع دول العالم، والانفتاح على الجميع، وتدعيم العلاقات مع طهران بشرط عدم التدخل في الشئون الداخلية المصرية أو في شئون دول المنطقة".
وأكد شرف أن القضية الفلسطينية ستظل دائما في صميم اهتمامات الشعب المصري، لأننا نعتبر هذه القضية مرتبطة بأمن مصر القومي ، وقال "ونحن لا ننكر أن جهود حل القضية واجهت ومازالت تواجه الكثير من العراقيل بسبب مواقف وسياسات مختلف الأطراف المعنية، وإذا كانت إسرائيل تتحمل الجانب الأكبر من المسئولية عن عرقلة تلك الجهود، فإن الفلسطينيين يتحملون أيضا جانبا مهما من المسئولية، فالتناحر بين الفصائل الفلسطينية أضعف الموقف الفلسطيني".
وشدد على أن المسارعة بالمصالحة بين الفصائل الفلسطينية، وإعادة الوحدة إلى الصف الفلسطيني هي أولى الخطوات نحو استعادة الفلسطينيين لحقوقهم، وهو أمر تسعى الحكومة المصرية الحالية إلى إنجازه وتحقيقه في الفترة الحالية، حيث التقيت مؤخرا الرئيس الفلسطيني محمود عباس وهناك اتصالات مع قيادات حركة حماس من أجل إنجاز هذه الخطوة المهمة وهناك خطوات إيجابية كثيرة سيعلن عنها في حينها.
وعن توجهات السياسة المصرية، حيال التعامل مع إسرائيل ، أكد شرف الالتزام بكافة المعاهدات والاتفاقيات التي عقدتها مصر في المرحلة السابقة.
أخبار مصرية أخرى
شباب الثورة المصرية ينضامن مع ثورة "الشعب السورى" الأمن بقرية البضائع بمطار القاهرة تحبط محاولة تهريب 100 حقيبة بها ذهب لحسين سالم عصام شرف يعتذر عن حضور "قداس القيامة" رئاسة الوزراء: قبول إستقالة محافظ "قنا" عصام شرف: إذا سرق مبارك لن نعفو عنه تقرير: يحيى الجمل تقدم بمذكرة لزكريا عزمى من أجل إلغاء المادة الثانية للدستور