نقلت وكالة "رويترز" للأنباء يوم الخميس 21 ابريل/ نيسان بلاغا لجيش جنوب السودان جاء فيه ان 31 شخصا على الاقل قتلوا في اشتباك بين جنوده وأفراد ميليشا متمردة في آخر أعمال عنف تهز استقرار الجنوب قبل استقلاله في يوليو/ تموز.
واكد الجيش ان 20 فردا من جنوده قتلوا يوم الثلاثاء في اشتباك بولاية الوحدة المنتجة للنفط مع مقاتلين موالين لبيتر جاديت الضابط الكبير السابق في الجيش الشعبي لتحرير السودان الذي تمرد هذا الشهر، بحسب ما نشرته الوكالة.
وقال فيليب أجوير المتحدث باسم جيش الجنوب ان المتمردين اجتاحوا قرية في مقاطعة مايوم وأحرقوها تماما قبل أن يطاردهم الجيش الشعبي لتحرير السودان.
وأضاف أجوير أن سائقين قتلا أيضا عندما اصطدمت شاحنتان مدنيتان بلغمين أرضيين في نفس المقاطعة، موضحا ان المتمردين قاتلوا الى جانب رجال قبيلة المسيرية الشمالية.
ونفى أجوير الاتهامات الموجهة الى الجيش الشعبي لتحرير السودان بشأن انتهاكات لحقوق الانسان ترتكبها القوات.
من جهتهم اتهم زعماء جنوبيون خصومهم السابقين في الشمال بتسليح المنشقين لمحاولة زعزعة استقرار الجنوب ومواصلة السيطرة على نفطه، وهو ما نفته حكومة الخرطوم.
واعلنت قبيلة المسيرية التي ترعى ماشيتها في الجنوب خلال موسم الجفاف المسؤولية عن الهجوم. وقال اسماعيل حمدين وهو رجل رفيع المقام من قبيلة المسيرية انه تمت مهاجمة قاعدة للجيش الشعبي في ولاية الوحدة لاعادة 1700 بقرة سرقها الجيش الشعبي، مضيفا ان 11 من افراد قبيلته قتلوا و22 اخرون اصيبوا بجراح خلال هجوم يوم الثلاثاء.
من جانبها ردت سلطات ولاية الوحدة على أحدث أعمال العنف بطرد موظفين شماليين يعملون في المناطق المنتجة للنفط في الولاية، مما يزيد مخاطر تصاعد التوتر.
وقال جيديون جاتبان ثوار وزير الاعلام في الولاية ان الولاية لديها أدلة كثيرة على أن عناصر من الحكومة السودانية تشجع وترعى وتنظم هذه الميليشيا وتخطط لها.
واتهم مقاتلون متمردون حكومة الجنوب بالفساد وقمع أنصار المعارضة وهي اتهامات تنفيها جوبا عاصمة الجنوب.
وقالت الامم المتحدة ان أكثر من 800 شخص قتلوا في أعمال عنف في جنوب السودان خلال العام الجاري، شملت معارك قبلية واشتباكات بين الجنود ومالا يقل عن 7 مجموعات من المقاتلين المتمردين في المنطقة.
وكان محللون قد حذروا من أن المزيد من التدهور في الجنوب قد يؤدي الى زعزعة استقرار المنطقة كلها.
واتهمت منظمة هيومان رايتس ووتش المعنية بحقوق الانسان الجيش الشعبي لتحرير السودان والمقاتلين المتمردين بارتكاب انتهاكات خلال معركة دارت بولاية أعالي النيل في مارس/ اذار.
ولم يتوقف القتال بين الجنوب والشمال منذ عام 1955 الا بضع سنوات وكانت أسبابه خلافات دينية وعقائدية وعرقية ومنازعات على النفط. ويقدر عدد ضحايا الصراع بنحو مليوني شخص.