أصدر الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بيانا إلى الأمة أمس دعا فيه إلى التضامن مع الشعب الليبي الذي يواجه ديكتاتورية القذافي وعصابته ، ودعا الاتحاد المسلمين في كل مكان إلى اعتصام رمزي اليوم الجمعة إعلانا للتضامن مع الشعب الليبي ، كما ناشدوا المجتمع الدولي الاعتراف بالمجلس الوطني الذي أفرزته ثورة الشعب الليبي ممثلا شرعيا وحيدا لتأكيد نزع الشرعية عن نظام القذافي وأولاده ، وجاء في البيان الذي وصلت المصريون نسخة منه :
الحمد لله رب العالمين، ناصر المستضعفين، وقاسم الطغاة والمتجبرين، والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
يواصل الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين متابعة الأحداث في ليبيا وما تشهده من تطورات متمثلة في مواصلة كتائب القذافي سياسةَ الإجرام المُمَنهج ضدّ الشعب الليبي في المدن والجبهات التي لا تزال تسيطر عليها أو تحاصرها هذه الكتائب التي لم ترقب في مواطنِي هذه المدن إلاًّ ولا ذمّة، دكّا بالدبابات والمدافع وقصفا بالطائرات والصواريخ، مما تسبب في سقوط عدد كبير من الشهداء يقول تعالى: {كَيْفَ وإن يَظهَرُوا عَليْكُمْ لا يَرْقُبُوا فِيكمْ إلَّا ولا ذمَّة} [التوبة:8]، ويقول تعالى:{إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء وَاللّهُ لاَيُحِبُّ الظَّالِمِينَ } [آل عمران:140].
كما يتابع الاتحاد بكل فخر واعتزاز صمود وثبات الشعب الليبي العظيم ضد هذه السياسات الإجرامية ومواصلته طريق الثورة ضد هذا النظام الظالم المتجبِّر واستبسال الثوار في المقاومة وصدهم لكل محاولات كتائب الاجرام من التقدم للسيطرة على المدن المحررة؛ بالرغم من عدم التكافؤ في موازين القوى من حيث التسليح والمعدات. كما يتابع الاتحاد التطورات السياسية والمواقف الإقليمية والدولية مما يجري على أرض ليبيا.
وأمام هذا الإجرام المتواصل من قِبَل ما تبقى من نظام القذافي، وملاحم الصمود والبطولة للشعب الليبي البطل ضد هذا الإجرام فإن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين:
1- يؤكد الإدانة الكاملة لما تقوم به هذه الكتائب والمرتزقة التابعة لبقايا نظام القذافي من ممارسات وسلوكيات إجرامية تستبيح دماء الشعب وممتلكاته وحرماته، مما لا يقوم به عادة إلا المستعمرون، من قتل وترويع للمواطنين الآمنين، ومهما فعلت من إجرام فإن مصيرها إلى الزوال لا محالة، قال تعالى: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَاد * إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَاد * الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ * وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالوْادِ * وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ * الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَاد * فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ * فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ * إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ}، [سورة الفجر.:من الآية 6 إلى 12]
2- يناشد منظمة المؤتمر الإسلامي في اجتماع وزراء الخارجية الذي سيعقد بجدة يوم السبت المُقبل إلى الاعتراف بالمجلس الوطني ومؤسساته.
3- يؤكد الاتحاد على الطابع الشعبي السلميّ للثورة الليبية وإن تحولت إلى ثورة مسلحة، فهو نتيجة مباشرة للرد الإجرامي لهذا النظام على الأشكال الشعبية السلمية، مما دفع بهذه الثورة إلى الاضطرار للدخول في حالة التسلح؛ دفاعا عن نفسها وشعبها، ومن هذا المنطلق فإننا ندعو الإخوة الليبيين إلى المحافظة على الطابع الشعبي السلمي قدر الإمكان وذلك بتكثيف التظاهر والخروج والاعتصام في شوارع جميع المدن حتى يُسقطوا الأخبار المغرضة لبعض الأطراف الإعلامية والسياسية الإقليمية والدولية التي تحاول أن تصور المشهد وكأن ليبيا قد دخلت إلى مرحلة الحرب الأهلية.
4- نكرر دعوتنا التي وجهناها في بياننا السابق إلى كل من لايزال في صف النظام المجرم الفاقد للشرعية من جيش وشرطة وموظفين ومسؤولين إلى إعلان انضمامهم إلى صفوف ثورة شعبهم والتخلي عن هذا المجرم المتحصِّن داخلَ أسوار ثكنته العسكرية، فباب التوبة مفتوح {إلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا} [الفرقان:70].
5- يحيي الاتحادُ الجامعةَ العربية ودولَ مجلس التعاون الخليجيّ وبعض الدول الغربية على مواقفها الداعمة لثورة الشعب الليبي من خلال رفع الشرعية عن نظام القذافي والقبول بفرض حصار جوي من قبل الأمم المتحدة ضد طيران القذافي، والتوجه نحو الاعتراف بالمجلس الوطني الانتقالي للثورة، وندعوها إلى التقدم خطوة أخرى بإعلان الاعتراف رسميا بهذا المجلس ممثلا شرعيا للشعب الليبي، كما نحثُ كلَّ الدول العربية والإسلامية إلى الاعتراف بهذا المجلس.
6- يدعو الاتحاد إلى إعلان يوم الجمعة 18 مارس يوما لمساندة إخواننا في ليبيا ونصرة لثورتهم المباركة ضد هذا النظام الطاغي وذلك من خلال تخصيص خطب الجمعة والدعوة لهم خلالها والقنوت في الصلاة من أجل أن يعجل الله بنصرهم وتخليصهم من إجرام هذا النظام الباغي.
{والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون} صدق الله العظيم
الأمين العام الدكتور علي القرداغي القرضاوي
الرئيس سماحة الدكتور يوسف
أخبار إسلامية إخرىمجلس شورى علماء الإسلام: يدعو المصريين للتصويت بـ "نعم" على التعديلات الدستورية الأزهر الشريف يفتح ذراعيه للإخوان محاضرات لتعليم الدين الإسلامى للأطفال بهولندا في ربيع 2011 ل محمد العريفي يفتتح فعاليات ركاز جدة"تقديرا لذاتي أعلنت احترامي "