اعتبر بعض المراقبين للشأن اليمني أن انضمام عسكريين من ضباط وجنود إلى ميادين الاحتجاج ضد نظام الرئيس على عبد الله صالح في العاصمة صنعاء ومدن تعز وعدن وإب، رسالة هامة بأن استخدام السلطة للمؤسستين العسكرية والمدنية أمر صعب، وأنه في الأخير سيكون موقف العسكر حاسما لصالح ثورة الشباب المطالب بالتغيير.
وفي هذا السياق قال القيادي في أحزاب المشترك محمد الصبري -في حديث للجزيرة نت- إن العسكريين هم جزء من أبناء الشعب، ويعانون مثله من الظلم والفقر والتسلط.
واعتبر أن مواقف هؤلاء العسكريين الذين جاؤوا إلى ساحة الحرية والمظاهرات، تأتي "استجابة لتطلعات الشعب، وتعطي رسالة مهمة عن توحد كافة شرائح الشعب اليمني المطالب بإسقاط النظام".
وتوقع الصبري أن تشهد المرحلة القريبة مزيدا من هذه المواقف، وقال "جاء الوقت لأن يعلن أبناء المؤسسة العسكرية والأمنية مواقفهم المؤيدة لخيار الشعب في التغيير، وبالطريقة التي تناسبهم".
مضايقات
وكان عسكريون من ضباط وجنود توافدوا في الأيام الماضية على ساحات الاعتصام المناوئة للرئيس صالح في صنعاء وتعز إب، وأعلنوا انضمامهم إلى "ثورة شباب التغيير".
وكانت وزارة الدفاع قد نفت أنباء انضمام ضباط وجنود للمحتجين المطالبين بإسقاط النظام، بينما قال المعارض محمد الصبري إن هناك معلومات تفيد بتعرض هؤلاء العسكريين لمضايقات، ومحاولة معاقبتهم على مواقفهم "الشجاعة والوطنية".
إلى ذلك رأى رئيس مركز أبعاد للدراسات الإستراتيجية بصنعاء الصحفي عبد السلام محمد، أن انضمام العسكريين إلى ساحات الاحتجاجات المطالبة بإسقاط النظام، جاء لتأكيد أن العسكريين في اليمن أكثر شريحة متضررة ماديا وتتوق لتحسين ظروفها المعيشية، وتتوق لإنهاء الحرمان الذي طال كثيراً من حقوقهم.
وقال -في حديث للجزيرة نت- إن موقف هؤلاء العسكريين يشير إلى أن "هناك رغبة جامحة للتغيير في أوساط اليمنيين لم تعهدها البلاد من قبل، كما أن انخراط كثير من المشايخ الدينيين والقبليين إلى الثورة شكل حافزا كبيرا لانخراط العسكريين إلى ساحات الاعتصام المطالبة بإسقاط النظام".