نشر مركز بروكنجز الأمريكى للأبحاث دراسة عن دور جماعة الإخوان المسلمين فى ثورة 25 يناير، وقال مؤلفا الدراسة شادى حميد وستيفين بروك إن أحداً لم يحاول مناقشة ما قام به الإخوان خلال الاحتجاجات من منظور تاريخى. ورأى حميد وبروك أن دراسة هذا الأمر يكشف أن نهج الإخوان الحذر تجاه الاحتجاجات على مدار الأسابيع القليلة الصاخبة الماضية كان إلى حد كبير امتداداً لاستراتيجية الجماعة على مدار العقود الماضية. وهذه الاستراتيجية تعتمد على تفضيل التغيير التدريجى بدلا من التغيير الثورى، والالتزام بالحذر والبرجماتية والتعاون الوثيق مع الجهات السياسية الفاعلة فى البلاد.
وبينما كان من الصعب دائما التنبؤ بالسلوك المستقبلى للجماعة من تصرفاتها فى الماضى، فإن النظر إلى الإجراءات التى قامت بها الجماعة مؤخراً باعتبارها جزءاً من عملية توفيق طويلة المدى يلقى الضوء على بعض القضايا التى ستثار بلا شك خلال الأشهر القادمة.
وتؤكد الدراسة على أن الإخوان لا يزالون وسيستمرون فى البقاء كقوة أساسية فى أية ديمقرطية مصرية تنشأ. بمعنى آخر، فإن الإسلاميين سيظلون موجودين، ومثلهم مثل أى جماعة سياسية، فإن الإخوان سوف تعكس مصالح ورغبات أنصارها، والتى ستزداد أهميتها فى ظل تنافس الجماعة مع آخرين فى السوق السياسية. وهو الأمر الذى سيضطر الجماعة بمرور الوقت إلى إعلان برنامجهم الخاص بالسياسة الخارجية ومحاولات التأثير على علاقات مصر بإسرائيل وجيرانها الآخرين.
كما توقع الباحثان أن تشهد الأشهر القادمة اضطرار الإخوان المسلمين للخروج من المنطقة المريحة ولعبهم دوراً سياسياً أكثر وضوحاً. ومن المتوقع أن يحدث ذلك انقسامات داخل الجماعة فى ظل وجود اتجاهات أيدولوجية مترددة فى القيام بهذا الدور.