بيان: من الكنيسة المصرية بالأسكندرية
صدر منذ قليل بيان رسمى من الكنيسة المصرية بالإسكندرية يشير إلى العدد النهائى للضحايا، حيث ذكر البيان أن عدد القتلى 20 قتيلاً، بالإضافة إلى الأشلاء و80 مصاباً.
وأدانت الكنيسة بشدة أعمال العنف التى وقعت واستهدفت ضرب الوحدة الوطنية. جاء ذلك عقب الاجتماع المغلق الذى عقد داخل كنيسة القديسين بالإسكندرية، الكنيسة محل واقعة التفجير، بحضور كل من القمص رويس مرقص الوكيل البابوى بالإسكندرية والأنبا باخوميوس أسقف البحيرة والأنبا مينا رئيس دير مارمينا وعدد من القيادات الكنسية التى حضرت خصيصاً من القاهرة، بالإضافة إلى عدد من أعضاء المجلس الملى وبعض النشطاء الأقباط، وذلك للوقوف على ملابسات واقعة التفجير وحصر الضحايا والخسائر، تمهيداً لرفع تقرير مفصل لقداسة البابا شنودة بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية والذى تلقى تقريرا مبدئىا أمس أثناء تواجده بدير وادى النطرون.
وفى أول تصريحٍ له بعد حادث كنيسة القديسين بمحافظة الإسكندرية، قال البابا شنودة، بطريرك الكرازة المرقسية، إن حادث الأمس أعاد إلى ذهنه ذكرى حادثة نجع حمادى، والتى وقعت قبل عام بمحافظة قنا فى ليلة رأس السنة الميلادية أيضاً.
واعتبر البابا شنودة،أن حادث الإسكندرية استهدف زعزعة استقرار البلاد وأمنها، وأن هناك قوى لا تريد خيراً لمصر ارتكبت هذا العمل، الذى وصفه بـ"الإجرامى"، فى ليلة الاحتفال بعيد الميلاد.
وقال البابا: "الشهداء الذين سقطوا جراء هذا العمل الإجرامى الغادر لم يرتكبوا جرماً ضد أحد، بل كانوا يؤدون الصلوات ويقيمون الاحتفالات لكنهم سقطوا ضحية هذه الجريمة الغادرة"، وتابع: "أتساءل بحسرة ما ذنب هؤلاء الأبرياء الذين ماتوا وتناثرت أشلاؤهم وسالت دماؤهم بفعل هذا العمل الجبان؟".
وأضاف: "إن الذين يستهدفون أمن مصر هم أعداءٌ للمسيحيين والمسلمين على السواء وهم لا يريدون خيراً لهذا البلد، ويسعون إلى إثارة الفتنة داخله"، ورأى "شنودة" أن كل من يحاول إثارة الفتنة على أرض هذا الوطن لن يجد سوى جسد منيع قوى، يأبى الانهيار وهو قادر على التصدى لكل هذه المؤامرات وكشفها ودحرها. وطالب البابا بضرورة القبض سريعاً على مرتكبى الحادث الإجرامى ومحاكمتهم ليكونوا عبرة لغيرهم ممن يحاولون المساس بأمن واستقرار هذا البلد.
وقال البابا إنه من المبكر توجيه الاتهام لأى من القوى، وقال اترك هذا الأمر لجهات التحقيق التى ستعلن بالقطع الحقائق أمام الرأى العام، مؤكدا أنه يشعر بالحزن والألم العميق على فقدان العشرات من أبناء مصر وأبناء الكنيسة فى هذا الحادث الجبان الذى استهدف اغتيال فرحة المسيحيين فى عيد الميلاد، وتهديد أمن واستقرار البلاد.
من جهة اخرى :أعرب الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، عن بالغ أسفه وألمه للحادث الإجرامى الذى تعرضت له كنيسة القديسين بالإسكندرية، ووجه صادق التعازى لأسر الضحايا، داعيا الله أن يمن على الجرحى بالشفاء العاجل، مؤكدا أنه من موقع العلم الشرعى والمسئولية الوطنية يؤكد أن هذا العمل الإجرامى عمل آثم محرم شرعا، لأن الإسلام أوجب على المسلمين حماية الكنائس كما يحمون المساجد.
وأوضح الطيب فى بيان له اليوم، السبت، أن هذا العمل الإجرامى الأثيم الذى استهدف مواطنين أبرياء يستعدون لاستقبال عام جديد لا يمكن أن يصدر من مسلم يعرف دينه وأن الإسلام والمسلمين منه براء، وأن المستهدفين بهذا العمل ليسوا هم المسيحيين وحدهم، بل المستهدفون هم المصريون جميعا، وأن الذى يضرب الكنيسة يضرب المسجد، وأعرب فضيلته عن اقتناعه التام بأن الذين يقفون من وراء هذا العمل الأثيم إنما يريدون ضرب الوحدة الوطنية والتماسك الاجتماعى والأمن القومى لمصر، تنفيذا لمخططات خبيثة تعمل على زعزعة الاستقرار والأمن وإثارة الفتن الطائفية والمذهبية فى المنطقة كلها.
وأهاب الإمام الأكبر المصريين جميعا أن يرتفعوا فوق آلامهم، وأن يدركوا أن اليد المجرمة التى امتدت بالعدوان ليست يدا مصرية وأن الإخاء الذى جمعهم على مدى القرون لا يمكن أن يؤثر فيه عمل مجرم جبان ارتكبه أعداء الوطن والأمة.
ومن ناحية أخرى :أكد المستشار عبد المجيد محمود النائب العام، أن التحقيقات بدأت بجدية وبشكل سريع فى حادث تفجير كنيسة القديسين بالإسكندرية، وقال نحن فى انتظار التقارير الفنية فى وقت قصير، وأمر النائب العام بتشكيل لجنة من النيابة العامة برئاسة المستشار ياسر الرفاعى المحامى العام الأول لنيابات الإسكندرية للوقوف على أبعاد الحادث، الذى أكد أن الطب الشرعى هو الوحيد الذى يستطيع تحديد ملابسات الحادث.
مؤكداً أن كل الحوادث الإرهابية التى حدثت فى مصر تم الكشف عنها بسرعة وضبط مرتكبيها.
وقال إنه لا يعتقد أن الحادث موجه إلى المسيحيين، لكنه لكل المصريين، جاء ذلك خلال تفقد النائب العام لكنيسة القديسين مكان وقوع الحادث ظهر اليوم.