مقدارخطبة الجمعة
المشهور عند عامة العلماء أنه يستحب للخطيب أن يقصر في خطبته، قال أبو وائل : خطبنا عمار فأوجز وأبلغ . فلما نزل قلنا : يا أبا اليقظان ! لقد أبلغت وأوجزت فلو كنت تنفست – أي أطلت قليلاً ! – فقال : إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (( إن طول صلاة الرجل وقصر خطبته مئنة من فقهه – أي علامة – فأطيلوا الصلاة واقصروا الخطبة ، وإن من البيان سحراً )) .
والناس في هذا الباب بين إفراط وتفريط، فمن مطيل إلى حد الإملال ومن مقتضب لحد الإخلال، وكلا طرفي قصد الأمور ذميم لهذا ثبت عن رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم ( أنه كانت صلاته قصدا وخطبته قصدا ) أي معتدلة.
وقد يستفاد من هذا أنه تقصير الخطبة ليس على إطلاقه بل بحسب ما يقتضيه المقام، وإن كان الأصل هو تقصير الخطبة، قال ابن القيم : " وكان صلى الله عليه وسلم يقصر في خطبته أحياناً ويطيلها أحياناً بحسب حاجة الناس" .
وقال النووي : " ويكون قصرها معتدلا ولا يبالغ بحيث يمحقها " .