بسم الله الرحمن الرحيم
خطبة عن الإسراء والمعراج
ان الحمد لله نحمده تعالى ونستهديه ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا انه من يهده الله فلامضل له ومن يضلل فلن تجد له من دون الله وليا مرشدا
اما بعد فان اصدق الحديث كتاب الله وخير الهدى هدى المصطفى صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعه وكل بدعة ضلاله وكل ضلالة فى النار وما قل وكفى خير مما كثر والهى وان ما توعدون لات وما انتم بمعجزين
وأشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ارسله الله رحمة للعالمين مبشر وهاديا ونذيرا يقول الله عز وجل فى حق حبيبه وما أرسلناك الا رحمة للعالمين هو الرحمة المهداه والفضل العظيم من الله علينا جمله بخلق قال فيه (وانك لعلى خلق عظيم) صلوات ربى وتسليماته عليه وعلى اله واصحابه الطيبين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين
ثم اما بعد
الإسراء
والمعراج، الإسراء هو الرحلة الأرضية التي هيأها الله لرسوله (صلى الله
عليه وسلم) من مكة إلى القدس، من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، رحلة
أرضية ليلية، والمعراج رحلة من الأرض إلى السماء، من القدس إلى السموات
العلا، إلى مستو لم يصل إليه بشر من قبل، إلى سدرة المنتهى، إلى حيث يعلم
الله عز وجل، هاتان الرحلتان كانتا محطة مهمة في حياته (صلى الله عليه
وسلم) وفي مسيرة دعوته في مكة، بعد أن قاسى ما قاسى وعانى ما عانى، من
قريش ثم قال علي أن أجد أرضاً أخصب من هذه الأرض عند ثقيف، عند أهل
الطائف، فوجد منهم ما لا تحمد عقباه، ردوه أسوأ رد، سلطوا عليه عبيدهم
وسفهائهم وصبيانهم يرمونه بالحجارة حتى أدموا قدميه (صلى الله عليه وسلم)،
ومولاه زيد بن حارثة يدافع عنه ويحاول أن يتلقى عنه هذه الحجارة حتى شج
عدة شجاج في رأسه، خرج عليه الصلاة والسلام دامي القدمين من الطائف ولكن
الذي آلمه ليس الحجارة التي جرحت رجليه ولكن الكلام الذي جرح قلبه، ولهذا
ناجى ربه هذه المناجاة وبعث إليه ملك الجبال يقول إن شئت أن أطبق عليهم
الجبلين، ولكنه (صلى الله عليه وسلم) أبى ذلك، وقال إني لأرجوا أن يخرج
الله من أصلابهم من يعبد الله ولا يشرك به شيئاً، اللهم اهدي قومي فإنهم
لا يعلمون، ثم هيأ الله تعالى لرسوله هذه الرحلة، الإسراء والمعراج، ليكون
ذلك تسرية وتسلية له عما قاسى، تعويضاً عما أصابه ليعلمه الله عز وجل أنه
إذا كان قد أعرض عنك أهل الأرض فقد أقبل عليك أهل السماء، إذا كان هؤلاء
الناس قد صدوك فإن الله يرحب بك وإن الأنبياء يقتدون بك، ويتخذونك إماماً
لهم، كان هذا تعويضاً وتكريماً للرسول (صلى الله عليه وسلم) منه عز وجل،
وتهيئة له للمرحلة القادمة، فإنه بعد سنوات قيل أنها ثلاث سنوات وقيل
ثمانية عشر شهراً (لا يعلم بالضبط الوقت الذي أسري فيه برسول الله صلى
الله عليه وسلم) إنما كان قبل الهجرة يقيناً، كان ذلك إعداداً لما بعد
الهجرة، ما بعد الهجرة حياة جهاد ونضال مسلح، سيواجه (صلى الله عليه وسلم)
العرب جميعاً، سيرميه العرب عن قوس واحدة، ستقف الجبهات المتعددة ضد دعوته
العالمية، الجبهة الوثنية في جزيرة العرب، والجبهة الوثنية المجوسية من
عباد النار والجبهة اليهودية المحرفة لما أنزل الله والغادرة والتي لا
ترقب في مؤمن ذمة، والجبهة النصرانية التي حرفت الإنجيل والتي خلطت
التوحيد بالوثنية، والتي تتمثل في دولة الروم البيزنطية، كان لابد أن
يتهيأ (صلى الله عليه وسلم) لهذه المرحلة الضخمة المقبلة ومواجهة كل هذه
الجبهات، بهذا العدد القليل وهذه العدة الضئيلة، فأراد الله أن يريه من
آياته في الأرض وآياته في السماء، قال الله تعالى (سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا)حتى يرى آيات الله في هذا الكون وفي السماء أيضاً كما قال الله تعالى في سورة النجم التي أشار فيها إلى المعراج، (لقد رأى من آيات ربه الكبرى مازاغ البصر وما طغى)
أراد الله أن يريه هذه الآيات من هذه الآيات الكبرى حتى يقوى قلبه ويصلب
عوده، وتشتد إرادته في مواجهة الكفر بأنواعه وضلالاته، كما فعل الله تعالى
مع موسى عليه السلام، حينما أراد أن يبعثه إلى فرعون، هذا الطاغية الجبار
المتأله في الأرض الذي قال للناس أنا ربكم الأعلى، ما علمت لكم من إله
غيري، عندما أراد الله أن يبعث موسى إلى فرعون، أراه من آياته بعد ما يقوي
قلبه، فلا يخاف فرعون ولا يتزلزل أمامه، حينما ناجى الله عز وجل، قال
ما تلك بيمينك يا موسى، قال هي عصاي أتوكأ عليها وأهش بها على غنمي ولي
فيها مآرب أخرى، قال ألقها يا موسى، فألقاها فإذا هي حية تسعى قال خذها
ولا تخف، سنعيدها سيرتها الأولى، واضمم يدك إلى جناحك تخرج بيضاء من غير
سوء آية أخرى لنريك من آياتنا الكبرى)، هذا
هو السر، لنريك من آياتنا الكبرى، فإذا علمت أنك تركن إلى ركن ركين،
وتعتصم بحصن حصين، وتتمسك بحبل متين، فلا تخاف عدواً هكذا فعل الله مع
موسى، وهكذا فعل الله مع محمد ( صلى الله عليه وسلم)،أراه من آياته في
الأرض ومن آياته في السماء، الآيات الكبرى ليستعد للمرحلة القادمة، كان
الإسراء والمعراج تهيئة لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) وكان تكريماً
لرسول الله (صلى الله عليه وسلم)، وكان تسلية لرسول الله (صلى الله عليه
وسلم) عما أصابه من قومة في مكة وفي الطائف، وكان كذلك لشيء مهم جديد في
حياة المسلمين وله أثره في حياتهم المستقبلية، هو فرض الصلاة، فرض الله في
هذه الليلة الصلاة، عادة الدول حينما يكون هناك أمر مهم تستدعي سفراءها،
لا تكتفي بأن ترسل إليهم رسالة إنما تستدعيهم ليمثلوا عندها شخصياً
وتتشاور معهم، وهكذا أراد الله سبحانه وتعالى أن يستدعي سفيره إلى الخلق،
محمد (صلى الله عليه وسلم) ليسري به من المسجد الأقصى ثم يعرج به إلى
السموات العلى إلى سدرة المنتهى، ليفرض عليه الصلاة، إيذاناً بأهمية هذه
الفريضة في حياة الإنسان المسلم والمجتمع المسلم، هذه الفريضة التي تجعل
المرء على موعد مع ربه أبداً، هذه الفريضة فرضت أول ما فرضت خمسين صلاة،
ثم مازال النبي (صلى الله عليه وسلم) يسأل ربه التخفيف بإشارة أخيه موسى
حتى خفف الله عنهم هذه الصلوات إلى خمس وقال هي في العمل خمس وفي الأجر
خمسون، فهي من بقايا تلك الليلة المباركة
وفى الختام نقول اللهم صلى وسلم وبارك عليك يارسول الله
فاللهم رد المسجد الأقصى الى المسلمين مردا جميلا يارب العالمين اللهم عليك باليهود أحفاد القردة والخناذير انهم لايعجزونك يارب العالمين اللهم احصهم عددا يارب ولاتبقى فيهم ولامنهم احدا انصر اسلامك فى كل مكان يارب الأرباب انك انت ولى ذلك والقادر عليه
سبحانك اللهم وبحمدك اشهد أن لا اله الا انت استغفرك وأتوب اليك
مع تمنياتى لكم بالتوفيق والوصول الى رضا الله سبحانه وتعالى
المدير العام احمد حسين عياد
05.07.10 20:43 من طرف 24akhbar