24akhbar
| | احداث الفتنه الكبرى الحلقه الثالثه | |
دور عبد الله بن سبأ في تحريك الفتنة
تأويلات ابن سبأ الخبيثة جاء ابن سبأ بمقدمات صادقة في خطته، وبنى عليها مبادئ فاسدة راجت لدى السذَّج والغلاة وأصحاب الأهواء من الناس، وقد سلك في ذلك مسالك ملتوية لبَّس فيها على مَنْ حوله حتى اجتمعوا عليه؛ فطرق باب القرآن بتأوله على زعمه الفاسد، حيث قال: لَعَجَبٌ ممن يزعم أن عيسى يرجع، ويكذِّب بأن محمدا لايرجع، وقد قال تعالى: " إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ" [القصص: 85] فمحمد أحق بالرجوع من عيسى ،كما سلك طريق القياس الفاسد من ادعاء إثبات الوصية لعلي بقوله: إنه كان ألف نبي، ولكل نبي وصي، وكان علي وصي محمد، ثم قال: محمد خاتم الأنبياء، وعلي خاتم الأوصياء. وحينما استقر الأمر في نفوس أتباعه انتقل إلى هدفه المرسوم، وهو خروج الناس على الخليفة عثمان رضي الله عنه، فصادف ذلك هوى في نفوس بعض القوم حيث قال لهم: من أظلم ممن لم يجز وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم ووثب على وصيِّه وتناول أمر الأمة؟ ثم قال لهم بعد ذلك: إن عثمان أخذها بغير حق، وهذا وصي رسول الله صلى الله عليه وسلم فانهضوا في هذا الأمر فحركوه، وابدأوا بالطعن على أمرائكم، وأظهروا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تستميلوا الناس، وأدعوهم إلى هذا الأمر وبث دعاته، وكاتب من كان استفسد من الأمصار وكاتبوه ودعوا في السر إلى ما عليه رأيهم، وأظهروا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وجعلوا يكتبون إلى الأمصار بكتب يضعون فيها عيوب ولاتهم، ويكاتبهم إخوانهم بمثل ذلك.
ابن سبأ الملعون يتخذ مصر قاعدة لإنطلاقه وفي مصر أخذ ابن سبأ ينظم حملته ضد عثمان , ويحث الناس على التوجه إلى المدينة لإثارة الفتنة ، وقد غشهم بكتب ادعى أنها وردت من كبار الصحابة، حتى إذا أتى هؤلاء الأعراب المدينة المنورة واجتمعوا بالصحابة لم يجدوا منهم تشجيعا؛ حيث تبرأوا مما نسب إليهم من رسائل تؤلب الناس على عثمان ووجدوا عثمان مقدرا للحقوق . وكانت شبكة أعداء الإسلام تتألف من الموتورين من اليهود والنصارى والمجوس الذين جندوا الموتورين من الرعاع والسذج والبلهاء و الحاقدين ممن أدَّبهم أو حدَّهم أو عزَّرهم الخليفة أو أحد ولاته، ونظم هؤلاء الأعداء (جمعية سرية) خبيثة جعلوا أعضاءها هؤلاء الذين استجابوا لهم، وجعلوا لهم أتباعا في المدن الكبيرة والأقاليم العديدة، وكونوا شبكة اتصالات سرية بينهم. وكانت أهم فروع جمعيتهم الخبيثة في: الكوفة، والبصرة، ومصر، ولهم بعض العناصر في المدينة المنورة والشام .
ابن سبأ يحكم خطته ويرسم المؤامرة وفي سنة أربع وثلاثين السنة الحادية عشرة من خلافة عثمان أحكم عبد الله بن سبأ اليهودي خطته، ورسم مؤامراته, ورتب مع جماعته السبئيين الخروج على الخليفة وولاته، فقد اتصل ابن سبأ اليهودي من وكر مؤامراته في مصر بالشياطين من حزبه في البصرة والكوفة والمدينة، واتفق معهم على تفاصيل الخروج، وكاتبهم وكاتبوه، وراسلهم وراسلوه، وكان ممن كاتبهم وراسلهم، السبئيون في الكوفة، وقد كان بضعة عشر رجلا منهم منفيين في الشام، ثم في الجزيرة عند عبد الرحمن بن خالد بن الوليد، وبعد نفي أولئك الخارجين كان زعيم السبئيين الحاقدين في الكوفة يزيد بن قيس وقد خلت الكوفة في سنة أربع وثلاثين من وجوهها وأشرافها، لأنهم توجهوا للجهاد في سبيل الله، ولم يبق إلا الرعاع والغوغاء، الذي أثر فيهم السبئيون والمنحرفون وشحنوهم بأفكارهم الخبيثة، وهيَّجوهم ضد والي عثمان على الكوفة سعيد بن العاص
مشاورة الخليفة للولاة وحوار مضني مع معاوية
واستقر رأي الخليفة على استدعاء ولاته للمشاورة وتباينت الآراء كما ذكرنا من قبل . وقبل أن يتوجه معاوية بن أبي سفيان إلى الشام، أتى إلى عثمان وقال له: يا أمير المؤمنين, انطلق معي إلى الشام، قبل أن يهجم عليك من الأمور والأحداث ما لا قبل لك بها. قال عثمان: أنا لا أبيع جوار رسول الله صلى الله عليه وسلم بشيء ولو كان فيه قطع خيط عنقي. قال له معاوية: إذن أبعث لك جيشا من أهل الشام، يقيم في المدينة، لمواجهة الأخطار المتوقعة ليدافع عنك وعن أهل المدينة. قال عثمان: لا، حتى لا أقتِّر على جيران رسول الله صلى الله عليه وسلمالأرزاق بجند تساكنهم، ولا أضيق على أهل الهجرة والنصرة. قال له معاوية: يا أمير المؤمنين, والله لتغتالن أو لتغزين. قال عثمان: حسبي الله ونعم الوكيل. إذن فمعاوية رضي الله عنه لم يكن سلبيا في موقفه تجاه الدفاع عن الخليفة كما روج المروجين، كما أن هناك روايات أخرى تفيد أن جيوشا من الأمصار هبت لنجدة الخليفة المحصور، مما حدا بالمتمردين أن يعجلوا بالقتل تفعيلا للفتنة وإجهاضا لأي مساع لردعهم والحيلولة دون حدوثها . كما أن ملامح شخصية عثمان رضي الله عنه تبدو كالعهد به تقية نقية ترعىحرمة الزمان والمكان ولاتبيع جوار الحبيب محمد حتى ولوبالروح ، وليس هذا فحسب بل أنه أبدى استعداده للموت ولا يضيق على أهل المدينة في أرزاقهم ..؟ إن ذي النورين رضي الله عنه رفض في رواية أخرى الذهاب إلى مكة كما أشارعليه بعض الصحابة لنفس الأسباب السابقة . رفض الفرار، ورفض استباحة مكة من قبل هؤلاء المتمردين احتراما للمكان الطاهر، بل رفض أيضا أن يرفع أحد كائنا من كان السلاح دفاعا عنه ، وصرح لغلمانه أن من كف يده وأغمد سلاحه فهو حر . فعل ذو النوري هذا واستسلم لقدره وأبى بشدة أن يجرح مسلم واحد بسببه. أي طهر هذا الذي نراه؟.. وأي إيثارنسمعه من فم ذي النورين الذي ضرب أروع الأمثلة في كيفية تصرف أولي الأمر وقت الأزمات؟..وأي إيمان نلمسه وتصديق لقول الحبيب محمدا حيا وميتا؟..لقد نبأه الحبيب محمد صلوات الله وسلامه عليه بما سيلقاه في يومه هذا ، فوعي ما سمع ورضي بقضاء الله ، وتمسك بالقميص الذي ألبسه إياه الحبيب المصطفي صلوات الله وسلامه عليه ورضي بالشهادة ، وبالتالي فاز بالجنة..!
| |
|