كشف الخبير الأمني اللواء «عبدالرحيم سيد أحمد» عن تورط شخصيات شهيرة في أحداث ماسبيرو منهم رجال أعمال أقباط، ورجال أعمال مسلمون ومسئولون كبار سابقون وعدد من كهنة الكنيسة الأرثوذكسية.
وقال اللواء عبدالرحيم - الذي استقال من جهاز الشرطة في عهد حبيب العادلي احتجاجا علي انحراف الجهاز عن أداء رسالته. إن الأجهزة الأمنية رصدت دلائل وقرائن تؤكد تورط هؤلاء الأشخاص في التخطيط والتحريض وتفجير الأوضاع أمام ماسبيرو يوم الأحد قبل الماضي.
وأضاف «علي رأس المتورطين رجل أعمال قبطي شهير يخضع منذ فترة لتحقيقات سرية حول طبيعة علاقاته وعلاقات الشركات التي يمتلك أغلب أسهمها، مع أجهزة ومسئولين إسرائيليين، ويلي رجل الأعمال هذا، مسئول سابق كبير.
< سألته: هل تقصد وزيراً سابقاً؟
- فقال: لا.. أعلي من وزير.
< رئيس وزراء سابق؟
- أعلي ولن أقول أكثر من ذلك فالأجهزة المختصة مازالت في مرحلة جمع الأدلة والقرائن وعندما تنتهي ستقدمها للنيابة لبدء التحقيق مع هؤلاء الأشخاص.
< هل تتوقع أن تكون موقعة ماسبيرو هي الأخيرة من نوعها؟
- لا .. ستتكرر مرة واثنتين وثلاثاً وأربعاً.
< إلام استندت في رؤيتك تلك؟
- استندت إلي ما لديّ من معلومات عن المخطط الذي وضعته الصهيونية العالمية ضد مصر.
< مخطط ضد مصر وضعته الصهيونية العالمية؟
- نعم ويتم تنفيذه منذ 25 عاما وبعد 25 يناير الماضي تمت إضافة تعديلات طفيفة علي هذا المخطط؟
< وما ملامح هذا المخطط!
- ملامحه باختصار هو إضعاف مصر وارهاقها وإغراق شعبها في أزمات عديدة، واستنزاف موارد مصر وإشعالها بالفتنة الطائفية تمهيداً لتقسيمها أو احتلالها عسكريا بحجة حماية الأقليات.
< قلت ان المخطط بدأ تنفيذه منذ عهد مبارك.. فما الذي تم تنفيذه من المخطط بالتحديد؟
- استنزاف الموارد وإرهاق الدولة وإشاعة الفتنة الطائفية وزيادة ديون مصر إلي أقصي حد ممكن، وكان مخططا أن يتم إغراق مصر في الديون خلال فترة أقصاها عام 2015 وعندها سيتم إجبارها علي خصخصة قناة السويس باعتبارها الكيان الوحيد الذي يمكن بيعه، بعد تخريب القطاع العام.. وبالمناسبة هذا المخطط مازال ساريا ولهذا يجب أن ينتبه القائمون علي أمور مصر إلي مشكلة الديون ويسعوا إلي عدم الاستدانة من الخارج أو الداخل.
< وهل كان مبارك وحكوماته علي علم بهذا المخطط؟
- مبارك كان يعلم، وفي إحدي زيارات جمال مبارك للولايات المتحدة سُئل صراحة عما إذا كانت مصر علي استعداد لخصخصة قناة السويس كأحد الحلول لإخراجها من أزمتها الاقتصادية.
< وماذا كان رده؟
- رد بكلمة واحدة No problem.
< نعود للمخطط الصهيوني.. وأسأل عن القطاع الأكثر تنفيذا لهذا المخطط؟
- قطاع البترول.
< ولماذا؟
- لانهم سمحوا لشركات أجنبية أن تتغلغل في مصر بحجة التنقيب عن البترول بينما كانت في الحقيقة تبحث عن اليورانيوم والمواد المشعة وشركات عديدة، استعانت بصور الأقمار الصناعية ونقبت عن اليورانيوم في مصر وكانت عندما تجد آبار بترول تردم علي البئر بالأسمنت وكان يتم تهريب المواد المشعة عبر الموانئ المصرية بسهولة لعدم وجود أجهزة تكشف هذه المواد.
< وهل حكومات مصر كانت علي علم بذلك؟
- مبارك نفسه كان يعلم وبعض وزراء البترول كانوا يعرفون أيضا وأحدهم حقق مليارات الدولارات لعمولات من تلك الشركات.
< قلت أن المخطط تم تعديله بعد 25 يناير فما أهم هذه التعديلات؟
- أهمها ثلاثة تعديلات.. أولها إدخال رجال مخابرات أجانب للعبث في مصر.. والثاني هو دعم الإسلاميين للوصول إلي قمة السلطة في مصر، والتعديل الثالث هو ضخ أموال ضخمة من أجل تجنيد بلطجية وعملاء وسط الشباب ورجال السياسة والإعلاميين لإشاعة الفوضي إلي أقصي درجة في مصر.
< وهل تسلل إلي مصر كثير من رجال المخابرات الأجنبية؟
- العشرات.
< وما الهدف من دعم الإسلاميين للوصول لقمة السلطة؟
- ليهدموا مصر كلها.
< كيف؟
- سيكررون ما فعلوه في إيران عندما أسقطوا شاه إيران وسمحوا بعودة الخوميني وكان هدفهم زرع قوة متشددة إلي جانب العراق بهدف ضرب العراق واستنزافه وهو ما حدث بالفعل خلال حرب الخليج الأولي بين العراق وإيران.
< وكيف يصب صعود الإسلاميين لحكم مصر في صالح الصهيونية العالمية؟
- صعود الإسلاميين سيحول مصر إلي مسرح للفتن الطائفية وعندها ستنطلق دعوات لحماية الأقليات في مصر وستزداد تلك الدعوات حتي تصل إلي الدعوة الصريحة لإنقاذ أقباط مصر وهو ما يفتح الباب واسعا للتدخل الأجنبي عسكريا في مصر بحجة حماية الأجانب، وعندها ستنطلق دعوات لتقسيم مصر من أجل إقامة دولة للأقباط.
< وهل هذا وارد؟
- جدا جدا.
< رغم ان الكثيرين يرون أن هذا الكلام لا أساس له؟
- هؤلاء هم أصحاب النوايا الحسنة، ولكن الصهيونية العالمية لا تحمل لمصر سوي كل كراهية لانهم يعتبرون مصر هي الخطر الأكبر علي إسرائيل، وبالمناسبة تل أبيب نفسها تشارك في تنفيذ هذا المخطط.
< تل أبيب؟
- نعم.. ورصدت 3 مليارات دولار مؤخرا من أجل نشر الفوضي في مصر وقامت بنفس العمل دول أوروبية وغربية عديدة، وهناك مبالغ ضخمة يتم دفعها لشباب وسياسيين وإعلاميين لتنفيذ مخطط الفوضي، وهناك حوالي 10 آلاف شاب مصري يحصلون علي عشرات الآلاف من الجنيهات شهريا وأعرف أحد السياسيين يقوم بتشكيل ائتلافات شبابية.. ويحصل لكل منها علي حوالي 500 ألف جنيه شهريا من الخارج وفي المقابل يحصل علي جزء من تلك الأموال كعمولة.
< وهل هذه المعلومات غائبة عن الأجهزة الأمنية؟
- بالتأكيد تعرف.
< لماذا لم تتحرك لمواجهتها؟
- الأمن القومي يعيش حاليا مرحلة حرجة، لان مبارك علي مدي 20 عاما استبعدهم من الصدارة واكتفي بأمن الدولة.. والآن غاب أمن الدولة ولكن جهاز الأمن القومي لم يستعد عافيته بعد، وهو قادر ان يستعيد عافيته بسرعة خاصة وأنه يضم رجالاً علي أعلي مستوي من الكفاءة كما أنهم ورثوا مدرسة مخابراتية عتيدة كانت في الستينيات في المرتبة التاسعة عالميا.
مجدى سلامة "بوابة الوفد"