قصة موسى و الخضر عليهما السلام من كتاب كنز العمال للإمام المتقي الهندي رحمه الله
و إليك :
قصة موسى والخضر عليهما السلام
حديث رقم
40465-
قام موسى خطيبا في بني إسرائيل فسُئل: أي الناس أعلم؟
فقال: أنا .
فعتب الله عليه إذا لم يرد العلم إليه، وأوحى الله إليه أن لي عبدا بمجمع البحرين وهو أعلم منك .
قال: يا رب! فكيف لي به؟
فقيل:
احمل حوتا في مكتل فإذا فقدته فهو ثم، فانطلق وانطلق معه بفتاه يوشع بن
نون وحملا حوتا في مكتل حتى كانا عند الصخرة فوضعا رؤسهما فناما، فانسل
الحوت من المكتل (فاتخذ سبيله في البحر سربا) وكان لموسى وفتاه عجبا، فانطلقا بقية يومهما وليلتهما، فلما أصبح قال موسى (لفتاه آتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا) ولم يجد موسى مسا من النصب حتى جاوز المكان الذي أمره الله تعالى به... فقال له فتاه (أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت) قال موسى (ذلك ما كنا نبغ فارتدا على أثارهما قصصا) .....
فلما
انتهيا إلى الصخرة إذا رجل مسجى بثوب فسلم موسى، فقال الخضر: وأنى بأرضك
السلام؟ قال: أنا موسى، قال: موسى بني إسرائيل؟ قال: نعم، قال (هل أتبعك على أن تعلمن مما علمت رشدا قال إنك لن تستطيع معي صبرا) يا موسى! إني على علم من علم الله تعالى علمنيه لا تعلمه أنت، وأنت على علم من علم الله تعالى علمكه الله لا أعلمه أنا، ( قال ستجدني إن شاء الله صابرا ولا أعصي لك أمرا)، فانطلقا
يمشيان على الساحل فمرت سفينة فكلموهم أن يحملوهما، فعرفوا الخضر فحملوهما
بغير نول (نول: أي بغير أجر ولا جعل، وهو مصدر ناله ينوله، إذا
أعطاء. أ ه (5/29؟؟) النهاية. ب)، وجاء عصفور فوقع على حرف
السفينة فنقر نقرة أو نقرتين في البحر فقال الخضر: يا موسى! ما نقص
علمي وعلمك من علم الله إلا كنقرة هذا العصفور في هذا البحر، فعمد الخضر
إلى لوح من ألواح السفينة فنزعه، فقال موسى: قوم حملونا بغير نول عمدت
إلى سفينتهم فخرقتها (لتغرق أهلها لقد جئت شيئا إمرا قال ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبرا قال لا تؤاخذني بما نسيت)، فكانت الأولى من موسى نسيانا، فانطلقا فإذا بغلام يلعب مع الغلمان، فأخذ الخضر برأسه من أعلاه فاقتلع رأسه بيده، فقال له موسى (أقتلت نفسا زكية بغير نفس) (قال ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرا) (فانطلقا حتى إذا أتيا أهل قرية استطعما أهلها فأبوا أن يضيفوهما فوجدا فيها جدارا يريد أن ينقض فأقامه) قال الخضر بيده فأقامه؛ فقال موسى: (لو شئت لتخذت عليه أجرا قال هذا فراق بيني وبينك)، يرحم الله موسى! لوددنا لو صبر حتى يقص علينا من أمرهما.
(ق (أخرجه البخاري كتاب العلم باب ما يستحب للعالم إذا سئل (1/41). ص)، ت، ن عن أبي).