سعى ساعيا غيظ بن مرة بعدما تبذل ما بين العشيرة بالدمِ,ونحن سعى ساعيا غيظ بن مرة ليؤججا نار الفتنة بالإعلام.و يا صاحبي أعملا عقليكما تريا لسان النار كيف يأكل مصر .فحتى هذه الساعة لا يوجد تحرك سليم لرأب الصدع وتبريد الصدغ الملطوم,و إعادة رتق المنقطع من نسيج مصر,فالمسيحيون مواطنون مصريون لهم مشاكل حقيقية,كثير منها مؤلم ومستحق الحل,وبعضها مبالغ به.ولو لم يتم التحرك العاقل من الجانبين فبالناس المحزنة وعلى مصر السلام.
كلنا يستحضر قصة المصري القبطي المسيحي الذي سبق ابن عمرو بن العاص رضى الله عنه فلطمه المهزوم وقال خذها وأنا ابن الأكرمين,والقصة معروفة وتنتهي بقصاص الخليفة العادل عمر رضى الله عنه . ثم إعطائه سوطه للمصري طالبا منه أن يضرب بها صلعة عمرو الصحابي الذي قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم "أسلم الناس وآمن عمرو".لكن القبطي رفض بحسن خلق وأعرب عن اكتفائه بالقصاص ممن تعدى عليه,ثم أطلق عمر قاعدته الإنسانية الرائعة"يا عمرو متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا".إذن تكفي هذه القصة كل من يحاول ظلم مسيحي أو منعه حقا من حقوقه.كما تكفي هذه الحكاية دليلا على خلق مسيحي ينهى عن التعدي.
اليوم مصر –وفقا لأدبيات الإسلام-ليست دولة على منهاج النبوة,بل هي أساسا ارتضت بعقد اجتماعي يساوي بين الجميع دون تمييز لدين أو لون.يعني –وخذ كلامي بهدوء-لا يمكن إعمال كل ما قد يعتقده بعضنا كمسلمين أساسا للتعامل مع النصارى. وعلى سبيل المثال في موضوع بناء الكنائس.ولن أردد هنا ما يقال: ماذا يضر الإسلام لو بنيت كنيسة؟بل سأقول إن المسألة يجب إخضاعها للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء,وقد التقيت منذ عامين برئيس الجهاز وسألته مباشرة قبل الهواء ما عدد المسيحيين في مصر,فأجاب أن هذا من أسرار الدولة وأمنها القومي و هو يقدم ذلك العدد إلى رئيس الدولة و رئيس إحدى الجهات السيادية فقط لا غير.طيب الآن رئيس الدولة مخلوع ومحبوس احتياطيا,ومصر اليوم لا تضرها شفافية,و وفقا للتعداد و كثافة المسيحيين في كل منطقة ومركز ومحافظة وقرية يمكن التعامل مع المسألة من باب الكفاية العادلة,وأظن أن شهادة جهاز الإحصاء ستقطع الخلاف بين دعاوى ترى المسيحيين أقل من سبعة ملايين وأخرى كنسية تذهب بالعدد إلى خمسة عشر مليونا.وأنا شخصيا أشهد أن عدد الأقباط الحقيقي يتجاوز ثمانين مليونا يصلون إلى القبلة أو يذهبون أيام الآحاد إلى الكنيسة.
هذا وجع أول أردت أن أتكلم عنه ,وربما غدا لو كنت على قيد الحياة فستقرأ لي عن أوجاع مسيحية أخرى,ومعها –بالمقابل - عتاب و دعوة لمراجعة شطحات متطرفين كادوا أن يشعلوا مصر لولا رحمة من ربي.
mmowafi@gmail.com ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مقالات محمد موافى
صحفي مريض يا أيها الصحفييون التلفزيون المصري وآخرون هل تفلس مصر؟ وقَبّلْتُ يدَه الأوله في غرام الحيرة